تهديد إيراني بالانتقام من إسرائيل واحتقان داخلي.. لبنان في عين العاصفة

يوسف بنده
قصف إسرائيلي على لبنان

تتوالى الأزمات على لبنان، بينما كان يأمل البعض أن تطرأ حلحلة تؤدي بعد وقف إطلاق النار في غزة، إلى اختراق ولو محدود، في ملف الأزمة اللبنانية، يتم من خلاله انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتأليف حكومة جديدة.


يعيش لبنان أزمة داخلية على وقع التوتر الدائر على حدوده الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في غزة.

ولدى المعارضين لحزب الله المقرب من إيران، مخاوف من انتقال الحرب إلى الجبهة الجنوبية، بما يضع لبنان البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة في معادلة غير محسوبة.

اقرأ أيضًا: إبعاد حزب الله عن الجنوب.. البحث عن صفقة بين واشنطن وطهران

كتيبة الرضوان

كتيبة الرضوان

مقتل قائد من قوات النخبة

حسب تقرير “رويترز”، أمس الاثنين 8 أبريل، اغتالت غارة جوية إسرائيلية قائد في قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني، في منطقة السلطانية جنوب لبنان.

وتضغط إسرائيل على لبنان لتفعيل القرار الأممي 1701 الذي ينص على إبعاد قوات النخبة التابعة للحزب عن الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، ما يُمكن إسرائيل من إعادة سكان مستوطناتها في تلك المنطقة الذين فروا منذ اندلاع الحرب في غزة.

اقرأ ايضًا: مهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

480082ec c916 479f bd06 2232fbb3fb02

جريمة اختطاف باسكال سليمان، منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل

ناقوس الحرب الأهلية

أزمة أخرى هزت الداخل اللبناني، وهي جريمة اختطاف باسكال سليمان، منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل، الذي تم خطفه وقتله في لبنان ونقل جثته إلى سوريا، بحسب تقرير شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

تلك التطورات دفعت رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لدعوة مختلف الأطراف إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات” خشية من انفجار حرب أهلية في وقت تشهد فيه لبنان حالة احتقان داخلي.

اقرأ أيضًاواشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

حتى أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطابه الاثنين، حاول إبعاد التهمة عن جماعته، قائلاً: “بعد خطف منسق القوات سمعنا كلامًا طائفيًا وبغيضًا طال حزب الله.. ونشكر الجيش ورئيس الحكومة الذي تابع ملف اختفاء منسق القوات شخصيًا”، بحسب صحيفة الشرق اللبنانية اليوم الثلاثاء 9 إبريل 2024.

ولفت نصرالله إلى أن “اتهام حزب الله بخطف منسق “القوات” في جبيل انطلق من أحقاد دفينة وما حصل بالأمس فضيحة كبرى لحزبي القوات والكتائب اللبنانية وتبين أنهم أصحاب فتن ويبحثون عن الحرب الاهلية”.

اقرأ أيضًا: إيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

حزب الله

حزب الله

لبنان في عين العاصفة

يبدو أن لبنان بات في عين العاصفة في ظل الحديث عن إصرار إيراني على توجيه ضربة انتقامية لإسرائيل بعد استهدافها مقر قنصلية طهران في دمشق، وحسب قراءة السياسي اللبناني، معروف الداعوق، بصحيفة اللواء اللبنانية، اليوم الثلاثاء 9 إبريل 2024، فقد أرخت الضربة الإسرائيلية لقنصلية طهران، واغتيال مجموعة من مسؤولي وضباط الحرس الثوري، وبينهم من يتولى مسؤولية التنسيق مع حزب الله، بتداعيات سلبية وتفاعلات على الساحة اللبنانية.

وأوضح الداعوق، أن ذلك نظرا لترابط هذا الحدث، بالمواجهة التي يتولاها الحزب ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وزادت من التعقيدات التي تحوط الأزمة الداخلية المتعددة الأوجه، وصعوبة مقاربة أي جهود أو وساطات لحلها في الوقت الحاضر.

وأضاف السياسي اللبناني، أن هذه الأزمات تتوالى، بينما كان البعض يأمل أن تطرأ حلحلة ما، تؤدي بعد تحقيق وقف جدي وثابت لإطلاق النار في غزة، الى اختراق ولو محدود، في ملف الأزمة اللبنانية، يتم من خلاله انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، خاصة أن حزب الله ربط مسألة إطلاق مسار انتخاب رئيس الجمهورية وحل الازمة داخليا، بانتهاء حرب غزّة.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى دمشق.. بين حتمية الانتقام والمقايضة بالمكاسب

ناشيونال إنترست: حزب الله يهدد سيادة الدولة في لبنان

حزب الله يهدد سيادة الدولة في لبنان

لبنان بين مطرقتين

بينما أكد حسن نصرالله في خطابه أمس الاثنين، بأن الرد الإيراني حتمي على استهداف القنصلية الإيرانية، قائلًا: «عند توافر المعلومات، بات واضحًا أن الأمريكي سلم والاسرائيلي والعالم كلّه سلّم بالردّ الإيراني على هذا الاستهداف، وهذا حق طبيعي لإيران ومن الطبيعي أن تقوم الجمهورية الإيرانية بهذا الرد»، حسبما نقلت عنه صحيفة الديار اللبنانية.

لكن أمام تصريحات نصرالله، هناك انتقادات داخلية بأنه وضع لبنان تحت مطرقتين عدوتين إسرائيلية وإيرانية، فحسب تقرير صحيفة الشرق اللبنانية، اليوم الثلاثاء، عقد «لقاء سيدة الجبل» اجتماعه الاسبوعي في الاشرفية، وأصدر بيانا، قال فيه: «منذ أن أنشئت إسرائيل كان لبنان الديموقراطي بصيغته الفريدة في المنطقة منافسا لها إقليميا وعالميا، لكنها لم تتمكن من الاستئثار بدوره إلا بعد إجهاز الاحتلال الإيراني على مقومات الدولة”.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى مسقط.. هل تمهد إيران لضربتها إقليميًا؟

وأضاف البيان: “لقد تمكن «حزب الله» المؤسس والممول من إيران، من وضع لبنان على السندان تحت مطرقتين عدوتين: مطرقة إسرائيلية وأخرى إيرانية”.

ورأى أنه “لا يمكن للبنان استعادة مقوماته على الأقل ولاحقا دوره، وسط الضعف السياسي الذي تعانيه القوى السياسية اللبنانية، التي لا تعترف بوقوعه تحت احتلال إيراني يصادر قراراته السيادية ويعطل مؤسساته الدستورية. ولا تستطيع هذه القوى متابعة العمل السياسي في الداخل كأن لا حرب قائمة مع إسرائيل، بالرغم من إرادة غالبية اللبنانيين، تديرها طهران بواسطة ميليشاتها اللبنانية بالهوية وغير اللبنانية”.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

213

حزب الله وإيران

التزام السقف الإيراني

أيضًا، إذا كان حزب الله اللبناني يعمل في إطار الإستراتيجية الإيرانية، فهناك شيء إيجابي، وهو أن طهران لا تسعى لاتساع دائرة الحرب في الوقت الحالي، فقد أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، المقرب من حركة أمل الشيعية اللبنانية، أن الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد، حسبما نقلت صحيفة الديار اللبنانية اليوم الثلاثاء.

وقد تناقلت وسائل إعلام لبنانية، أن اللجنة الخماسية المعنية بحل الأزمة في لبنان (الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ومصر وقطر)، تستعد لخطوات جديدة تجاه تحريك الملف الرئاسي في لبنان والتوصل لانتخاب رئيس توافقي لا معارضة على اسمه من الفرقاء اللبنانيين كافة.

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

ربما يعجبك أيضا