كيف ترى إيران نفسها في ظل نظام عالمي جديد؟

محمد النحاس

في ظل نظام دولي في طور التشكل ومع متغيرات بعثرت الأوراق الإقليمية تسعى إيران لإعادة التموضع.


تستمر محاولات الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق بشأن النووي، بعد أشهر من توتر العلاقات بين الجانبين.

وبعدما وصلت المحادثات المعلنة إلى طريق مسدود، تحدث مسؤول المحتوى في موقع المونيتور الإخباري، أندرو باراسيليتي، عن اتفاق مرتقب يشمل قيودًا على النووي، وتخفيفًا للعقوبات، والإفراج عن مساجين أمريكيين.

اتفاق مختلف

يرى أندرو باراسيليتي في تحليل نشره المونيتور أمس الأول الجمعة 7 يوليو 2023، أنه على عكس خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) أو “الاتفاق النووي الإيراني” الذي ركز على وضع قيود على البرنامج النووي لطهران، يتعدى الاتفاق الجديد المحتمل ذلك.

وحسب باراسيليتي، الذي عمل سابقًا في عدد من المؤسسات البحثية والفكرية المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية، يذهب الاتفاق الجديد إلى “وقف إطلاق النار” من المجموعات “المسلحة” المدعومة من إيران ضد الأمريكيين في سوريا والعراق.

ما الموقف الإيراني؟

إيران من جانبها ليست متعجلة، فبينما هي تسعى للوصول إلى أصولها المجمدة في الخارج، وتخفيف بعض العقوبات، وصلت صادرتها النفطية في اليوم الواحد إلى 1.6 مليون برميل يوميًّا، متحايلةً بذلك على القيود الأمريكية، وفقًا لوول ستريت جورنال الأمريكية.

وتبيع إيران نفطها المُخفّض إلى الصين وسوريا وفنزويلا، ولديها كذلك أسواق متنامية يومًا بعد آخر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية. ووصلت الصادرات في عام 2018 إلى مستوى قياسي عندما باعت إيران 1.85 مليون برميل يوميًّا، قبل انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة فرض العقوبات.

قوة آسيوية

يومًا بعد آخر، تقدم إيران نفسها على أنها قوة نووية “عادية” وموقعة على معاهدات عدم الانتشار النووي، كاليابان والبرازيل، وكانت مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى من دون الاتفاق المرتقب، وتمضي قدمًا في هذا المسار، وفق التحليل.

وبطبيعة الحال، لا ترحب الولايات المتحدة وحلفاؤها بفكرة أن إيران باتت على “عتبة حيازة السلاح النووي”. لكن موقف إيران الحالي يعبر عن نظرتها إلى نفسها، ليس كقوة شرق أوسطية، ولكن كقوة شرقية أو آسيوية، حسب المقال.

إيران والاتجاه شرقًا

لطالما نظرت إيران شرقًا، لكن هذه النظرة تعززت وظهرت أهميتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وبعد العقوبات الغربية التي تلت ذلك، وتأثيرها الذي قاد إلى “شلل” في الاقتصاد الإيراني.

وبعد أن انضمت إيران إلى منظمة شنجهاي للتعاون بعضوية كاملة، سيعمق ذلك علاقاتها مع روسيا والصين، وسيعزز نفوذها في آسيا الوسطى، وفقًا للمقال.

علاقات روسيا وإيران

ظهرت العلاقة الإيرانية الروسية وثيقة في الآونة الأخيرة، بحكم التموضعات الجيوسياسية. وتحدثت تقارير غربية عن إمداد إيران لروسيا بمسيّرات لمساعدة الأخيرة في الحرب على أوكرانيا. ونفت إيران ذلك بادئ الأمر، ثم أقرت بأنها أرسلت المسيّرات، لكن موسكو نفت الأمر بالكلية.

ورغم ذلك يشير المقال إلى أن العلاقة مع روسيا تنطوي على مخاطر جادة، وقد يتطرق إليها مجلس الأمن هذا الخريف. وتحدثت تقارير قبل نحو شهر عن أن الاتفاق المرتقب قد يتضمن إلزام إيران بعدم مساعدة روسيا عسكريًّا.

وينقل المقال عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، لم يسمه، أنه على الرغم من نفي إيران مساعدتها لروسيا في الحرب، فإنها مستعدة لبدء حوار مع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا عن دورها في الحرب، غير أنه أوضح أنها ستكون منفصلة عن المحادثات النووية.

اقرأ أيضًا|بين الخلافات وتسريبات إسرائيل.. اتفاق واشنطن وطهران معطل؟

اقرأ أيضًا| صفقة غير رسمية مع إيران.. بايدن ينتظر غضب الجمهوريين

ربما يعجبك أيضا