أجندة إيران وحروب الجيل الخامس في معرض القاهرة للكتاب

شيرين صبحي

رؤية – شيرين صبحي

“العنف يحاصر العالم، يهاجم مدن العالم بشراسة وعلى غفلة من أهلها”، وأضحى الخبر المنتظر حدوثه صباح مساء هو وقوع ضحايا أبرياء في أي مكان في العالم، ليس هناك مكان محصن دون اختراق هذا الفيروس الاجتماعي لجسد المجتمعات الإنسانية في العالم”..

الكاتب محمد صلاح غازي، ألف كتابا بعنوان “عولمة الإرهاب”، ليقف في ساحة الصراع الأيدلوجي لمواجهة قوى التطرف والإرهاب الأسود التي شوهت صورة الإسلام أمام العالم، ويعري القوى التي تقف خلفهم وصاحبة المصلحة الحقيقية في نشر الفوضى والإرهاب في مصر، موطن المحبة والسلام، ومهد ضمير الإنسانية والحضارة والتاريخ.

“التفجير من الداخل” باعتباره الوسيلة الأمثل لهزيمة الخصوم، دون تحمل تكلفة كبيرة، هو جوهر كتاب “حروب الجيل الخامس” لمؤلفه د. شادي عبدالوهاب منصور، وفيه يرى أن الصراعات والحروب الأهلية التي شهدتها المنطقة العربية في أعقاب “الثورات” العربية في عام 2011 هي في جانب منها انعكاس لحروب الجيل الخامس.

ومن الصراعات في الوقت الراهن إلى القرن الرابع عشر، حيث يناقش د. عماد أبوغازي، وزير الثقافة المصري الأسبق، في كتابه “1517.. الاحتلال العثماني لمصر وسقوط دولة المماليك”، الجدال حول توصيف الحقبة العثمانية في التاريخ المصري، ويرصد ما جرى عام 1517 عندما احتل سليم الأول مصر.

يناقش الكتاب أسباب انهيار دولة المماليك، ويشتبك مع وجهات النظر المختلفة حول توصيف تلك الفترة، في محاولة للإجابة على سؤال هل ما جرى كان احتلالًا أم فتحًا/ غزوًا؟ كما يناقش آثار ما حدث على التطور التاريخي للمجتمع المصري.

أما الحملة الفرنسية على مصر فنعيد قراءتها من وجهة نظر نابليون الذي صدر كتابه “مذكرات نابليون.. الحملة على مصر”، ترجمه عن الفرنسية الدكتور عباس أبوغزالة. ويقدم لأول مرة شهادة بونابرت عن تاريخ وقائع حملته، ومشاعره تجاه جنوده، وشؤون السياسة والتسليح والدفاع عن حدود مصر، ومشاعره تجاه شعبها أيضا.

مخطوطات الأزهر والدفاع

على شاشة كبيرة يطالعك وجه فضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواي، يلقي أحاديثه ويفسر القرآن الكريم بطريقته السهلة البسيطة، فقد اختاره الأزهر الشريف ليكون شخصية الجناح الذي يشارك للعام الرابع على التوالي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تستمر فعالياته حتى 4 فبراير المقبل.

وتشارك قطاعات الأزهر الشريف المختلفة في المعرض، وتقدم أكثر من 300 عنوان عن القضايا الإسلامية والمجتمعية، وترد على الشبهات الفكرية. ويقدم ركن المخطوطات مجموعة من النوادر تعود إلى مئات السنين، منها “رسالة من المستشرق براون إلى الإمام محمد عبده”، “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني”، افتتاحية مخطوط صغرة الصغرى للسنوسي فن التوحيد. مصحف شريف 19 ورقة بخط النسخ بأوله مجموعة المآذن تقرأ يمينا ويسارا لا إله إلا الله.

تضم المخطوطات كذلك جداول خاصة برصد القمر لابن يونس المصري، وسيلة الطلاب إلى معرفة الأوقات بالحساب، وكتاب اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم للمؤلف زكريا الأنصاري، وشهادة “الإحسان على الشيخ محمد شاكر بالدرجة الثانية من الخديوي”، شكر شيخ الأزهر وعلمائه لحكومة الاتحاد السوفيتي عام 1956، خطاب للأزهر في نوفمبر 1919 يدعو فيه الأمة إلى التضامن وتلبية نداء الوطن والدعوة للاستقلال التام، ورسالة من الملك فاروق للشيخ مصطفى المراغي. إضافة إلى صور نادرة للشيخ الجيزاوي مع سعد زغلول، والشيخ عبدالحليم محمود أثناء مشاهدة أحد التدريبات العسكرية، وغيرها.

لم تقتصر المخطوطات على جناح الأزهر، فهناك في صالة أخرى مجلد ضخم يضم أول أوامر عسكرية مصرية، يعود لعام 1884، ستشاهده داخل مكتبة صغيرة تضم كتب ومطبوعات تاريخية أصلية يقدمها جناح وزارة الدفاع، منها: “قرارات ومنشورات مجلس النظار والنظارات، إصدار 1880 عصر الخديوي توفيق”، “الجريدة العسكرية المصرية صحيفة شهرية قمرية.. منشور مجانا بمصر القاهرة بعناية حضرة إسماعيل باشا خديوي مصر”، “الجريدة العسكرية المصرية الجزء الثاني.. مهداة من الأمير عمر طوسون”، “جريدة أركان حرب الجيش المصري.. تأليف قائمقام أركان حرب موري بك 1876″، “قانون القرعة العسكرية المصرية 1895”.

يعرض الجناح إصدارات جديدة منها: “الحروب السيبرانية وانعكاسها على متطلبات الأمن القومي المصري”، “حروب الجيل الرابع وتأثيرها على الهوية الثقافية المصرية”، “دور حروب الجيل الرابع في إسقاط الدول”، “الطاقة الجديدة والمتجددة وآثارها على الأمن القومي المصري حتى عام 2030″، “مستقبل الأمن القومي العربي في ضوء التحديات الراهنة والتحالفات الدولية والإقليمية”، وغيرها. 

أجندة إيران وعودة صدام

في كتابه “سجين فى قصره”، يقدم ويل باردينوربر، الصحفي الأمريكي في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، صورة مقربة عن الرئيس العراقي صدام حسين، من خلال الجنود الاثني عشر الذين أوكلت إليهم مهمة حراسته. إنهم يروون قصة الأشهر الأخيرة التي أمضوها مع الرئيس يحرسونه داخل قصره ويرافقونه إلى مقر محاكمته والأيام والساعات التي سبقت إعدامه.

يكتشفون جوانب في شخصيته غير تلك التي يسلّط الإعلام الضوء عليها. فلم يعرفوا أبداً صدام القاسي، وإنما صدام السجين الكهل. وكانوا يعتقدون أنهم يفعلون الصواب بتوفير بعض الكرامة لوجوده. ذلك الصدّام الذي كانوا يجهدون لإرضائه كان رجلاً لا يمكن للعراقيين، الذين جلسوا قبالته في ظروف أخرى حين كان في السلطة، أن يتخيَّلوه.

يستند الكتاب إلى معلومات صرّح بها حراس صدام الأمريكيون، ومسؤولون حكوميون، ومحققون ومحامون، وكلها تُجمع على أنه شخص متفكر، وذكي، وعطوف، وأبي لم يهب الإعدام الذي كان على بعد خطوات منه.

أما الصحفي الأمريكي ريز إرليخ فيكشف في كتابه “أجندة إيران اليوم”، عن العلاقة ‏المضطربة في الآونة الأخيرة بين البلدين، ويتناول تفاصيل الاحتجاجات ‏الشعبية التي هزّت طهران رغم القمع الشديد الذي مارسته الدولة العميقة.‏

ويقدم رؤية حول السياسة الإيرانية ‏المحلية، الثقافة الشعبية، والتنوع السكاني في المرحلة الأخيرة. كما يرسم لوحة غنية تدمج بشكلٍ رائع بين الوطنية ‏العميقة، النزاع الاجتماعي، التفاؤل والشكوك التي تحوم حول مستقبل إيران انطلاقاً ‏من الواقع الحالي.
   

ربما يعجبك أيضا