أردن جديد يتشكل.. الملك عبدالله يحدد ملامح السياسة الخارجية الجديدة

محمود طلعت
ملك الأردن عبدالله الثاني

العاهل الأردني أشار إلى أن بلاده ستكون جزءًا من تحركات دبلوماسية في الفترة المقبلة لدعم قضايا المنطقة والمحافظة على مصالحه.


التقى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، أمس الأحد 29 مايو 2022، في قصر الحسينية بالعاصمة عمّان، رؤساء وزراء أردنيين سابقين، للحديث عن قضايا الوطن والملفات بالمنطقة.

وخلال اللقاء، قال الملك عبدالله الثاني إن الأردن بلد يحترم التعددية السياسية، الأمر الذي يعود بالنفع على مسيرته الديمقراطية، معتبرًا أن التنوع في الآراء والمواقف يقوي المملكة، وفقًا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).

تحركات دبلوماسية تقود المنطقة

يمضي الأردن بخطوات ثابتة في التحديث من خلال تبنيه مسارات متزامنة سياسية واقتصادية وإدارية في آن، ويحافظ على إدامة شبكة اتصالاته وعلاقاته مع الجميع بالمنطقة، ضمن مساعيه لتنويع الخيارات وتأمين احتياجاته الاستراتيجية، بحسب تصريحات  العاهل الأردني.

وشدد الملك عبدالله الثاني على أن بلاده لا تعتمد على طرف واحد في علاقاتها الإقليمية، وستكون جزءًا من تحركات دبلوماسية في الفترة المقبلة، لدعم قضايا المنطقة، والمحافظة على مصالحه.

الاجتماعات العربية التنسيقية

في السياق ومن منطلق اللحمة العربية، أشار العاهل الأردني إلى أهمية الاجتماعات العربية التنسيقية في رسم خريطة من أجل الازدهار، وتحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة،  لافتا إلى أن الأردن يعمل مع دول الإمارات ومصر والعراق وغيرها، لبناء أسس من التعاون المتكامل.

وسلط الملك عبدالله الثاني الضوء على أهمية المشاريع المشتركة لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، بما فيها المتعلقة بمحاربة الفقر والبطالة، وإيجاد حلول لتحديات الأمن الغذائي والطاقة والمياه، وفقا لـ(بترا).

دعم القضية الفلسطينية

استعرض العاهل الأردني خلال لقائه برؤساء الوزراء السابقين، نتائج زيارته الأخيرة إلى واشنطن، مشيدًا بالدعم الأمريكي المستمر للأردن سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، وبمواقف الرئيس الأمريكي، جون بايدن، تجاه المملكة على مختلف الصعد، خصوصًا دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس.

وجدد الملك عبدالله الثاني حرص الأردن على الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ومساندتهم، ودعم صمود المقدسيين، وإيجاد أفق حقيقي لعملية السلام لوقف العنف، والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين.

تمتين العلاقات مع العالم

خلال اللقاء، أشاد رئيس الوزراء الأردني الأسبق، زيد الرفاعي، بالسياسة الخارجية التي يقودها ملك الأردن، مشيرًا إلى مكانة المملكة الدولية التي تعززت بفضل جهوده، وتمتينه للعلاقات مع دول العالم خدمة لمصالح المنطقة وقضاياها.

وأشار رئيس الوزراء الأسبق، أحمد عبيدات، إلى أن قدرة الأردن على القيام بدور داعم للشعب الفلسطيني الشقيق مرتبطة بتعزيز النهج الديمقراطي وسيادة القانون بالمملكة، داعيًا إلى رصد المخالفات الإسرائيلية لمعاهدة السلام الأردنية- الإسرائيلية، لتذكير العالم بوجود اعتداءات على المعاهدة يجب أن تتوقف، بحسب الديوان الملكي الهاشمي.

مشاريع التعاون العربي

بدوره لفت رئيس الوزراء الأردني الأسبق، سمير الرفاعي، إلى ضرورة المضي بمشاريع التعاون الثنائي والعربي لدعم الاقتصاد الوطني، وضرورة إشراك الفلسطينيين في هذه المشاريع.

وشدد رئيس الوزراء الأردني الأسبق، فيصل الفايز، على أهمية الدفاع عن منجزات الوطن، لافتًا إلى أن الاحتفالات الشعبية التي شهدتها جميع محافظات المملكة في عيد الاستقلال عكست الروح الإيجابية لدى الأردنيين، وجسّدت رسالة ضد الأجواء السلبية التي يحاول البعض بثها.

تعزيز مسـيرة بناء الأردن

احتفى الأردنيون في 25 مايو الماضي بعيد الاستقلال الـ76، عاقدين العزم على مواصلة مسيرة العمل والعطاء لدولتهم، بقيادة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.

وقال العاهل الأردني في كلمته قبل أيام بهذه المناسبة، إن الأردن الجديد سيكون ملكًا للأجيال الشابة، التي ترسم له معالم الطريق، بقوة طموحها وعلمها، والانفتاح على المستقبل، وحركة التطور العالمية، التي لا مكان فيها لشعب يتخلف عن ركبها.

وأضاف أن منظومة التحديث السياسي توفر لشباب الأردن فرصة للمشاركة في بناء الحياة الحزبية والمشاركة السياسية، متجاوزين مخاوف الماضي، في ظل تشريعات تصون حقوقهم، وتعبّد الطريق أمامهم لصنع التغيير، وفقًا للديوان الملكي الهاشمي.

ربما يعجبك أيضا