«أزمات متتالية».. هل يشهد العالم ركودًا اقتصاديًّا؟

محمد النحاس

هل يصاب الاقتصاد العالمي بركود إثر تباطؤ نمو اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية؟


بحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، توجد علامات على تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي، ما قد يؤدي إلى ركود عالمي.

وانخفض الطلب على الديزل مؤخرًا، وكذلك الحال في الطلب على وقود السيارات في أمريكا، وبحسب الصحيفة البريطانية فإن تباطؤ نمو أكبر اقتصاد عالمي، قد يقود إلى حالة ركود عالمية، وفقًا لتقرير فاينانشال تايمز، أمس الثلاثاء 2 مايو 2023.

انخفاض الطلب على الوقود

خلال الربع الأول من هذا العام، تباطأ النمو الاقتصادي بدرجة كبيرة، وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة الأسبوع الماضي، فقد حدث انخفاض 1.1% على أساس سنوي، ليضيف بذلك انخفاضًا أكبر مما كان في الأشهر الثلاثة الأخيرة العام الماضي، كما أنه أعلى من توقعات الاقتصاديين، حسب فاينانشال تايمز.

وتشير البيانات الحكومية إلى أن الطلب على مشتقات الوقود، بما في ذلك الديزل الذي يستخدم لتشغيل الشاحنات والقطارات التي تنقل البضائع في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، قد انخفض 6% في الربع الأول من 2023، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق (ستاندرد آند بورز جلوبال كوميدتي انسايتس).

تراجع بيع البنزين

تشير صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إلى بعض المؤشرات التي توحي بانخفاض الطلب على مشتقات الوقود مستقبلًا، وهو ما يراه العديد من الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت الصحيفة البريطانية آراءهم حول هذا الموضوع.

وقد انخفضت وفقًا لفاينانشال تايمز، كميات البنزين المباعة بواقع 3% حتى 22 إبريل مقارنةً بذات التوقيت من العام الماضي، و6% قبل عامين من نفس التوقيت و20% عام 2019.

انخفاض الطلب رغم تراجع الأسعار

انخفضت مبيعات البنزين رغم انخفاض أسعاره، التي تبلغ 3.62 دولار للجالون في المتوسط، وقبل عام واحد كانت 4.16 دولار للجالون، والتي بلغت مستوى قياسيًّا خلال الصيف بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والذي يقدر بـ5 دولارات.

وبحسب خبراء، فإن انخفاض الأسعار لا يقود المستهلك إلى مزيد من الاستهلاك، وفقًا لما نقلت الصحيفة البريطانية. وفي الولايات المتحدة عادةً ما تزداد معدلات القيادة (وتبعًا لذلك معدلات الاستهلاك) في الفترة ما بين مايو إلى أغسطس.

وعلى الرغم من ذلك، يشير تقرير صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إلى أنه توجد مؤشرات على أن الطلب سيكون أقل من المعتاد خلال الصيف.

تراجع الإنفاق الصيفي

بحسب الصحيفة البريطانية، ففي فبراير ومارس من هذا العام انخفضت حجوزات الفنادق وتأجير السيارات، وكذلك حجز القطارات، ما يشير إلى أن الأمريكيين يخططون لتقليص الإنفاق على السفر صيف هذا العام، وبالتالي استهلاك كميات أقل من الوقود.

ومع ذلك يرى العديد من الخبراء والمحللين، كما تشير فاينانشال تايمز، أن سائقي السيارات سوف يستمرون في استهلاك مزيد من البنزين، بما يعوّض نقص الطلب على الديزل، وهو الرأي الأكثر تفاؤلًا.

اضطراب أسواق الطاقة الأمريكية

تشير الصحيفة إلى أنه إذا ما حدث مزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي يمكن أن يؤثر ذلك في أسواق الطاقة، وسيقود إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وبالتالي تراجع الطلب على منتجات الوقود والطاقة. وقد تأثر هذا القطاع بالفعل، بعد قرار أوبك بلس خفض الإنتاج، أوائل إبريل الماضي.

وقد أدى قرار المنظمة النفطية إلى تآكل المكاسب التي حققها قطاع الطاقة خلال الفترة الماضية، علاوةً على الأزمة المصرفية التي قادت بدورها إلى المزيد من اضطراب الأسواق. ومن شأن هذه العوامل مجمتعة أن تقود إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، ما قد يؤدي بدوره إلى ركود يضرب الأسواق العالمية.

وفي ظل هذا الركود، يتثاقل بدوره كاهل الاقتصاد العالمي، الذي يعاني بالفعل تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت فجر الخميس 24 فبراير 2022، وأزمات سلاسل الإمداد، وارتفاع التضخم العالمي، ولا ينقصه مزيد من الأزمات.

اقرأ أيضًا: سلسلة انهيارات مصرفية.. كيف حدث أكبر إخفاق في تاريخ البنوك الأمريكية؟

اقرأ أيضًا: مخاطر الركود تحاصر الاقتصاد العالمي في 2023.. ما مداها؟

ربما يعجبك أيضا