أزمة إسرائيل الداخلية.. ما موقف الموساد من التعديلات القضائية؟

تتواصل الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل بعد تمرير الكنيست لقانون يحد من صلاحيات المحكمة العليا، ضمن خطة التعديلات القضائية المثيرة للجدل.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرًا، أمس الاثنين 24 يوليو 2023، يوضح موقف رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، بشأن منع المحكمة العليا بإلغاء قرارات الحكومة التي تفتقر إلى المعقولية.

موقف الموساد

قال برنياع إن إلغاء الحكومة الإسرائيلية لـ”ذريعة عدم المعقولية” لم يتجاوز الحد الذي يُدخل الجهاز في مأزق قانوني، لكن عند الوصول إلى هذه المرحلة، سيبقى الموساد مخلصًا لسيادة القانون أولًا.

اقرأ أيضًا| فيديو| الأوضاع تشتعل في إسرائيل.. احتجاجات تتوسع ودهس للمتظاهرين

وحسب جيروزاليم بوست، كان هذا التصريح مشابهًا لكن ليس متطابقًا مع تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أفاد أن برنياع قال إنه إذا سارت الحكومة في الاتجاه الخطأ، سيقف جهازه على الجانب الصحيح من التاريخ، لكن إسرائيل لم تصل إلى هذه النقطة بعد.

توترات داخلية

محتجون يشعلون النيران

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى وجود توترات مرتفعة داخل جهاز الموساد في ما يتعلق بقضية التعديلات القضائية، وقالت إن برنياع يحاول الحفاظ على ترابط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مع السماح بحوار مفتوح بين عملائه.

اقرأ أيضًا| تمرد الموساد.. هل تشهد إسرائيل انقلابًا على نتنياهو؟

ويوم أمس الاثنين، أجرى عدد كبير من مسؤولي الموساد حوارًا مع برنياع بشأن سياسة الحكومة، مع وجود روايات مختلفة بشأن ما إذا كان بادر بالدعوة إلى هذا الاجتماع أم تعرض للضغط.

معارضة علنية

وفق جيروزاليم بوست، أعرب الرؤساء الـ6 السابقون الأحياء للموساد عن معارضتهم الصريحة لإلغاء ذريعة عدم المعقولية، أو دعوا إلى التمهل حتى التوصل إلى حل وسط.

و5 منهم حملوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مسؤولية تمزيق الأمة، في حين قال يوسي كوهين إنه “يجب وقف التصويت من أجل منح المزيد من الوقت للحوار”. وحتى اللحظة، يُسمح لعملاء الموساد دون الرتب العليا بالمشاركة في الاحتجاجات، ما ساعد في منع أي عملاء من الاستقالة.

إلا أن الموساد لا يمكنه ضمان أن تمرير القانون الجديد، أو أي إجراءات إضافية ضد المؤسسة القضائية، لن يؤدي إلى استقالات على نطاق واسع مثلما يحدث في الجيش.

ماذا يحدث في إسرائيل؟

الشرطة الإسرائيلية تستخدم خراطيم المياه ضد المحتجين

اشتعلت الاحتجاجات على خلفية مشروع قانون التعديلات القضائية، الذي يلغي ذريعة “المعقولية” التي تتيح للمحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء قرارات الحكومة. وجرى تمرير القانون، أمس الاثنين 24 يوليو، بنسبة تصويت 64 مقابل 0، بعدما غادر نواب المعارضة الكنيست احتجاجًا على القانون.

وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، احتشد 20 ألف محتج في الشوارع المحيطة بمبنى البرلمان في القدس، مساء أمس. وبعد تمرير القانون، هتف المحتجون: “لن نستسلم”، وغطوا الجدران بملصقات تحمل عبارات، مثل: “لن نخدم ديكتاتورًا”، و”الديمقراطية أو الثورة”، و”أنقذوا إسرائيل من نتنياهو”.

واستخدمت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه، وقنابل الرائحة الكريهة، لتفريق المحتجين، واعتقلت 19 شخصًا على الأقل. وتظاهر الآلاف في وسط تل أبيب، معقل الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أشهر. ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين، وجرى اعتقال 8 أشخاص، إضافة إلى سائق دعس مجموعة من المحتجين.

الشرطة الإسرائيلية تعتقل محتجين

إضراب الأطباء

في سياق متصل، أعلنت نقابة الأطباء الإسرائيلية، التي تمثل 95% من أطباء إسرائيل، إضرابًا لمدة 24 ساعة، اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على تمرير التعديلات القضائية.

ووفق ما أوردت الجارديان، تشمل الأوراق المطروحة الآن الإجراءات القانونية، والإضراب العام، ورفض ما يصل إلى 10 آلاف من جنود الاحتياط الالتحاق بالخدمة، مع دخول أكبر أزمة داخلية في إسرائيل فصلًا جديدًا.

وتعليقًا على ما يحدث، ظهر نتنياهو في خطاب متلفز ليلة أمس الاثنين، ووصف مشروع القانون بأنه “إجراء ديمقراطي ضروري” من شأنه أن “يعيد نوعًا من التوازن بين أفرع الحكومة”. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى حوار جديد مع المعارضة وناشد بالحفاظ على الوحدة الوطنية.

اقرأ أيضًا| قبل التصويت على التعديلات القضائية.. نتنياهو في المستشفى مجددًا