مؤشرات جديدة على إصرار طهران على الاحتفاظ بسياستها الداعمة لروسيا في مواجهة الغرب.
يبدو أن إيران لا تعتزم التراجع عن تورطها في الحرب الروسية الأوكرانية، مع اقتراب ما يصفه الغرب بـ”معركة الربيع” الحاسمة.
ومنحت طهران حليفتها موسكو المزيد من الأسلحة، واتفقت على إنشاء منشأة لتصنيع الطائرات دون طيار داخل روسيا، التي يعتقد مسؤولون غربيون أنها ستسمح للأخيرة بتجديد إمداداتها بسرعة أكبر، وسط جهود أمريكية لتحييد إيران عن الحرب.
تعاون سري مع روسيا
كشفت شبكة سكاي نيوز البريطانية، في تقرير نشر يوم الأربعاء 8 مارس 2023، أن إيران زودت روسيا سرًا بكميات كبيرة من الذخيرة والصواريخ وقذائف الهاون، وتخطط لإرسال المزيد. ونقلت عن مصدر أمني، أن سفينتي شحن ترفعان العلم الروسي غادرتا ميناء في إيران في يناير، متوجهتين إلى موسكو عبر بحر قزوين، وتحملان ما يقرب من 100 مليون رصاصة، وقرابة 300 ألف قذيفة.
وقال المصدر إن الذخيرة الخاصة بقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والمدافع الرشاشة كانت مدرجة في الشحنات، مضيفًا أن موسكو دفعت ثمن الذخيرة نقدًا. في حين اشتبهت مصادر أمنية غربية بأن إيران كانت تشحن كمية من الذخيرة إلى روسيا، للمساعدة في تجديد مخزوناتها على خط المواجهة في أوكرانيا.
وقدمت طهران لموسكو، في وقت سابق، مئات من الطائرات بدون طيار القاتلة، التي لعبت دورًا في الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وقال المصدر الأمني إن “روسيا تواصل استخدام إيران قاعدة خلفية”. وحذر مسؤولون غربيون وأوكرانيون من أن إيران قد تزودها بصواريخ باليستية أكثر فتكًا، لكن لا يوجد دليل على حدوث ذلك حتى الآن.
مصنع للمسيرات في روسيا
كشفت مؤسسة جيمس تاون الأمريكية للأبحاث، في 6 مارس، عن أن إيران تستعد لبناء مصنع مشترك لإنتاج الطائرات المسيرة في روسيا، مشيرة إلى أن هكذا مصنع قد يمثل تهديدًا استراتيجيًّا لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو). وذكر أن المخابرات الغربية تعتقد أن المصنع المعني جزء من صفقة دفاعية بقيمة مليار دولار وقعتها موسكو وطهران مؤخرًا.
وأضاف التقرير أن مثل هذا المصنع يعزز العلاقات الدفاعية الروسية الإيرانية بقدر أكبر، ما قد يؤدي إلى شراكة عسكرية كاملة. ولجأت القوات المسلحة الروسية، منذ خريف العام الماضي، إلى طائرات كاميكازي الإيرانية، لتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، لكن التقارير أفادت، في الآونة الأخيرة، بأن المخزونات الروسية من المسيرات الإيرانية توشك على النفاد.
ويشكل هذا التطور خطرًا كبيرًا على الأمن المستقبلي للجناح الشرقي للناتو، مع تداعيات طويلة المدى، فإن مصنع الطائرات المسيرة بروسيا سيصبح أحدث إضافة إلى شبكة الإنتاج العالمية المترامية الأطراف لطهران، التي تشمل منشآت في طاجيكستان وسوريا وفنزويلا، من بين دول أخرى.
قبل معركة الربيع
تستعد القوى الغربية لتقديم الدعم لأوكرانيا في معركة الربيع، التي ينظر إليها على أنها فاصلة، وأرسلت الولايات المتحدة القنابل الذكية وأنظمة الصواريخ والدبابات. ويبدو أن إيران قررت الاستمرار في مساندة روسيا، التي تبررها بمواجهة اقتراب الناتو من حدودها.
وحسب تقرير مؤسسة جيمس تاون الأمريكية، فإن مصنع المسيرات الإيرانية سيقع على الأرجح في بلدة يلابوغا، شرق موسكو، ويمثل قوة مضاعفة حقيقية في استمرار حرب روسيا ضد أوكرانيا، خلال الأشهر المقبلة، بقدرة إنتاجية مخططة تبلغ قرابة 6 آلاف طائرة إيرانية مسيرة سنويًّا.
ويوفر المصنع دفعة إضافية للهجوم الروسي المحتمل في الربيع، ويضمن استدامة الإمدادات العسكرية أكثر من عمليات النقل المتكررة للطائرات المسيرة في منطقة ساخنة شديدة الخطورة وصعبة من الناحية اللوجستية. ويمكن لهكذا مصنع أيضًا أن يوفر لروسيا مزايا إستراتيجية رئيسة، مثل سهولة الوصول إلى قطع الغيار ودعم الصيانة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1453777