إيران تتجه نحو الخطوة الثالثة .. واجتماع للوكالة الدولية وسط جهود فرنسية

يوسف بنده

رؤية

أمس الإثنين، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، أن إيران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.67%، لافتا إلى أن من خيارات الخطوة الثالثة التخصيب هي الوصول إلى 20%، وهي النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي.

وأكد المتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية، أن بلاده ستواصل خفض التزاماتها تدريجيا، موضحا أن طهران “جاهزة في الوقت ذاته للرجوع عن خفض التزامتها والعودة للظروف السابقة من الناحية التقنية إن بادرت الأطراف الأخرى إلى تنفيذ التزاماتها”.

هذا، وقد أكدت طهران أنها ستتخذ إجراءات إضافية لتخفيف التزاماتها ضمن الاتفاق النووي كل ستين يوما، ما لم تتحرك الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق وتعويضها عن آثار العقوبات الأمريكية.

ويهدف الاتفاق النووي إلى إطالة الأمد الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج قنبلة نووية إذا قررت المضي في ذلك الطريق إلى سنة كاملة بدلا من نحو شهرين أو ثلاثة أشهر، غير أن إيران طالما أكدت أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط مثل توليد الكهرباء وليس لإنتاج القنابل.

ويجيز الاتفاق النووي لإيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% فقط من المادة الانشطارية، وهو ما يقل عن نسبة 20% التي كانت تصل إليها قبل الاتفاق، ونسبة 90% الملائمة لإنتاج سلاح نووي.

المرحلة الثالثة

وحول الخيارات المطروحة حول الخطوة الثالثة أوضح المتحدث النووي، أن “هنالك العديد من الخيارات وستقوم إيران بهدوء وبصورة مدروسة باتخاذ ما يتناسب مع حاجات البلاد”، وأشار إلى أن أحد هذه الخيارات يمكن أن يكون زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي”.

وصرح، بأن إيران ليست بحاجة إلى اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في الوقت الحاضر، ولكن إذا أردنا إنتاجه فليست هنالك أي عقبة أومشكلة بهذا الصدد بعد أن تجاوزنا نسبة 3.67%”.

وأكد أن مسالة رفع نسبة التخصيب إلى 20% أو حتى أكثر من ذلك مطروحة في اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي كخيارات في الخطوات اللاحقة، ولكن يتم العمل بكل منها حسب الحاجة وليس لمجرد أن الكمية الأكبر تخيف الطرف الآخر أكثر”.

اجتماع الوكالة

وقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الإثنين، أنها ما زالت تحقق في رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح في الاتفاق النووي.

كما أعلنت الوكالة عن اجتماع مجلس محافظى الوكالة الطارئ غدًا الأربعاء فى مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا.
 
وأشارت الوكالة، أنه من المتوقع أن يناقش المجلس عملية التحقق والرصد للنشاط النووى فى إيران فى ضوء قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2231 لعام 2015 ، ونوهت الى أن اجتماع مجلس المحافظين سيكون مغلقا أمام وسائل الاعلام.

ويأتي هذا الاجتماع، بعد دعوة وجهتها واشنطن للوكالة لاجتماع طارئ بعد قيام ايران بتجاوز النسب المسموح بها فى تخصيب اليورانيوم ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الموقع فى عام 2015 وفشل الاتحاد الأوروبى وبقية القوى الدولية فى انقاذ الاتفاق خاصة مع اصرار الادارة الأمريكية على تطبيق حزمة مشددة من العقوبات على النظام الايراني.

جهود فرنسية

في تلك الأثناء، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجهود الجارية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي.

ومن المقرر أن يبدأ كبير مستشاري ماكرون زيارة لطهران اليوم الثلاثاء بهدف تخفيف حدة التوتر وفقا لما أعلنته الرئاسة الفرنسية أمس، وأن يطرح على الإيرانيين إجراءات يمكن تفعيلها قبل 15 يوليو/تموز الجاري.

وحسب الإعلام الإيراني، سيلتقي “ايمانويل بون” المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي يوم غد الاربعاء بممثل قائد الثورة الإسلامية والامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني “علي شمخاني”.

وقد صرح المتحدث باسم الحكومة “علي ربيعي”، أن إيران ستكون ملتزمة بتعداتها في الاتفاق النووي طالما أوروبا التزمت بها.

وبين المتحدث باسم الحكومة ان هدف الإدارة الأمريكية الرئيسن هو ممارسة أقصى الضغوط ضد الشعب الإيراني كي يستسلم وينصاع لها مؤكدا أن الشعب سيظل صامدا وسيتخطى هذه المرحلة بكل قوة واقتدار.

لا تراجع

وقد أكد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أمس الإثنين، أن واشنطن لن تتراجع عن موقفها تجاه إيران، محذرًا طهران من فهم ضبط نفس واشنطن بأنه ضعف في العزم الأمريكي.

وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تسعى للحرب مع إيران، وترغب في التفاوض مع طهران، لكنها لن تتراجع عن موقفها”.

واعتمدت واشنطن سياسة الضغط الأقصى على إيران، من أجل تغيير سلوك طهران “المدمر”، على حد قولها، كما تهدف هذه السياسة الأمريكية إلى إجبار طهران على الدخول في عملية تفاوض، وأن يتوصل البلدان إلى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي والصاروخي ودورها في المنطقة.

وقد رفضت طهران أي تفاوض حول الاتفاق النووي وطالبت واشنطن بالعودة إلى هذا الاتفاق وإلغاء جميع العقوبات المفروضة عليها.

حكومة الظل

وقد صرح وزير التربية والتعليم الأسبق، كاظم أكرمي، في حوار مع صحيفة “آرمان”، بأن إيران فقدت سابقًا فرصًا كثيرةً للتفاوض مع الولايات المتحدة، والنتيجة الآن هي أننا وصلنا إلى طريق مسدود في الدبلوماسية، وليس أمام إيران سوى المقاومة.

وقد أوضح أكرمي أن الفرصة الكبيرة للتفاوض جاءت في فترة الرئيس بيل كلينتون، حيث اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، مادلين أولبرايت، بتدخل الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة محمد مصدق الوطنية في فترة الشاه.

وأضاف الكاتب أن هذا الاعتراف كان يمكن أن يساعد على الدخول مع أمريكا في التفاوض لحل الخلافات، لكن إيران أهدرت هذه الفرصة.

ويرى الوزير السابق أن جزءًا كبيرًا من مشاكل حكومة روحاني هي الحكومة الخفية التي لا تفعل سوى التدمير والعرقلة، في حين أن حكومات الظل في  الدول الغربية تعمل وفق القانون، فالحزب الخاسر ينشط بشكل قانوني ويقوم بانتقاد الحكومة.

ربما يعجبك أيضا