احتجاز سفيرة بريطانيا السابقة في ميانمار.. ما القصة؟

آية سيد
سفيرة بريطانيا السابقة في ميانمار

أفادت مصادر أن السلطات في ميانمار احتجزت السفيرة البريطانية السابقة، فيكي بومان، وزوجها، عقب إعلان بريطانيا عن فرض عقوبات جديدة على الدولة الآسيوية.


تحتجز السلطات الأمنية في ميانمار، التي يحكمها مجلس عسكري منذ العام الماضي 2021، سفيرة بريطانيا السابقة لديها، فيكي بومان.

وبحسب ما أفادت وكالة رويترز، اليوم الخميس 25 أغسطس 2022، نقلًا عن 3 أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، اعتقلت السلطات فيكي بومان، التي تدير حاليًّا “مركز ميانمار للأعمال المسؤولة”، وزوجها الفنان البورمي الشهير، هتين لين، أمس الأربعاء.

ما التهم الموجهة إليهما؟

قال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن بومان وزوجها متهمان بجرائم متعلقة بالهجرة. وبحسب شبكة “بي بي سي” البريطانية، فقد جرى اتهامها بمخالفة قواعد التأشيرة، وزوجها بمساعدتها على البقاء في ميانمار. وهذه الاتهامات قد تزج بهما في السجن 5 سنوات. وبحسب رويترز، قال متحدث باسم السفارة البريطانية في مدينة يانجون: “نحن قلقون بشأن اعتقال مواطنة بريطانية في ميانمار”.

وأضاف: “نحن على تواصل مع السلطات المحلية ونقدم المساعدة القنصلية”. هذا ولم يحدد المتحدث اسم المواطنة المحتجزة. وذكر مصدر أن الزوجين محبوسان احتياطيًّا وجرى إرسالهما إلى سجن إنسين، الواقع في ضواحي العاصمة التجارية لمدينة يانجون، ويُحتجز به الكثير من السجناء السياسيين. وأضاف المصدر أن ابنتهما الصغيرة “بخير وصحة جيدة”.

من هي فيكي بومان؟

أفادت رويترز أن بومان، 56 عامًا، عملت سفيرة لبريطانيا لدى ميانمار من 2002 إلى 2006 ولديها خبرة تمتد إلى أكثر من 3 عقود في ميانمار. وهي متزوجة من هتين لين، أحد أشهر فناني ميانمار وناشط سياسي قديم أمضى 6 سنوات ونصف السنة في السجن، بين 1998 و2004، بسبب معارضته لمجلس عسكري سابق.

ووقت اعتقالها، كانت بومان تدير “مركز ميانمار للأعمال المسؤولة” الذي يصف نفسه بأنه “مبادرة لتشجيع أنشطة الأعمال المسؤولة في أنحاء ميانمار”، بحسب “بي بي سي”. ويتعاون المركز مع معهد حقوق الإنسان والأعمال، الذي يهدف إلى “جعل احترام حقوق الإنسان جزءًا من الأعمال اليومية”.

عقوبات بريطانية على ميانمار

يأتي اعتقال بومان في أعقاب إعلان بريطانيا عن فرضها عقوبات جديدة تستهدف الشركات المرتبطة بالجيش في ميانمار وانضمامها إلى القضية المرفوعة ضد ميانمار في محكمة العدل الدولية. وأعلنت بريطانيا عن فرض حزمة من العقوبات على 3 شركات في ميانمار، في محاولة للحد من إمكانية وصول الجيش إلى السلاح والعائدات.

وقالت بريطانيا إن ما حدث للروهينجا كان تطهيرًا عرقيًّا، وإنها تظل ملتزمة باتخاذ إجراء لوقف وحشية القوات المسلحة في ميانمار ومحاسبتها. ووفق رويترز فإن بريطانيا هي رابع دولة، بعد المالديف وهولندا وكندا، تتعهد بتقديم الدعم الرسمي للقضية التي رفعتها جامبيا ضد ميانمار لتحديد ما إذا كان جيشها قد ارتكب عمليات إبادة جماعية في حق مسلمي الروهينجا في 2016 و2017.

فوضى سياسية في ميانمار

تعيش ميانمار حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية منذ إطاحة الجيش بالحكومة المنتخبة في بداية 2021، بحسب رويترز. ووفق جمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي منظمة غير ربحية مستقلة أسسها مجموعة من السجناء السياسيين السابقين في ميانمار، جرى اعتقال أكثر من 15 ألف شخص ويظل 12 ألفًا و119 شخصًا في الحجز.

ولكن المجلس العسكري يزعم أن ذلك الرقم مبالغ فيه. ولفتت “رويترز” إلى أن بومان هي آخر مواطنة أجنبية تعتقلها ميانمار، فالخبير الاقتصادي الأسترالي ومستشار الزعيمة المخلوعة، أون سان سو تشي، شون تورنيل، وصانع الأفلام الياباني، تورو كوبوتا، لا يزالان محتجزين هناك، وتطالب حكومتاهما بالإفراج عنهما.

 

ربما يعجبك أيضا