اختراق الداخل.. إقالة رئيس مخابرات الحرس الثوري في إيران

يوسف بنده

الدعاية الإسرائيلية جعلت طائب يرتكب أخطاء جسيمة.


أعلنت إيران، الخميس 23 يونيو 2022، إقالة رئيس جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري، حسين طائب. وأعلنت وكالة “تسنيم” خبر تعيين محمد كاظمي رئيسًا لجهاز الاستخبارات.

لم يذكر التلفزيون مزيدًا من التفاصيل عن إقالة طائب الذي كان يعمل بمكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، قبل توليه منصب رئيس المخابرات عام 2009. وقال التلفزيون إن طائب عُين مستشارًا للقائد الأعلى للحرس الثوري، حسين سلامي.

إخفاقات أمنية

إقالة رئيس مخابرات الحرس جاءت بعد سلسلة إخفاقات أمنية داخل وخارج إيران، فقد اغتالت إسرائيل عددًا من المسئولين العسكريين داخل إيران، وفشل الجهاز في تنفيذ عملياته الخارجية ضد الأهداف الإسرائيلية، خاصة مخططات خطف أو اغتيال إسرائيليين في تركيا.

وجاء قرار الإقالة بعد إعلان تركيا تفكيك خلية إيرانية من 8 عناصر بينهم إيرانيون خططوا لتنفيذ عمليات ضد رعايا إسرائيليين في إسطنبول. وقبل أيام من إعفاء طائب، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن أصواتًا من داخل الحرس الثوري تعالت منادية بإقالة الرجل بعد 12 عامًا في المنصب، بسبب الفشل في تنفيذ عمليات ضد رعايا أتراك في تركيا.

وتتصارع إيران وإسرائيل في حرب خفية منذ سنوات، وارتفع منسوب التوتر إثر سلسلة من الحوادث لقيت تغطية إعلامية واسعة نسبتها طهران إلى الموساد الإسرائيلي.

5710543

وحدة مكافحة الجواسيس

حسب تقرير وكالة أكسيوس، نقلًا عن مصدر أمني إسرائيلي، فإن “الدعاية الإسرائيلية جعلت طائب يرتكب أخطاء جسيمة”. والإخفاقات المتتالية لوحدة مكافحة التجسس (الوحدة 150) عززت إقالته.

والعملية التي أدت إلى اغتيال حسن صياد خدائي، العضو في الوحدة (840) بفيلق القدس التابع للحرس الثوري، هي “أخطر هزيمة” لطائب بحسب خصومه، قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ووزير الاستخبارات إسماعيل خطيب.

وأكدت الوكالة أن الهزيمة الأخرى لطائب حدثت في نوفمبر 2021م، عندما جرى اعتقال 3 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال عملية في الإمارات، ولم يطلق سراحهم إلا بعد فترة طويلة من الاتصال الدبلوماسي. وجرى اعتقال العشرات ممن يتصلون بالحرس الثوري في قبرص عقب كشف محاولة فاشلة لاغتيال الرأسمالي الإسرائيلي، تادي ساجي، في سبتمبر الماضي.

مرحلة جديدة

بدأ الإعلام الإيراني، يتحدث عن مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، بعد تعيين محمد كاظمي، المعروف بـ”البيروقراطي الرمادي”، ويشغل منصب رئيس منظمة حماية المخابرات.

وقالت صحيفة “جوان” إن الحرس الثوري لن يتخلى عن الإجراءات التي اتخذها طائب ضد “المخربين والجواسيس”، مضيفة:  “إن قوة هذا الجهاز ستتضاعف خاصة في مجالات جديدة نسبيًّا مثل الهجمات الاستخباراتية على العدو”.

وكتبت وكالة أنباء “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري، أن “تعيين لواء عسكري” على رأس جهاز استخبارات الحرس الثوري يشير إلى “إعادة ترتيب لعصر جديد وخطوة إلى الأمام”، ما يعني أن إيران “يمكن أن تتخذ خطوات في موقعها الجديد ضد طموحات أمريكا وإسرائيل”، حسب تقرير “انصاف نيوز“.

في أعماق الأرض

مع توالي عمليات اغتيال علماء إيران النوويين ومسؤوليها العسكريين من قِبل الموساد الإسرائيلي داخل البلاد، بدأ النظام الإيراني في اعتماد سياسة جديدة لبناء المنشآت النووية داخل كهوف وأنفاق تحت الأرض والجبال، ما يجعلها في مأمن من أي هجوم محتمل.

وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في يوليو 2020، عن بناء إيران منشأة جديدة في أنفاق تحت الأرض، قرب منشأة نطنز، لتجميع أجهزة الطرد المركزي.

ورصد مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون وأمريكيون حفر إيران شبكة أنفاق ضخمة جنوب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، ويعتقدون أنه أضخم جهد تبذله طهران حتى الآن لتشييد منشآت نووية جديدة محصنة في الجبال، للصمود أمام قنابل خارقة للتحصينات وهجمات إلكترونية، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

ربما يعجبك أيضا