استقالة “باباجان”.. زلزال يهز عرش أردوغان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

“حلفاء الأمس أعداء الغد” مقولة ربما تنطبق على شكل العلاقة المتوقعة في المستقبل المنظور بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب رئيس الوزراء السابق، وأحد أبرز الوجوه المستقيلة من حزب العدالة والتنمية الحاكم “علي باباجان”.

باباجان الشخصية التي تصدرت المشهد السياسي والاقتصادي في تركيا حتى وقت قريب، يأتي على رأس تلك المجموعة التي حققت أعلى نسبة نمو في تاريخ الاقتصاد التركي في الفترة بين 2003-2008،  إلا أنه غاب عن الآنظار بصورة مفاجئة بعد عام 2014.

زلزال يهز عرش السلطان

الانشقاقات بدأت تعصف بحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وخبراء لا يستبعدون أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة على وقع زلزال خسارة أردوغان وحزبه الحاكم في المدن المهمة أبرزها أنقرة واسطنبول، أعقبتها هزات ارتدادية سيكون لها ما بعدها في مسار الحزب.

فإسطنبول تلك المدينة التي قال أردوغان عنها يوما أن الفوز فيها يعني الفوز بتركيا وخسارتها تعني خسارة تركيا، ويبدو أن خسارة حزب أردوغان للانتخابات في هذه المدينة جعل هوة الخلاف تتسع وتبدأ الانشاقات في الخروج إلى العلن.

كانت أولى بوادر الانشقاق استقالة نائب رئيس الوزراء السابق باباجان أحد أبرز وجوه الحزب ومؤسسيه، والذي قال إنه سيؤسس لمشروع سياسي يحمل رؤية جديدة من أجل تركيا ليجد نفسه بذلك في مرمى نيران أردوغان. مبرر باباجان في خطوته ما أكده لأردوغان بأنه أصبح يفتقد لروح الانتماء للحزب وأنه يأمل في بداية مشروع سياسي جديد.

باباجان في مرمى النيران

في أحدث صور هذا التوتر في العلاقات بين الجانبين شن أردوغان هجوما حادا على حليفه السياسي السابق بعد إعلان باباجان فك ارتباطه بحزب العدالة والتنمية الحاكم وسط تقارير تشير إلى سعيه لتأسيس حزب جديد تضم مجموعة أخرى من الوجوه البارزة المستقيلة من الحزب الحاكم. ما يثير التساؤل الأكبر حاليا بشأن تركيا ومستقبل العدالة والتنمية الذي لم يستفق بعد من الصفعة التي تلقاها في الانتخابات البلدية بإسطنبول معقل الحزب الحاكم.

لم يجد أردوغان مبررا في الهجوم على باباجان سوى اتهامه بتنكره للقضايا الإسلامية والاصطفاف بجانب الأعداء. اتهامات مكررة من جانب أردوغان لكل معارضيه ولا يستبعد خبراء في الشأن التركي أن تستمر الهزات داخل حزب العدالة والتنمية خاصة أمام تراجع الدعم الذي يحظى به أردوغان داخل حزبه وفقدانه لأبرز حلفاء الأمس.

انتخابات مبكرة.. خيار مطروح

فيما تبدو بوادر أزمة كبيرة في أوساط الحزب فإن الأوساط السياسية التركية لا تستبعد إجراء انتخابات مبكرة في البلاد. وتزداد التخمينات بشأن إمكانية الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد إعلان أبرز حلفاء أردوغان الرئيس السابق عبدالله جول ووزير الخارجية الأسبق أحمد داوود أوغلو نيتهما للتأسيس لمشروع سياسي جديد، وهو ما يعني فقدان العدالة والتنمية لكثير من أعضاء حزبه وفقدان الحزب لأغلبيته داخل البرلمان.

ربما يعجبك أيضا