استهداف السفينة الإسرائيلية.. هل عادت حرب الناقلات إلى الواجهة برياح إيرانية؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

يبدو أن حرب السفن بين إيران وإسرائيل آخذة في التوسع لتمتد هذه المرة إلى البحر الأحمر، آخرها استهداف سفينة «هايبريون راي» التجارية المملوكة لشركة إسرائيلية في بحر العرب، بعد يومين من الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية، وإعلان الحكومة الإيرانية أنها تحتفظ بالحق الكامل في الرد على الهجوم، واتهام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للاحتلال الإسرائيلي بالمقامرة وتوعده برد حازم.

استهداف سفينة إسرائيلية

وفيما لم يصدر أي تأكيد رسمي حتى الآن من إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام عدة، عن تعرض السفينة الإسرائيلية «هيبيريون راي» لإصابات طفيفة جراء استهدافها بصاروخ في بحر العرب ولا خسائر بشرية.

وكانت إيران قد أكدت أن الرد سيكون على أرض الجهة التي نفذت هذا الهجوم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد تغيير في موقف طهران بعدم التفاوض المباشر مع واشنطن قبل عودتها للاتفاق النووي، وأن الهجوم على نطنز جاء بعد فشل العدو في إيقاف البرنامج النووي الإيراني.

اتهام إيران

إلى ذلك، نقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسمائهم إلقاء اللوم على إيران في الهجوم.

وقال مصدران أمنيان بحريان لرويترز إن سفينة إسرائيلية أصيبت في بحر العرب، ما أدى إلى انفجار لكن لم تقع إصابات.

وقال متحدث باسم وزارة النقل الإسرائيلية إنه كان على علم بالتقارير الإعلامية لكنه لا يستطيع تأكيدها.

رد على تفجير نطنز النووي

ويرى الخبراء أن هذا الهجوم على السفينة الإسرائيلية يأتي كرد فعل سريع على تفجير نطنز النووي، الذي اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفه، لإظهار أنها قادرة على إلحاق الضرر بمصالح إسرائيل في المنطقة.

كما تأتي الهجمات الإيرانية أيضا كرد فعل على الموقف الإسرائيلي المحرض لإدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن لحثه على عدم الاستجابة لمطالب إيران بشأن المفاوضات حول الاتفاق النووي، ولثنيه عن المضي في الطريق ذاته الذي سار فيه سلفه الديمقراطي باراك أوباما، الذي أبرم الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

حالة تأهب قصوى في البحرية الإسرائيلية

وكشفت تقارير عبرية أنه وعقب الهجوم، دخلت إسرائيل في حالة تأهب قصوى لصد التهديدات الإيرانية، شملت «سلاح البحرية الإسرائيلي، بما في ذلك الغواصات».

وذكرت دوائر أمنية إسرائيلية أن استهداف السفينة هو بداية لهجمات إيرانية، وأن إسرائيل تخشى من إطلاق صواريخ إيرانية من سوريا أو من سفن أو مسيرات مفخخة.

حوادث بحرية سابقة

وسبق استهداف المنشأة الإيرانية، تعرض سفينة إيرانية يستخدمها للحرس الثوري كمركز لجمع المعلومات قبالة السواحل اليمنية منذ سنوات، لهجوم بلغم مغناطيسي لاصق زرعها كوماندوز إسرائيلي في السفينة قبالة سواحل إريتريا.

تزامن الهجوم مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو بضرورة التصدي للسلوك العدائي في المنطقة.

وكالة تسنيم الإيرانية أكدت استهداف سفينة «إيران ساويز» في مياه البحر الأحمر بألغام بحرية ألصقت بهيكلها.

الحرب البحرية إلى أين ؟

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحادث يندرج في سياق سلسلة من الهجمات التي تنسبها تقارير أجنبية لإسرائيل في إطار ما يسمى بالحرب البحرية بين الجانبين.

وبحسب تقارير أجنبية، فإن إسرائيل استهدفت خلال عامين 12 سفينة إيرانية متجهة إلى سوريا تنقل نفطا إيرانيا وأسلحة.

وتبقى الأسئلة المطروحة، هل تترجم إيران تهديداتها إلى أفعال، وإلى متى تستمر الاختراقات الأمنية في العمق الإيراني، وهل يؤدي هذا الهجوم إلى تحسين بيئة التفاوض وتسريعها وكذلك حث طهران على تقديم التنازلات، في المقابل، هل قررت إسرائيل تعطيل البرنامج النووي الإيراني بمفردها وهل أردت تقويض مفاوضات فيينا النووية، ولماذا نرى كل هذه التسريبات الإسرائيلية حول العمليات العسكرية، وهل يسعى نتنياهو لاستغلال الوضع الأمني لأهداف سياسية خاصة، وإلى أين يمكن أن يقود ذلك؟

ربما يعجبك أيضا