الإيكونوميست: الإيرانيون ينتظرون معرفة حقيقة تهديدات ترامب

يوسف بنده

رؤية

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، عن إضافة البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطنية، إلى قائمة العقوبات.

كما أدرجت الولايات المتحدة -إلى جانب البنك المركزي، وصندوق التنمية الوطني الإيراني- عقوبات على شركة تدعى “اعتماد بارسه”، أمس الجمعة، ووصفتها بأنها غطاء لتحويل الأموال إلى وزارة الدفاع الإيرانية، ودعم القوات المسلحة الإيرانية.

عقوبات مكررة

وقد وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي سافر إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف هذه الخطوة بأنها “خطيرة وغير مقبولة”، وتعد “انتهاكًا لمبادئ حصانة البنوك المركزية المعترف بها دوليًا”.

وفي الوقت نفسه، أكد ظريف أن هذا الإجراء يدل، من جانب آخر، على أن سياسة الضغوط القصوى قد اقتربت من نهاية مطافها.

وتابع: “حينما يقومون بفرض الحظر على مؤسسة ما، عدة مرات، بعناوين مختلفة، فذلك دليل على فشل سياسة الضغوط القصوى التي تصوروا أنهم قادرون بها على إركاع الشعب الإيراني في غضون أشهر”.

وفي بيانها، أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، کان سببًا لمقاطعة البنك المرکزي الإيراني.

حصانة البنوك المركزية

وقد قال رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إن المعاملات التجارية والمالية للبلاد تتم بطرق لا تستطيع الولايات المتحدة حظرها، معتبرًا أن العقوبات الأمريكية “غير فعالة”. کما وصف وزير الخارجية الإيراني هذه الخطوة بأنها “خطيرة وغير مقبولة”، مشيرًا إلى أنها “انتهاك لمبادئ حصانة البنوك المركزية المعترف بها دوليًا”.

وقال عبدالناصر همتي: “إن إحباطات الحكومة الأمريكية المتكررة، خلال العام الأخير، تشير إلى أن إجراءات الحظر أصبحت عديمة التأثير أكثر مما مضى، وأن الاقتصاد الإيراني أثبت للجميع قدرته على الصمود أمام الحظر”.

وأضاف، أن النجاحات الأخيرة للبنك المركزي، واستقرار السوق، يدللان على أن التجارة والمعاملات المالية للبلاد تجري عبر سبل غير قابلة للحظر من قبل أمريكا.

ولم يوضح رئيس البنك المركزي الإيراني، تلك الطرق التي يقول إنها “غير قابلة للحظر من قبل الولايات المتحدة”.

تأتي تصريحات عبدالناصر همتي في الوقت الذي أدت فيه العقوبات الأمريكية إلى تقويض العملة الوطنية الإيرانية، وإفلاس كثير من الصناعات الإيرانية، في الأشهر الأخيرة.

لابد من دفع الثمن

وقد نشرت مجلة “الإيكونوميست”، تقريرًا تحليليًا، اليوم السبت، جاء فيه: “يتعين على جمهورية إيران الإسلامية دفع ثمن الهجوم الذي وقع مؤخرًا على منشآت النفط السعودية، وإلا ستشهد منطقة الشرق الأوسط حوادث مماثلة، وفي النهاية ستحدث الحرب”.

كما أشارت مجلة “الإيكونوميست”، في عددها الأخیر، إلى التوترات الناجمة عن الهجوم على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وكتبت: “ما دامت إيران لا تدرك أن الاعتداء له ثمن، فسوف تلجأ إلى القوة مرة أخرى، وهذا سیؤدي إلی الحرب عاجلاً أم آجلاً”.

وكتبت “الإيكونوميست” أيضًا أنه إذا تبين أن الحرس الثوري هو من قام بالهجمات الأخيرة، فإنه “يجب أن يتحمل عواقبها المباشرة”.

ويشير تحليل “الإيكونوميست” إلى أن “استخدام القوة ضد إيران هو الطريقة الوحيدة لكي تعود إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد”.

ووفقًا لهذه المجلة التي تصدر في لندن: “إذا كان من المقرر أن تصل المحادثات النووية إلی نقطة ما، فيتعين على إيران أن تدفع ثمن الهجوم علی بقیق… إذا رأی المتشددون في إیران أن الولايات المتحدة نمر ورقي، فسوف یستنتجون أن إيران لیست بحاجة إلى تقدیم تنازلات، بل علی العکس من ذلك، سيقولون إن بلدهم يمكن أن تضغط على أميركا من خلال تسريع برنامجها النووي. لذلك يجب على الولايات المتحدة وحلفائها إقناع إيران بأنها لا تستطیع بلوغ أهدافها من خلال اللجوء إلى العنف”.

وفي تقریرها تحت عنوان “بقیق صندوق متفجرات”، صرحت “الإيکونومیست”: “لا أحد يريد الحرب في الشرق الأوسط. لهذا السبب يجب الرد على العدوان الإيراني بقوة”.

وأکدت هذه المجلة أن “صراعًا آخر في الشرق الأوسط يُلقي بظلاله على كل شيء”، وكتبت: “إن هذا الموضوع یضعنا في مأزق. عندما تکون إیران في مأمن من أي رد، فإنها ستشن هجومًا أكثر صرامة ضد أي رد فعل مضاد”.

وفي إشارة إلى الهجوم على ناقلات النفط في الإمارات العربية المتحدة، في مايو (أيار) من هذا العام، وعلاقته بإيران، وما تلاه من إسقاط الطائرة الأميرکیة المسیرة من قبل الحرس الثوري، أوضحت “الإيكونوميست” أن تقاعس الحكومات الغربية عن تصرفات إيران قد مهد الطريق للهجوم على المنشآت النفطیة السعودیة.

ووصفت مجلة “الإيكونوميست” عدم التعامل مع إيران بأنه “تكلفة ضبط النفس الغربي الأخير”، مضيفةً: “كان السيد ترامب مستعدًا للانتقام من الاعتداء الأخير (إسقاط الطائرة المسیرة)، وفي ذلك الوقت أیضًا تراجع في اللحظة الأخيرة”.

وکانت إشارة “الإيكونوميست” إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمهاجمة إيران، بعد سقوط طائرة أمريكية دون طيار، في يونيو (حزيران)، والتي تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة.

إلى ذلك، يشير التقرير إلى استعداد ترامب الأخير لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الهجوم علی منشآت بقیق وخریص، مضيفًا: “في طهران، ينتظرون معرفة ما إذا كان ترامب ينفذ تهدیداته أم يتحدث فقط”.

وقد اقترح التقرير القیام بهجمات إلكترونية “سرية”، وكذلك القيام بـ”غارات جوية” على مواقع الحرس الثوري الإيراني في إيران وسوريا.

ربما يعجبك أيضا