الاتحاد الأوروبي وتحول الطاقة.. أهمية التعاون مع بريكس وإفريقيا

آية سيد
فشل غربي.. الجنوب العالمي يلتزم الحياد تجاه حرب أوكرانيا

ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي التركيز أكثر على المصالح المتداخلة مع بريكس والدول الإفريقية لتحقيق تحول الطاقة.


اختتمت مجموعة بريكس قمتها الـ15 بالإعلان عن ضم مصر والسعودية والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا وإيران، في 2024.

وفي هذا السياق، رأت الزميلة ببرنامج إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مادلينا بروكوبيو، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بحث فرص التعاون الثلاثي في مجالي الطاقة والمناخ مع بريكس والدول الإفريقية.

نبذ الانقسامات

لفتت الباحثة، في تحليلها المنشور في 1 سبتمبر 2023، إلى أن مجموعة بريكس اكتسبت مسحة جيوسياسية متزايدة في السنوات الأخيرة. وبرغم المصالح القومية والدولية المتباينة بين الدول الأعضاء، أصبحت المجموعة نفسها تمثل الإحباط في الجنوب العالمي من النظام العالمي الذي يحركه الغرب.

بريكس توافق على ضم 3 دول عربية من الأسرع نموًّا 2

وفي ما يتعلق بالطاقة والمناخ، يظهر الانقسام الأوضح بين أوروبا وبريكس في التخلص التدريجي السريع من الوقود الأحفوري. وحسب بروكوبيو، تعتبر بريكس الوقود الأحفوري مهمًا للتنمية والنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ولا يمكن وقف استخدامه بسرعة.

ورأت الباحثة أنه ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي التركيز أكثر على المصالح المتداخلة مع بريكس والدول الإفريقية لتحقيق تحول الطاقة، مشيرةً إلى أن بريكس، وإفريقيا، وأوروبا لديهم الكثير من القواسم المشتركة في سعيهم لتحقيق صفر انبعاثات، والطرح السريع للطاقة المتجددة.

اقرأ أيضًا| مرصد مراكز الأبحاث| منافسة الفضاء.. وتقارب الصين والشرق الأوسط.. ومعادن إفريقيا

التحديات

تناصر مجموعة بريكس التحول المستدام إلى الاقتصاد منخفض الكربون القائم على مسؤوليات مشتركة لكن متباينة وقدرات كل دولة. وأشارت بروكوبيو إلى أن رفض المجموعة لنهج عالمي يعني أن أولوياتها، في بعض الأحيان، تختلف عن الطموحات المناخية للاتحاد الأوروبي.

وتتفق الدول الإفريقية مع الكثير من مواقف بريكس، وتتشارك الرغبة في تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار مع المجموعة. وهذا قد يخلق مخاطر لأوروبا بسبب المنافسة المتزايدة على الموارد والأسواق في القارة التي تصبح استراتيجية أكثر من أي وقت مضى كمزود للطاقة والموارد المعدنية.

بالأرقام. كيف تفوقت بريكس على مجموعة الـ7؟

دور الاتحاد الأوروبي

وفق الباحثة، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى ضمان ألا يخسر فرص تعزيز حلول الطاقة والعمل المناخي، وأن يظل ذي أهمية في الحوكمة العالمية للطاقة والمناخ، خاصة أن توسع بريكس يضيف إلى الشرعية الدولية للمجموعة ويعزز قدرتها التجارية والاستثمارية والتفاوضية في تشكيل التحول الأخضر.

ولا ينبغي أن تمنع العقوبات، والحاجة إلى عزل روسيا، الاتحاد الأوروبي من التفاوض والتعاون مع بريكس كمجموعة، مثلما يفعل الأوروبيون مع مجموعة الـ20، التي تضم روسيا.

الفرص

لفتت بروكوبيو إلى أن الحوار متعدد الأطراف بين الاتحاد الأوروبي، ومجموعة بريكس، والدول الإفريقية، قد يسمح لهم برسم خارطة طريق مشتركة ويعزز الردود المشتركة على القضايا ذات الاهتمام المشترك في إفريقيا. وهذا الإجراء قد يعني تقاسم تكاليف ومخاطر الاستثمار، وتوسيع فرص السوق، ودعم احتياجات إفريقيا بنحو أفضل.

ولتشجيع هذا التعاون، يتعين على الأوروبيين الالتزام بإيجاد طرق لتخفيف الآثار السلبية للسياسات الأوروبية. وفي الوقت نفسه، يجب على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بقيادة دول بريكس والدول الإفريقية، ودعمها، في المجالات التي يهتم بها الأوروبيون.

وهذا قد يشمل المزيد من الدعم النشط للمبادرات متعددة الأطراف التي تقودها بريكس وإفريقيا. ورأت الباحثة أن التعاون المعزز مع الدول الفردية قد يمهد الطريق لمزيد من التعاون مع مجموعة بريكس ككل.

التعاون الجماعي

وفق بروكوبيو، قد يركز التعاون الجماعي على تدريب المهارات الخاصة بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا، على المستويين الفني والحكومي. وقد يشجع الحوار الثلاثي أيضًا التطوير والتمويل المشترك للمشروعات الإقليمية الاستراتيجية الضخمة، مثل خطوط نقل الطاقة والبنية التحتية للسكك الحديدية، التي حددها الاتحاد الإفريقي.

وإضافة إلى هذا، قد يهدف الاتحاد الأوروبي إلى التعاون مع بريكس والدول الإفريقية بشأن الحلول التي تتجنب الانبعاثات، وتخففها، وتزيلها، في سلاسل القيمة الخاصة بالوقود الأحفوري وغيرها. وكذلك يمكنهم العمل لتطوير سلاسل قيمة محددة، مثل الوقود الحيوي.

اقرأ أيضًا| نفاق الغرب والتحول الأخضر بإفريقيا.. معركة جديدة مع الصين

انفتاح على التعاون

أشارت الباحثة إلى أن دعم العمل المشترك سيبعث رسالة مفادها أن الاتحاد الأوروبي منفتح على التعاون مع بريكس، والدول الإفريقية، وغيرهم في الجنوب العالمي لتوحيد الخبرة المالية والتقنية اللازمة لطرح خطط تحول الطاقة الطموحة.

ونوهت بروكوبيو أن المزيد من الاصطفاف بين الجهات الفاعلة في الجنوب العالمي، مثل توسع بريكس، قد يؤدي إلى استحواذها على حصص أكبر في قطاعات الطاقة لدى بعضها البعض. وقد يشمل هذا تلك التي يكافح صناع السياسة الأوروبيون لتقليلها، مثل الوقود الأحفوري، أو التي يهدفون إلى التوسع فيها، مثل المعادن.

وختامًا، قالت الباحثة إنه يجب على الأوروبيين الانضمام إلى الحوار حيثما أمكن، وتشجيع تعددية الأطراف بين الشمال والجنوب لتخفيف المخاطر المحتملة لترابط الجنوب العالمي، وللحفاظ على أهميتهم في تحول ديناميكيات الحوكمة العالمية للطاقة والمناخ.

ربما يعجبك أيضا