مرصد مراكز الأبحاث| منافسة الفضاء.. وتقارب الصين والشرق الأوسط.. ومعادن إفريقيا

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث نجاح الهند في الهبوط على القمر ومخاطر التغيرات الجيوسياسية بجورجيا وتقارب الصين والشرق الأوسط.


نجحت مركبة الفضاء تشاندرايان-3 في الهبوط على سطح القمر، في 23 أغسطس 2023، ما جعل الهند أول دولة تهبط بالقطب الجنوبي للقمر.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض أهمية الإنجاز الهندي، ومخاطر التغييرات الجيوسياسية في جورجيا، والتقارب بين الصين وقوى الشرق الأوسط، وأهمية إفريقيا في سباق المعادن.

هبوط الهند على سطح القمر

مرصد مراكز الأبحاث

هبوط الهند على سطح القمر

أوضحت مديرة مشروع أمن الفضاء الجوي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كاري بينجن، أن منطقة القطب الجنوبي للقمر تحتوي على مياه متجمدة، ستكون ضرورية لدعم النشاط البشري هناك، وأن القمر يحتوي أيضًا على مخزونات من المعادن، من ضمنها معادن أرضية نادرة.

وأشارت بينجن إلى أن بعثة القمر ترفع مكانة الهند كوجهة لتطوير التكنولوجيات الجديدة وشريك في المساعي الدولية، وقد يشهد العِقد المقبل أكثر من 100 بعثة من مختلف دول العالم إلى القمر، وهذه المساعي تحدث في ضوء التوتر الجيوسياسي المتصاعد، وتُعد وجهًا واحدًا من منافسة الفضاء العالمية الأوسع الحالية، التي تقدم فرصًا وتحديات.

اقرأ أيضًا| ما أهمية هبوط مركبة «تشاندريان-3» الهندية على سطح القمر؟

وأدت إمكانية الوصول الأكبر إلى تكنولوجيات الفضاء، وتكاليف الإطلاق الأقل إلى ازدهار قطاع الفضاء التجاري ونمو اقتصاد الفضاء. لكن أهمية الفضاء أدت إلى توسع نطاق التهديدات التي تواجهه، وزيادة التركيز على أمن الفضاء.

هل ميزانية دفاع تايوان كافية لردع الصين؟

مرصد مراكز الأبحاث

تايوان

أعلنت تايوان خططًا لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 19.1 مليار دولار أمريكي، أي 2.6% من ناتجها المحلي الإجمالي. لكن حسب ما أشار إليه الزميل بمجلس العلاقات الخارجية، ديفيد ساكس، تمثل هذه زيادة 3.5% فقط عن ميزانية العام الماضي 2022.

ولا تزال الميزانية أقل بكثير مما ينبغي أن تستثمره تايبيه في الدفاع، في ظل التهديد الصيني، وفق ساكس الذي لفت إلى أن بكين شرعت في حملة كبرى لتحديث جيشها وتطوير قدراتها، وجعلت الاستعداد للحرب في مضيق تايوان أهم أولوياتها، وأصبحت ميزانيتها الدفاعية 224 مليار دولار.

اقرأ أيضًا| استفزازات متبادلة في مضيق تايوان.. هل تتجدد التوترات بين واشنطن وبكين؟

وحسب الباحث، تحتاج تايوان إلى شراء المزيد من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، والاستثمار في قدرات زرع الألغام السريعة، وتطوير المسيّرات الجوية، التي تعمل تحت الماء، وتوسيع القدرة الصناعية الدفاعية المحلية، وتقوية البنية التحتية الحيوية. وهكذا ستحتاج تايبيه إلى اتخاذ قرارات صعبة في السنوات المقبلة، ومنح الأولوية للإنفاق الدفاعي على مجالات أخرى.

روسيا تربح في جورجيا

مرصد مراكز الأبحاث

جورجيا

نشر المجلس الأطلسي تحليلًا لعضو البرلمان الجورجي السابق ومدير المشروعات في مركز سوفلاب، جورجي كانديلاكي، لفت فيه إلى وجود مؤشرات متزايدة على أن حكومة تبليسي تبتعد عن الاندماج الأوروبي الأطلسي، وتتجه نحو الكرملين.

واستشهد كانديلاكي بتصريحات رئيس وزراء جورجيا، إراكلي جاريباشفيلي، التي حمّل فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو) مسؤولية الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها جورجيا مع الصين في يوليو 2023، وموقف تبليسي المحايد من الحرب، وتبنيها مجموعة من السياسات الموالية للكرملين، وانتشار الدعاية الروسية في البلاد.

اقرأ أيضًا| مرصد مراكز الأبحاث| قمة كامب ديفيد.. وشراكة الصين وجورجيا.. وتراجع نفوذ أمريكا

وحذر الباحث من أن التقليل من شأن التغييرات الجيوسياسية، التي تحدث في جورجيا حاليًّا، يتسم بقصر نظر، لافتًا إلى أنه إذا نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في إبعاد جورجيا عن مسارها الأوروبي الأطلسي، قد يعتقد أن بإمكانه التوصل إلى نتيجة مماثلة في أوكرانيا. ولتجنب هذا، يجب استخدام النفوذ المشروع للغرب لإظهار أن أي خطوات أخرى باتجاه موسكو ستأتي بتكلفة باهظة.

تقارب الصين والقوى الشرق أوسطية

مرصد مراكز الأبحاث

الصين وتوسع بريكس

قال الباحثان بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نور حماد وليث العجلوني، إن قرار مجموعة بريكس بضم مصر والإمارات والسعودية وإيران يمثل آخر محاولات الصين لتعزيز موقفها السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، التي تمدها بأكثر من نصف وارداتها النفطية.

وعلى الجانب الآخر، تمتلك القوى الشرق أوسطية عدة دوافع للتقارب من بكين. فبسبب العقوبات الأمريكية، تعتمد إيران على المشتريات الصينية للنفط. وبالنسبة إلى مصر، يُعد تعزيز الاستثمارات وتقليل الاعتماد على الدولار حافزًا رئيسًا للعلاقات الأوثق مع بكين. وأما بالنسبة إلى السعودية والإمارات، فإن تأمين صادرات النفط للصين على المدى الطويل ضرورة استراتيجية، وفرصة للتنويع الاقتصادي.

اقرأ أيضًا| مرصد مراكز الأبحاث| توسع «بريكس».. ومقتل بريجوجين.. وإف-16 في أوكرانيا

وتتزامن حملة الصين السياسية مع رغبة دول الشرق الأوسط في تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. وترى القوى الشرق أوسطية الصين شريكًا جذابًا بسبب استعدادها لبيع المنظومات ومشاركة التكنولوجيا، مثل المسيّرات المسلحة والصواريخ الباليستية، التي لم يتمكنوا من الحصول عليها من الشركاء الغربيين.

مستقبل فاجنر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث

فاجنر

رأى أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد، صاموئيل راماني، أن مقتل قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية، يفجيني بريجوجين، ستكون له تداعيات خطيرة على نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، استبعد راماني أن يغادر متعاقدو فاجنر المنطقة، لأنهم يحرسون منشآت نفط وتعدين ثمينة استراتيجيًّا، مرجحًا دمجهم في القوات المسلحة الروسية النظامية.

اقرأ أيضًا| بعد مقتل بريجوجين.. مقاتلو فاجنر يواجهون مصيرًا غامضًا

وفي المناطق حيث يرغب الكرملين في مواصلة العمليات التي يمكن إنكارها، قد تستفيد الشركات العسكرية الخاصة البديلة من خسارة فاجنر للاستقلالية، مثل “ريدوت” في سوريا و”آر إس بي جروب” في ليبيا، وقد تظهر شركات جديدة. لكن حسب راماني، من المرجح أن يُخضع الكرملين هذه الشركات للإشراف الوثيق لمنع أي شركة من السيطرة الاحتكارية التي تمتع بها جيش بريجوجين الخاص.

أهمية إفريقيا في سباق المعادن

مرصد مراكز الأبحاث

معادن إفريقيا وتحول الطاقة

في تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أبرزت مديرة الأبحاث ببرنامج أمن الطاقة وتغير المناخ، جريسلين باسكاران، أهمية إفريقيا في سباق تأمين المعادن الحرجة اللازمة لتحول الطاقة. وفي وقت بدأت واشنطن تشكيل شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف لمواجهة هيمنة الصين، استبعدت إفريقيا، التي تُعد واحدة من أكثر المناطق الغنية بالمعادن الحرجة.

ورأت الباحثة أن تعزيز الاستراتيجية التجارية الأمريكية مع إفريقيا يجب أن يصبح أولوية رئيسة في استراتيجية المعادن، واقترحت 3 توصيات في هذا الصدد، أولها التعاون مع الدول الإفريقية من خلال شراكة أمن المعادن، التي ينبغي أن تتوسع لتضم الدول المنتجة من أجل خلق شراكة أكثر تكافؤ.

والتوصية الثانية هي توسيع الاتفاقيات التجارية، وقالت باسكاران إن على واشنطن التفكير في توسيع منافع قانون الحد من التضخم لتشمل الدول الإفريقية الغنية بالموارد. وثالثة التوصيات استخدام أدوات الدبلوماسية الاقتصادية مع الدول الإفريقية، ورأت الباحثة أن التمويل الأمريكي والحد من المخاطر قد يحشدان الاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج.

اقرأ أيضًا| كيف تسهم إفريقيا في تحول الولايات المتحدة إلى الطاقة الخضراء؟

ربما يعجبك أيضا