الانقسامات تعرقل انتخاب رئيس لبنان.. ماذا بعد 3 محاولات فاشلة؟

ضياء غنيم
القصر بعبدا ينتظر رئيس لبنان الرابع عشر أو الفراغ

فشل مجلس النواب اللبناني ثالثًا في انتخاب رئيس لبنان الرابع عشر، وسط انقسامات بين القوى السياسية المختلفة.. ماذا ستحمل جلسة الاثنين المقبل؟


لم تراوح الاستحقاقات السياسية في لبنان مكانها، بعد فشل مجلس النواب ثالثًا في انتخاب رئيس جمهورية، أمس الخميس 20 أكتوبر 2022.

وفيما يتمسك “حزب الله” بإفساد عملية انتخاب رئيس لبنان خارج الإطار التوافقي بالترويج لسيناريو الفراغ، تكتسب كتلة المعارضة التقليدية ومرشحها ميشال معوض، المزيد من الأصوات، في وقت بات فيه تحالف التغييريين على المحك.

رئيس لبنان القادم رهين الانقسامات

في ثالث محاولة لانتخاب رئيس لبنان، تمكن النائب ميشال معوض مرشح المعارضة التقليدية (قوى 14 آذار) المكونة من حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، بجانب كتلة “تجدد”، من نيل 42 صوتًا مقابل 36 في أول جلسة انتخاب، بتاريخ 29 سبتمبر الماضي.

وفي المقابل تراجعت أعداد التصويت بالورقة البيضاء لمعسكر “حزب الله” من 63 صوتًا إلى 55 صوتًا في الدورة الأولى لجلسة أمس الخميس، نتيجة عدم توافق مكونه المسيحي (التيار الوطني الحر وتيار المردة) على مرشح واحد، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

تحالفات وانقسامات جديدة

رغم الخلافات التي دبت بين النواب التغييريين، نجحت الكتلة في بناء تحالف مع نواب كتلة الاعتدال الوطني، والنائب عبدالرحمن البزري، والتصويت لصالح “لبنان الجديد” بواقع 17 صوتًا.

وفي الدورة الثانية للجلسة، تسبب انسحاب نواب التيار الوطني وحركة أمل و”حزب الله” في إرجاء الانتخاب إلى جلسة الاثنين المقبل 24 أكتوبر 2022، بسبب فقدان النصاب بحضور 77 نائبًا فقط، في حين أن صحة الانعقاد تتطلب حضور الثلثين (86 نائبًا).

فرص معوض ترتفع

مع بدء العد التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، تتوقع أوساط سياسية أن ينتخب النواب رئيس لبنان في الساعات الأخيرة، بعدما امتلك تحالف ميشال معوض ثلثًا ضامنًا، لكن الأهم هو التوافق مع التغييريين، حسب تصريحات معوض إلى موقع “ليبانون ديبايت”.

ويمتلك معوض 44 صوتًا، من بينهم نائبان لم يحضرا الجلسة السابقة لأسباب صحية، ويتوقف حصوله على لقب رئيس لبنان تأمين 22 نائبًا من قوى المعارضة الأخرى، صوت 17 منهم للبنان الجديد و1 لإبراهيم ملهب، وألغى 4 آخرين أصواتهم، حسب موقع “النشرة” المحلي.

الفراغ سيد الموقف

لا تزال الرؤية الغالبة هي دخول البلاد في فراغ تسقط معه اعتراضات القوى السياسية بمختلف انتماءاتها، وتتوافق على هوية رئيس لبنان القادم، وهو ما يعول عليه معسكر “حزب الله” لتمرير مرشح تسوية، حسب صحيفة “الديار“.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أنباء خلاف بين حزب “القوات” و”الحزب التقدمي” حول الاستمرار في ترشيح معوض “إلى ما لا نهاية”، والإصرار على مرشح تحدٍّ. ويرى معوض أهمية الحوار مع الطرف الآخر، خاصة بعد وقوع الفراغ الرئاسي.

محورية التسويات الدولية

تشدد الأوساط الإعلامية اللبنانية على محورية العامل الخارجي، والتسويات الإقليمية والدولية لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية، وأولها تحديد رئيس لبنان الرابع عشر.

ويرجح الكاتب في صحيفة “الجمهورية” اللبنانية، جوني منيّر، أن الفراغ الرئاسي المتوقع حدوثه لن يطول، نظرًا إلى التحركات الدبلوماسية الحثيثة في العاصمة بيروت، وطرح الملف على طاولة مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر 2022.

ربما يعجبك أيضا