التعتيم على كورونا في إيران.. الأنظمة المستبدة تضلل العالم (كوارث متعاقبة)

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، إنه ليس مستغربًا على الإطلاق أن يكون التعتيم وإخفاء الحقائق هو أحد الأساليب التي يتخذها النظام الحاكم في إيران؛ فهذا المنهج هو أحد سمات الأنظمة الأبوية الاستبدادية التي بها يتوهم النظام أنه يحكم سيطرته ويبدو في الصورة الأفضل له.

ومن ثم فإن النظام الإيراني لم يكتف بفرض منهجه على هيئاته ومؤسساته الحكومية والإعلامية فحسب بل حرص وباستمرار على اتخاذ العديد من الإجراءات التي تحد كذلك من تداول المعلومات والحقائق فيما بين الجماهير كون أن مثل هذه الحرية التي تمنح لهم تساهم بشكل كبير وفق تصوره في إقامة واقع تغييري أو إصلاحي رافض بكل تأكيد للكثير من سياسات النظام، وهو بالطبع أمر غير مقبول أو لا يجب أن يسمح به على الإطلاق يبرز في ذلك مثلًا حجبه موقعي “تيلجرام” و”انستجرام” وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف الهتيمي في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن ما وجهته العديد من الدول من اتهامات للنظام الإيراني بإخفاء الحقائق المتعلقة بانتشار وتفشي فيروس مرض كورونا في إيران يأتي متسقًا مع ما تعرف عليه الجميع من سلوك النظام الإيراني سواءً فيما يتعلق بـ”كورونا” بشكل خاص بعدما اتضح التجاهل الذي تعامل به النظام مع حجم وخطورة وضعه في إيران.

انتخابات البرلمان

وتابع الكاتب الصحفي المتخصص قائلًا إن النظام الإيراني لم يكن منشغلًا إلا بإجراء الانتخابات البرلمانية دون النظر إلى الانعكاسات على الشعب أو سواءً من خلال استقراء تاريخ النظام منذ وصل إلى الحكم في نهاية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي بشأن اتباع منهج التعتيم ويبرز منها إخفاء تفاصيل أحداث مذبحة 1988 وعدد من تم إعدامهم خلالها وأسمائهم والتهم التي وجهت لهم بل وحتى أماكن مقابر التي دفنوا فيها والتي لا يعرفها ذوو الضحايا حتى اللحظة على الرغم من أن هؤلاء قد سلموا بموت من أعدموا وانتهى الأمر منذ عقود.

القتال في سوريا والعراق

ونوه الهتيمي بأن التعتيم ينطبق كذلك على حقيقة ما يجري للعناصر الإيرانية المقاتلة في سوريا والعراق وعدد الذين لقوا حتفهم هناك وحجم الإنفاق على الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق ووغير ذلك مما كان أحد الدوافع الرئيسية لما شهدته إيران على مدار العامين الأخيرين من حراك سياسي.

التلوث والجفاف

ويبرز أيضًا التعتيم الإيراني على تفاقم أزمة التلوث والجفاف في البلاد وأسبابهما الحقيقة حتى أن العديد من المنظمات الدولية المعنية صنفت مناطق تخضع للسلطة الإيرانية باعتنبارها الأكثر تلوثًا في العالم، الأمر الذي كان سببًا رئيسيًا في تفشي العددي من الأمراض المستعصية في إيران.

ربما يعجبك أيضا