التنازل عن الأراضي.. هل يُمثل طريق أوكرانيا الوحيد لإنهاء الحرب؟

محمد النحاس

إبعاد الفوضى باهظة الثمن التي خلفتها الحرب عن الطريق مع بعض الخروج بمظهر غير مُذل سيكون له جاذبية كبيرة بالنسبة لبوتين، ومن المؤكد أنه سيكون كذلك بالنسبة للشعب الروسي


لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية دبلوماسيًا، رجح محللون أن الحل يتمثل في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، وقبول أوكرانيا التنازل عن أراضي.

ويتلخص أحد الاحتمالات في التنازل قانونيًا عن شبه جزيرة القرم والمناطق التي تسيطر روسيا عليها الآن في جنوب شرق أوكرانيا. والاحتمال الآخر الأكثر ترجيحًا هو ترك مسألة القبول الرسمي مفتوحة لمزيد من المفاوضات بعد انتهاء القتال. 

التنازل عن أراضي

حسب مقال لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية نشرته 9 أبريل 2024 تفترض جميع المقترحات السالفة المتعلقة بوقف الحرب أن أوكرانيا ستتخلى عن حوالي 18% من الأراضي التي كانت تسيطر عليها قبل عام 2014.

وحسب المقال، ليس من المتوقع أن تعود روسيا مرةً أخرى لمهاجمة أوكرانيا أو غيرها، بعد تجربة الحرب في أوكرانيا، حيث بدا أن المدافعون يقفون في موضع أكثر قوة. 

وبالإضافة إلى ذلك، يبدو من الواضح أن أوكرانيا في نظر الروس أقرب إلى “حالة خاصة” من كونها نقطة انطلاق لمغامرات أكبر. 

لا مخططات مستقبلية حربية لبوتين

بناء على ما سلف، قد لا يكون لدى بوتين مخططات بشأن الأراضي التي لا يسيطر عليها حاليا، وربما يكون على استعداد لقبول التقسيم على غرار ما حدث في كوريا، والالتزام به.

وفق التحليل، فإن إبعاد الفوضى باهظة الثمن التي خلفتها الحرب عن الطريق مع بعض الخروج بمظهر غير مُذل سيكون له جاذبية كبيرة بالنسبة لبوتين، ومن المؤكد أنه سيكون كذلك بالنسبة للشعب الروسي.

كيف سينظر التاريخ إلى الحرب؟

وبإمكان أوكرانيا أن تتخلى عن القوانين “الطائشة” -على حد وصف المقال- التي سعت إلى خفض مستوى اللغة الروسية، ومن الممكن أيضاً تخفيض أو إسقاط العقوبات غير المجدية المفروضة على روسيا، وفق التحليل. 

رغم كل ما سلف، يرى المقال، أن التاريخ سيسجل حرب بوتين باعتبارها فشلاً ذريعاً. وستستمر أوكرانيا في الخروج من فلك روسيا باتجاه الغرب، وقد تعززت القومية الأوكرانية والعداء لروسيا وسيتراجع استخدام اللغة الروسية، كما قد جرى توسيع حلف الناتو وتعزيزه قوته.

المستقبل وتقديم ضمانات

وحتى قبل الحرب، كان الاقتصاديون يجدون أن احتمالات تحقيق نمو اقتصادي روسي كبير على مدى العقد المقبل في ظل حكومة بوتين أمر غير مستبعد.

 ومن المرجح أن تؤدي الحرب إلى نفور المشترين والمستثمرين المحتملين في المستقبل، علاوة على ذلك، فحتى لو لم تنضم أوكرانيا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي إلا أن الحلف لا يزال قادراً على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا