الحرب من أجل المال.. كيف أحكم بوتين قبضته على السلطة؟

شروق صبري
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

رغم الحروب الكثيرة التي خاضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية حكمه عام 2000، لكنه نجح طول هذه الفترة في إحكام قبضته على شعبه. فماذا فعل؟


تنتشر قبور الروس الذين قُتلوا في أوكرانيا على طول الطريق المؤدي إلى بحيرة بايكال جنوب سيبيريا، بعيدًا عن جنة بوتين في موسكو.

يوليا روليكوفا، سيدة روسية حاوت إقناع زوجها بعدم الانضمام إلى القتال، لكنه لم يستجب وذهب للحرب من أجل المال، لكنه لقى حتفه، كما هرب شقيقها من الحرب إلى جورجيا، حسبما روت السيدة لصحيفة نيويورك تايمز.

عروض مهولة

قالت روليكوفا إنه ععلى بعد آلاف الأميال من منزلها في سيبيريا يموت الناس في أوكرانيا من أجل لا شيء، مشيرة إلى أن المال هو السبب الرئيس وراء ذهاب الناس للقتال، واصفة العقود التي تُقدم للمتطوعين في الحرب بـ”المهولة”.

اقرأ أيضا| مخاطر وتداعيات.. كيف ستغير القنابل العنقودية حرب أوكرانيا؟

وأضافت أن شريك حياتها قُتل في أوكرانيا في فبراير الماضي، وتركها وحدها مع طفلين صغيرين، كما هرب شقيقها إلى جورجيا بسبب المعاناة التي خلفتها الحرب.

حرب أوكرانيا

حرب أوكرانيا

الحرب غير المرئية

لفتت إلى أن بوتين يستقطب الشباب للحرب من أماكن مثل أولان أودي، بالقرب من بحيرة بايكال، من خلال دفع 2500 دولار شهريًّا للمجندين، وهو مبلغ ضخم في منطقة يكون فيها الراتب الشهري 500 دولار أكثر شيوعًا.

لكن كل الأموال التي يوزعها بوتين يهدف من خلالها لجعل الحرب أكثر حدة، فضلًا عن أنه يجذب المجندين الشباب الذين يصطفون في المطار للرحلات الجوية إلى موسكو، ومن هناك إلى روستوف أون دون ثم إلى أوكرانيا.

الحرب لم تأت لموسكو

في موسكو، بعيدًا عن أولان أودي، يبدو أن العقوبات الغربية لم يكن لها تأثير يذكر، فمترو الأنفاق نظيف. والمطاعم تقدم فائضًا من المأكولات اليابانية الروسية الشهيرة التي تعمل بكامل طاقتها، كما يدفع الأشخاص الأموال باستخدام هواتفهم، وهناك تبرز السيارات الفاخرة. ويعمل الإنترنت بلا توقف، كما هو الحال في جميع أنحاء روسيا.

اقرأ أيضا|صفقات الغاز بين روسيا والصين.. ما علاقتها بحرب أوكرانيا؟

وأشارت روليكوفا إلى أن الحرب لم تظهر في موسكو إلا من خلال  اللوحات الإعلانية التي تنشرها وزارة الدفاع، وإعلانات مجموعة فاجنر التي كانت تحاول جذب المجندين للحرب من خلال شعارات حماسية.

تمرد فاجنر

على النقيض من روليكوفا، يرى الزميل البارز في مركز كارنيجي روسيا أوراسيا، ألكسندر باونوف، أن تمرد رئيس فاجنر، يفجيني بريجوجن، والطريقة التي تقدم بها نحو موسكو دون عوائق أظهرت أيضًا توترًا بشأن ما إذا كانت جميع وحدات الجيش ستقاتل أم لا، ومن الواضح أن بوتين لم يرغب في إصدار أمر بإقالته قبل الانقلاب لأنه لم يكن متأكدًا من أنه سيجرى تنفيذه.

وأضاف أن دور فاجنر كان بهدف تجنب اللجوء إلى التجنيد الذي لا يحظى بشعبية بين المواطنين الروس، فكانت فاجنر تجند عدة آلاف من المجرمين لتحمل وطأة القتال العنيف في أوكرانيا.

قبضة بوتين

وفق الصحيفة الأمريكية، فإنه بعد 23 عامًا من قيادة روسيا، لا تزال قبضة بوتين على السلطة قوية مع احتدام القتال في جنوب وشرق أوكرانيا، موضحة: “لقد تعلم منذ فترة طويلة، منذ بداية حكمه في عام 2000، أن الحروب لا تشوه سمعته، ولن تكبح قمعه”.

واستخدم بوتين دائمًا الحرب في الشيشان وجورجيا وأوكرانيا، لتوحيد الروس في أساطير القومية المبسطة ولإيصالهم إلى الاستنتاج المبسط بأن حكمه القمعي المتزايد ضروري جدًا ويجب أن يكون أبديًّا.

الحرب في أوكرانيا

الحرب في أوكرانيا

 

ربما يعجبك أيضا