“الحظر الجزئي”.. خطوة سعودية جريئة في وجه “الفيروس اللعين”

حسام السبكي

حسام السبكي

على طريق مواجهة أحد أكثر الفيروسات فتكًا، والتي أصابت جُل دول العالم تقريبًا، قررت المملكة العربية السعودية أخيرًا، وبعد مطالبات شعبية عدة، برزت خلال الأيام القليلة الماضية، وتصاعدت في الساعات الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بفرض حظر التجوال الإجباري، خاصةً مع تسجيل 392 حالة إصابة إجمالية بفيروس كورونا، منذ أن دخل إلى بلاد الحرمين، في الثاني من مارس/ آذار الجاري، من خلال شخص قادم من إيران، كان آخرها إعلان وزارة الصحة السعودية عن تسجيل 119 حالة بالأمس.

ورغم الإجراءات السعودية، بإغلاق الحرمين الشريفين، وحظر صلوات الجُمع والجماعات اليومية، إلا أن حظر التجوال بات ضروريًا وحتميًا، ونافذًا بدءًا من اليوم الإثنين في السابعة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولمدة 21 يومًا، بقرار ملكي من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في وقتٍ متأخر من مساء أمس الأحد، في محاولة لاحتواء الميكروب الخطير.

قرار حظر التجوال

بعد مطالبات عديدة، ومع سرعة انتشار الوباء القاتل حول العالم، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قرارا بحظر التجول في عموم المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، ابتداءً من الساعة الـ 7 مساءً وحتى الساعة الـ 6 صباحًا لمدة 21 يومًا من مساء يوم الإثنين.

وبحسب “وكالة الأنباء السعودية (واس)”، فإن الأمر الملكي للجهات المعنية تضمن حث المواطنين على البقاء في منازلهم خلال المدة القادمة وبخاصة فترة منع التجول، وعدم الخروج إلاّ في حالات الضرورة القصوى في الفترة التي لا يسري فيها المنع، إذ إن المحافظة على الصحة العامة باتت من أهم الواجبات على أبناء هذا الوطن ومن يقيم على أرضه.

ويستثنى من حظر التجول منسوبو القطاعات الحيوية من القطاعين العام والخاص الذين تتطلب أعمالهم الاستمرار في أدائها أثناء فترة المنع، ويشمل ذلك منسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية والإعلامية، والعاملين في القطاعات الصحية والخدمية الحساسة، والتي يصدر بشأنها بيان تفصيلي من وزارة الداخلية، مع مراعاة أن يكون ذلك في أضيق نطاق ووفق الإجراءات والضوابط التي تضعها الجهة المعنية.

وبحسب الأمر الملكي، تقوم وزارة الداخلية السعودية باتخاذ ما يلزم لتطبيق منع التجول، وعلى كافة الجهات المدنية والعسكرية التعاون التام مع وزارة الداخلية في هذا الشأن.

تفاصيل هامة

وعقب القرار الملكي، أصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانًا ضم قائمة بالجهات والقطاعات التي تستثنى من حظر التجول الذي أمر بتطبيقه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ضمن خطط المملكة لاحتواء تفشي وباء كورونا.

وتشمل القائمة، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قطاعات الأغدية، الصحة، الإعلام، النقل، التجارة، الطاقة،  الخدمات المالية، الاتصالات، المياه، البعثات الدبلوماسية.

وأوضح بيان الداخلية السعودية، أن الأنشطة الحيوية المستثناة، تشمل:

– قطاع الأغذية (نقاط البيع) كالتموينات والسوبر ماركت ومحلات بيع الخضار والدواجن واللحوم والمخابز والمصانع والمعامل الغذائية.

– القطاع الصحي كالصيدليات وما في حكمها والعيادات الطبية (المستوصفات) والمستشفيات والمختبرات ومصانع ومعامل المواد والأجهزة الطبية.

– قطاع الإعلام بمختلف وسائله.

– قطاع النقل كنقل البضائع والطرود والتخليص الجمركي والمستودعات والمخازن والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد للقطاع الصحي والقطاع الغذائي وتشغيل الموانئ.

– أنشطة التجارة الإلكترونية كالعاملين في تطبيقات المشتريات الإلكترونية للأنشطة المستثناة والعاملين في تطبيقات التوصيل للأنشطة المستثناة.

– أنشطة خدمات الإقامة مثل الفنادق والشقق المفروشة.

– قطاع الطاقة كمحطات الوقود وخدمات الطوارئ لشركة الكهرباء.

– قطاع الخدمات المالية والتأمين، كمباشرة الحوادث (نجم) والخدمات التأمينية الصحية العاجلة (الموافقات) وباقي خدمات التأمين.

– قطاع الاتصالات كمشغلي الإنترنت وشبكات الاتصال.

– قطاع المياه مثل خدمات الطوارئ لشركة المياه وخدمة توصيل المياه الصالحة للشرب للمنازل (الشيب).

وأشار بيان الداخلية السعودية، إلى السماح بالتنقل وقت منع التجول للسيارات الأمنية والعسكرية والصحية وسيارات الخدمات الحكومية الرقابية، وسيارات الأنشطة المستثناة ضمن “الأنشطة الحيوية” سالفة الذكر.

كما تطرق البيان أيضًا، إلى إتاحة استخدام التوصيل عن طريق تطبيقات الأجهزة الذكية (خدمات التوصيل السريعة) خلال منع التجول، وذلك لطلب الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها من السلع والخدمات الضرورية المستثناة وتوصيلها إلى المنازل.

ويُسمح للمؤذنين بالوصول إلى المساجد لرفع الأذان وقت منع التجول، وللعاملين في البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وما في حكمها المقيمين في الحي الدبلوماسي بالانتقال أثناء فترة المنع من وإلى مقرات أعمالهم في الحي.

تفاعل غير مسبوق

مع تدشين العديد من الأوسمة، التي تحمل مطالبات ومناشدات بضرورة فرض “حظر التجوال الإجباري”، فقد جاءت الاستجابة السريعة من قبل القيادة السياسية، لتبعث شعورًا بالارتياح والأمل في تحقيق الهدف المنشود، بالسيطرة على الفيروس المميت، على غرار نجاح الصين في ذلك، وإعلانها قبل ساعات عن عدم تسجيل حالات محلية جديدة مصابة بـ”كورونا”.

ونرصد أبرز ردود الأفعال من خلال المشاركات التالية:

ربما يعجبك أيضا