الحوار الفلسطيني بموسكو.. تحريك للمياه الراكدة أم تعزيز للدور الروسي؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

من جديد التقت الفصائل الفلسطينية للمرة الأولى منذ شهر مارس/ آذار من العام الماضي بعد تعليق المباحثات بينها إثر حادث إطلاق النار على موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدلله رفقة مدير المخابرات عند دخوله قطاع غزة.

نبذ الخلاف الفلسطيني

اللقاء الفلسطيني في موسكو رسم شكله حجم الخلافات في المواقف بين الفصائل الفلسطينية في شتى المسائل الداخلية المتعلقة بتقاسم السلطة والقدس وحدود الدولة الفلسطينية، إلا أنه شكّل نقطة مهمة جداً في ضوء التطورات الدولية الراهنة، إذ أبرز قدرة الفلسطينيين عن صرف النظر ولو مؤقتاَ عن الخلافات وتركيز الجهود من أجل التصدي لتحديات جديدة يرون هدفها الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني والقرارات الدولية وإرادة المجتمع الدولي.

ورغم انتهاء الحوار الفلسطيني بموسكو دون إصدار بيان مشترك بنتائج الحوار، إلا أن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال إن الهدف من الاجتماع كان الخروج من الجمود في عملية المصالحة، مؤكداً أن ما اتفقت عليه الفصائل في القاهرة هو أساس لهذا الحوار.

خطة السلام الأمريكية

يأتي هذا اللقاء والحراك الفلسطينيان بدعم روسي في مرحلة حساسة بالنسبة إلى ملف التسوية الفلسطينية الإسرائيلية المتمثلة في خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط. ومن شأن ذلك أن يكسب هذا اللقاء أهمية كبيرة تتخطى مسألة الوفاق والمصالحة فالقضية الفلسطينية بأكملها باتت على المحك.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن استعادة الوحدة الفلسطينية من شأنه أن سحب الأوراق من أيدي الراغبين في هدم قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، متهماً واشنطن بمحاولة فرض حلول أحادية الجانب من شأنها أن تدمر كل الإنجازات التي حققها الطرف الفلسطيني على حد قوله.

الوزير الروسي حذّر الفرقاء الفلسطينيين من مغبة استمرار الانقسام وأنه يعطي ذريعة لتمرير صفقة القرن.

تعزيز الدور الروسي في المنطقة

لأجل ذلك تعقد موسكو مؤتمر الحوار الفلسطيني الآن بالذات، فروسيا التي تسعى إلى تعزيز دورها بالشرق الأوسط تحاول الحيلولة دون تفرد الولايات المتحدة بالوساطة في ملف التسوية.

وهذا الحراك بمثابة محاولة روسية لتشكيل تحالف يواجه التحالف الأمريكي الإسرائيلي، إلا أن المعضلة بالنسبة إليها أن تبقى مسألة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية ليتمكن الفلسطينيون من الدفاع عن مصالحهم كتلة واحدة لا شرخ فيها في أي مفاوضات محتملة مع إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا