«الذئب الأزرق» .. كيف تهيمن إسرائيل على الضفة الغربية؟

ضياء غنيم
كاميرات مراقبة إسرائيلية تعمل ضمن منظومة «الذئب الأزرق»

تستخدم إسرائيل أساليب تجسس مختلفة، منها برنامج "بيجاسوس" الذي استخدمته ضد منظمات فلسطينية، وحاليًّا يستخدم الكيان الصهيوني منظومة "الذئب الأزرق"، الني وصفها جندي إسرائيلي سابق بـ"فيسبوك الفلسطينيين".


تتعدد أساليب التجسس الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأشهرها برنامج التجسس “بيجاسوس” الذي يستهدف بيانات الهواتف المحمولة، وأثار ضجة بتتبعه منظمات مجتمع مدني فلسطينية، صنفتها إسرائيل منظمات إرهابية.

وفي نوفمبر 2021 كشفت صحيفة واشنطن بوست استخدام الجيش الإسرائيلي منظومة “الذئب الأزرق” لمراقبة الفلسطينيين وجمع بياناتهم عبر تقنية التعرف على الوجوه، فما منظومة الذئب الأزرق؟ وكيف تدير عملياتها في مراقبة الفلسطينيين؟

ما تقنية “الذئب الأزرق”؟

وفقًا لمعلومات، حصلت عليها “واشنطن بوست”، من جنود إسرائيليين ومنظمات مدنية لرصد انتهاكات الخصوصية، فإن تقنية المراقبة، المتبعة منذ 2019، تعتمد التكامل بين تقنية التعرف على الوجه بتطبيق “الذئب الأزرق” في الهواتف الذكية المعروفة والكاميرات المنتشرة في الضفة الغربية وبصفة خاصة داخل مدينة الخليل.

الهدف الإسرائيلي رسميًّا هو استخدام التقنية للتحقق من المطلوبين أمنيًّا، ومنع وقوع عمليات طعن ضد جنوده، فمع توقيف أي فلسطيني بالحواجز الأمنية يضيء البرنامج لونًا أخضر في حالة غير المطلوبين، أو لونًا أصفر للمشتبه بهم، أو لونًا أحمر للعناصر النشطة والمطلوب اعتقالها فورًا.

حوافز وجزاءات

نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” ، عن تقرير لهآرتس، يوم 24 مارس 2022، تعليمات الجيش الجديدة لكل جندي بجمع صور وتفاصيل يوميًّا عن 50 فلسطينيًّا. التفاصيل تشمل: رقم الهاتف، ورقم بطاقة الهوية، وتاريخ الولادة، والجنس، وعنوان السكن، ورقم السيارة، وعلاقات مع أشخاص آخرين، ومكان العمل في إسرائيل، وتقريرًا حول “انطباع سيئ” لتصرف فلسطيني في أثناء لقائه الجندي المعني بتزويد تفاصيله.

ويقدر عدد الصور الملتقطة بـ1500 صورة أسبوعيًّا لكل وحدة، وحفّز التنافس بين وحدات الجيش مكافآت تحقيق الحد المطلوب بقضاء عطلة ليلية، في حين يستمر المقصرون بجمع المعلومات بعد انتهاء وقت الخدمة.

ذئب أبيض وقاعدة بيانات أكبر

الذئب الأبيض” تطبيق آخر يستخدمه المتعاونون أمنيًّا من المستوطنين وأفراد الشرطة في نقاط التفتيش لفحص بطاقات الهوية أو التعرف على الوجه، ويختص بفئة العاملين بالمستوطنات أو الزائرين لأقاربهم بالداخل، بحسب “Breaking The Silence”، وهي منظمة جنود سابقين بالجيش تعرض أبرز الانتهاكات في الضفة الغربية.

المنظومتان، سابقتا الذكر، جزء من قاعدة بيانات أشمل، هي “Wolf Pack”، تستخدم على أجهزة الكمبيوتر في مناطق آمنة، وتضم صور الأفراد وتاريخ عائلاتهم وتصنيفهم أمنيًّا، وفي دلالة على كثافة الصور الملتقطة وصف جندي إسرائيلي سابق تلك العملية بـ”فيسبوك الفلسطينيين”.

ماذا يجري في الخليل؟

“مدينة الخليل الذكية” أبرز انتهاكات الخصوصية للمجتمع الفلسطيني، حيث تنتشر مئات الكاميرات المعززة بالذكاء الاصطناعي في الأحياء والشوارع ونقاط التفتيش بجانب استخدام التطبيقات الذكية على غرار “الذئب الأزرق” و”الذئب الأبيض”، لتراقب التحركات كافة في المدينة وداخل منازل الفلسطينيين أحيانًا.

تنقل فورين بوليسي مخاوف مواطنين فلسطينيين بتل الرميدة من إجراءات المراقبة التي تنتهك خصوصيتهم حتى دفعتهم للعزلة، وقلصت حركة زائريهم، ومنعت أطفالهم من الخروج، واعتبروا تلك الممارسات ترويجًا لأنظمة المراقبة والتجسس الإسرائيلية، فيما يعارض الساسة الإسرائيليون تنفيذ تلك الإجراءات بالداخل.

شركة أوستو Oosto، “إني فيجن AnyVison” سابقًا، زودت نقاط التفتيش الإسرائيلية بكاميرات التعرف على الوجه عام 2019، وبعد أشهر قليلة صدرتها إلى الاستادات الرياضية والمولات التجارية في 43 دولة.

ربما يعجبك أيضا