«الصوماليون والعفر» في إثيوبيا.. مباحثات سلام لإنهاء سنوات الصراع

محمود سعيد

هدف الملتقى إلى تحقيق سلام دائم من خلال حل النزاعات بين المجتمعين من خلال الحوار.


اختتمت محادثات السلام بين إقليمي العفر والصومال الإثيوبي، بهدف إنهاء سنوات الصراع بين الجانبين، والتي أسفرت عن مقتل العشرات ونزوح الآلاف من أبناء الجانبين.

انشغلت قوات إقليم العفر في الشهور الماضية في صد هجمات جبهة تحرير تيجراي التي ادعت أنها تريد فك الحصار عن إقليمها، لكن نجحت قوات العفر مع القوات الفيدرالية في صد الهجمات.

جذور الصراع بين العفر والصوماليين

الصوماليون في إقليم أوجادين أو “الصومال الإثيوبي” يشتركون مع العفر في التاريخ والدين والعرق، لكن مناطق التماس بين الإقليمين تشهد دائمًا صراعًا بين الجانبين، خصوصًا أنهما يعلمون برعي الماشية، ما أدى إلى وقوع صدامات واشتباكات بين ميليشيات محلية من كلا الجانبين على مصادر المياه وأحقية الرعي في عدد من الاراضي المتنازع عليها، وفق theafricareport.

يعاني العفر والصوماليين في إثيوبيا من تهميش الحكومات الإثيوبية المتعاقبة، ما أدى إلى زيادة حاجتهم إلى الموارد التي يمتلكها كل إقليم، كما أن سياسات رئيس الوزراء الإثيوبي السابق، مليس زيناوي، وخصوصًا تقسيماته الإدارية التي ساهمت في تأجيج الخلافات بين القوميتين على الأراضي المتنازع عليها، وهو صراع مشابه لما يجري بين إقليم الصومال الإثيوبي وإقليم الأورومو.

مباحثات السلام العفرية الصومالية

مباحثات السلام بين العفر وبين مجموعة العيسى إحدى أكبر المجموعات الصومالية في إثيوبيا، جرت بمشاركة الحكومة الفيدرالية، وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، حضر الاجتماع مسؤولون حكوميون فيدراليون من بينهم وزير السلام، بنّالف أندوألم، ورئيس إقليم الصومال، مصطفي محمد، وإقليم عفر، أول أربا.

وأشار المحلل السياسي الإريتري، شفا العفري، إلى تشكيل لجنة لإيجاد حل دائم للنزاعات بين قبائل عفرية مجاورة لقبائل عيسى الصومالية، في ختام محادثات السلام بين الطرفين في مدينة أداما عاصمة إقليم أوروميا”، مضيًفا: “جرى تشكيل لجنة تتكون من 10 أعضاء من الزعماء الدينيين وشيوخ القبائل من الطرفين لحل الخلاف بينهما وديًا”.

استقالات سبقت محادثات السلام

قبيل مباحثات السلام، قبل رئيس إقليم الصومال الإثيوبي، مصطفي عمر، استقالات جميع مسؤولي منطقة سيتي ضمنهم رئيس المنطقة، وعين مسؤولين جدد لاتهام العفر المسؤولين السابقين بالتسبب في اندلاع أعمال عنف بين الجانبين.

ورأى المحلل، شفا العفري، أن الحكومات الإثيوبية المتعاقبة كانت تحرس على إثارة الفتن بين شعبي الإقليمين لضمان عدم اتفاقهم، وأن تقارب الإقليمين يشكل تحالف يصعب مواجهته نظرًا لمعطيات تاريخية.

رؤية عفرية مغايرة

الناشط السياسي، هلال العفري، قال إن “قبائل العيسى التي حصلت على ستي زون في الإقليم الصومالي وتسعي إلي حلم أبعد من مجرد منطقة، وهو تحقيق إقليم خاص بالقبائل العيساوية ينفصل عن الإقليم الصومالي ويقتطع أجزاء من الأراضي العفرية على ضفاف نهر أوا “، بحسب “إفريقيا برس”.

وأضاف: “لتحقيق ما سبق اتجهت بعض المجموعات المناوئة لإقليم العفر بتشكيل مليشيات من جبهة تحرير العيسي والقورقا، لشن حرب شعواء على الأراضي العفرية للسيطرة عليها”.

العفر في القرن الإفريقي

قال الكاتب الصحفي الصومالي، محمود عبدي، إن “قومية العفر امتدت خارج إثيوبيا في جيبوتي وإرتريا، وتقدر بعض الإحصائيات العفر بنحو 5 ملايين نسمة، ويشكلون نحو 50% من إجمالي تعداد جيبوتي، و10% من سكان إريتريا، و4% من سكان إثيوبيا”.

وتابع: “يتمتع إقليم عفر الإثيوبي بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفدرالية المكونة من 9 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي بعد سقوط نظام منغستو هايلي ماريام، عام 1991، لذا كان من الطبيعي أن يمتد الصراع في نهاية مايو 2022 إلى جيبوتي في مناطق امتداد العفر وعيسى”، وهو ما وثقته وسائل التواصل الاجتماعي.

ربما يعجبك أيضا