الصين والحرب الروسية الأوكرانية.. ماذا يعني “الحياد المؤيد”؟

هالة عبدالرحمن

يرى دبلوماسيون ومحللون لـ"فايننشال تايمز"، أن محاولات الرئيس الصيني شي جين بينج، لتحقيق التوازن بين سياسة بكين في دعم السلام والاستقرار العالميين مع تجنب أي انتقاد لموسكو، هي علامة على أن الحرب من غير المرجح أن تخرج تحالف الصين مع روسيا عن مساره.


وصف محللو وخبراء السياسة الدولية سياسة الصين تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، بسياسة “الحياد المؤيد لروسيا”، فمن غير المرجح أن يتخلى الرئيس الصيني عن نظيره الروسي بسبب المصلحة المشتركة بينهما في معارضة الغرب.

وامتنعت بكين، يوم الجمعة 25 فبراير 2022، عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفضلته على استخدام حق الفيتو لدعم روسيا، في خطوة حظيت بثناء دبلوماسيين غربيين رأوها مؤشرًا على عزلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما اعتبرها آخرون سياسة ابتدعتها الصين مجاراة للأوضاع الجديدة.

تحالف الصين وروسيا غير قابل للكسر

كشف دبلوماسيون ومحللون، لـ“فايننشال تايمز”، أن محاولات الرئيس الصيني شي جين بينج لتحقيق التوازن بين سياسة بكين في دعم السلام والاستقرار العالميين مع تجنب أي انتقاد لموسكو علامة على أن الحرب لن تخرج التحالف الصيني الروسي عن مساره. وقال الخبير الصيني في جامعة جورجتاون، وكبير مستشاري السياسة الآسيوية لباراك أوباما، إيفان ميديروس، “تُضاعف وزارة الخارجية الصينية تحالفها مع روسيا، لذلك نحن نتعلم في الوقت الفعلي ما الذي يعنيه قولهم لا توجد حدود في شراكتهم “.

وأشار إلى أن العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا خلقت نظريًّا “ثلاثية استراتيجية” لبكين، التي من المحتمل أن تتعارض مع مبادئ سياستها الخارجية الأخرى، مثل حماية سيادة الدول، والعلاقات الاقتصادية المهمة الأخرى مع الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى. وتابع: “من الواضح أنهم يفضلون تحالفهم مع روسيا، ويسعون إلى شيء أسميه (الحياد المؤيد لروسيا)”.

الصين ترفض معاقبة روسيا

هذه ليست المرة الأولى التي تتبنى فيها الصين سياسة “الحياد المؤيد لروسيا”، ففي العام 2008 عندما أرسلت روسيا قواتها إلى جورجيا، وفي العام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم، تجنبت بكين تقديم الدعم المباشر لروسيا، لكنها رفضت أيضًا انتقادها.

وأوضحت الخبيرة الروسية في جامعة إيست تشاينا نورمال، تشانغ شين، أن هناك عنصر مفاجئ في مجتمع الخبراء والجمهور أيضًا بشأن طريقة وحجم عمل روسيا، ومن الممكن أن يتم تبادل المزيد من المعلومات الملموسة بين الزعيمين. واعتبرت أنه من “المحرج بعض الشيء” أن تتبنى الحكومة الصينية مبادئ احترام وحدة الأراضي، في وقت تتكيف مع العمل العسكري الروسي، وأيضًا تتعارض مع المصالح الصينية مثل هدف التنمية والازدهار المشتركين في أوراسيا.

علاقات ذات طابع شخصي

تشانغ شين أضافت أنه بغض النظر عن مقدار إراقة الدماء الذي نشهده في هذا الصراع، فإنه ما لم تتحول إلى حرب إقليمية شاملة وتنجر القوى العظمى إلى أوكرانيا، لا تعتقد وجود تأثير لها على العلاقات الصينية الروسية، بسبب الطابع الشخصي في علاقة بوتين وشي.

ويرى السفير البريطاني السابق لدى موسكو، السير توني برينتون، في تصريح لـ“صنداي تايمز”، أن الصين ثقب كبير في حملة العقوبات الغربية على روسيا، لهذا حذر الساسةَ في لندن من مغبة تقارب بوتين مع بكين، وأعرب عن اعتقاده بأن محاولات عزل روسيا قد تفضي إلى تعاون اقتصادي أكبر مع الصين، قد يتسّع لتدشين خط غاز جديد، يعوّض خسارة خط نورد ستريم2 الذي كان بنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا. وهنا ويرجح محرر الصحيفة البريطانية بيتر كونرادي أن تقدم الصين دعمًا اقتصاديًّا من خلف الكواليس لروسيا، مثلما فعلت إبان عقوبات 2014 إثر ضم شبه جزيرة القرم.

ربما يعجبك أيضا