ماذا كتبت الصحف العالمية عن انتخابات فرنسا والصراع الأوروبي الروسي؟

علاء بريك

في هذا التقرير عرض لأبرز الملفات المتداولة في الصحافة العالمية.


في الوقت الذي تشغل فيه الحرب الروسية الأوكرانية وسائل الإعلام، تبرز على الساحة الدولية ملفات أخرى ساخنة تتصدر اهتمامات الساحة العالمية .

في هذا التقرير نرصد أبرز ما ورد في الصحافة العالمية بشأن الانتخابات الفرنسية والحلم الأوروبي للرئيس إيمانويل ماكرون بعد الحرب الروسية وآثار رفع الفائدة في أمريكا وأخيرًا مستقبل المواجهة العالمية بين القوى الكبرى.

مارين لوبان والسباق إلى الإليزيه

أظهرت نتائج استطلاع رأي أنَّ مرشحة حزب التجمع الوطني لرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، على بُعد نقطة واحدة من متصدر الاستطلاع ماكرون، وكتبت صحيفة الفورين بوليسي أنّ لوبان تقطف اليوم ثمار حملة نشطة ابتعدت فيها عن لغة اليمين المتشددة، وتركيزها على ملفات تتعلق بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتحديدًا تراجع القوة الشرائية عند الطبقة العاملة الفرنسية، وإعطائها الأولوية لفرنسا على حساب الاتحاد الأوروبي.

تتابع الصحيفة، عزّز من هذه الصورة للوبان المرشح اليمينيّ الآخر، إريك زيمور، الذي يحمل لغة متطرفة ومعادية للأجانب، وزاد من حظوظها ابتعاد حزبها عن الترويج للنيوليبرالية الاقتصادية وتركيزه أكثر على الإنفاق الحكومي وبرامج الرعاية الاجتماعية. لكن رغم كل هذه التوقعات، فلا يزال طريقها إلى القصر الرئاسي غير مأمونٍ.

أوروبا ماكرون

بحسب صحيفة الفورين بوليسي، حمل الرئيس الفرنسي، عند وصوله إلى كرسي الرئاسة رؤية ليست بالجديدة عن أوروبا أسمتها الصحيفة بالاستقلال الأوروبي الاستراتيجي، أي أنَّ على أوروبا أن تقدر على تأكيد استقلالها وضمانة أمنها، لكنَّ هذه الرؤية تهافتت وسحقت في أوكرانيا ودَّل عليه عجز ماكرون عن حشد أوروبا في وجه أخطر تهديد عليها منذ 1945.

تحتل روسيا في رؤية ماكرون الأوروبية مكانة هامة بصفتها جزءًا من الحضارة الأوروبية على قدم المساواة مع فرنسا وغيرها في وجه حضارات أخرى أمريكية وصينية، ولضمان السيادة الأوروبية لا بد من التعاون وبناء الثقة مع روسيا ولهذا تقارب مع بوتين. لكن مع بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير 2022 انهارت رؤية ماكرون تحت ثقل أوهام ماكرون نفسه وتناقضات هذه الرؤية.

وأثبت تهافت هذه الرؤية وعجز ماكرون أنَّه اتكأ على الدبلوماسية وحدها دون تعضيدها بأي روافع تجعلها فاعلة ومؤثرة. وبحسب الفورن بوليسي، فإنَّ هذه الأحكام المغلوطة عند ماكرون ليست وليدة أخطاء تكتيكية بل نتاج قرارات استراتيجية ترتكز على بنية فكرية محددة، لينتهي به الحال بدلًا من قيادة أوروبا كما كان يطمح، إلى إخلاء الساحة لغيره من الأطراف.

سعر الفائدة: الضرب في أمريكا.. والضحايا هنا

بحسب تقريرٍ نشرته الفورين أفايرز، سيكون لأي قرار من الاحتياطي الفيدرالي آثار وتبعات تتجاوز أمريكا نفسها نحو غيرها من دول العالم. في الوقت الحالي، تتزايد مستويات التضخم في أمريكا وقد بدأ الاحتياطي الفيدرالي فعليًا برفع معدلات الفائدة تدريجيًا لمحاولة الحد منه، ما قد يترتب عليه ارتفاع التضخم في دول أخرى، لأنَّ الأصول الدولارية ستصبح أكثر جاذبية للمستثمر بفعل ارتفاع عوائدها.

ويتابع التقرير، ستكون التبعات أشد في الدول النامية والناشئة، لأنها تحمل عبئًا ثقيلًا من الديون وكلفة الاقتراض لديها مرتفعة، وما يزيد الطين بلة أن آثار جائحة كورونا لا تزال حاضرة، فضلًا عن وجود عدة دول في هذه الفئة بها عجز تجاري وتستورد الطاقة والغذاء من الخارج. وستقبل الدول على أزمة في الديون وتخفيضٍ متزايد لقيمة عملتها ليغدو من الصعب عليها الحد من الفقرة وتحقيق النمو.

كأنها الحرب

كتب أستاذ التاريخ المتخصص في الحرب الباردة، أود آرني وِستاد، في الفورين أفايرز عن العلاقة بين الصين وروسيا واصفًا إياها بالعلاقة القائمة على المصلحة الذاتية عند الصين، فروسيا هي الطرف الأضعف والمسبب المحتمل للمشاكل، في انقلاب للأدوار بينهما إبان علاقة الاتحاد السوفييتي والصين في الخمسينيات.

يركّز وستاد استنادًا إلى تصوره عن المصلحة الصينية على طرح فرضية مؤداها أنّ علاقة الصين مع الروس ستزرع مشاكل للأولى في علاقتها مع أوروبا وأمريكا. وبناءً على هذا، يرى وستاد حال استمر الدعم الصيني لروسيا أنّ المواجهة ستكون بين كتلة ديمقراطية حرة وكتلة سلطوية دكتاتورية، فضلًا عن الخلافات داخل الكتلة الأخيرة.

ماذا على الغرب فعله اليوم؟

ينتهي وستاد إلى سؤال: ما الذي على الغرب فعله اليوم؟ يجيب وستاد عن السؤال بأن على الغرب تسليح نفسه أكثر ومواصلة دعم المقاومة الأوكرانية وتعزيز العلاقات مع جيران روسيا والصين وممارسة أشد الضغوطات على نظام بوتين، وإعلام المسؤولين في الصين أنّ صناع السياسة الغربيين يحملونهم جزءًا من مسؤولية أفعال بوتين، وأنّ علاقة الصين مع روسيا تضر بعلاقتها مع أوروبا وأمريكا.

ويشير إلى أنّ كل هذه الجهود قد لا تنقذ الأوكران من مزيد من التدمير غير أنّها ستجعل من احتمالية نشوب حرب بين القوى الكبرى أقل إمكانية وقد تقنع الصينيين أنَّ مصالحهم ومصالح بوتين متضاربة.

ربما يعجبك أيضا