العلاقات الجزائرية – المغربية.. من ينفخ في النار ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أزمة دبلوماسية جديدة بين الجزائر والمغرب على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل، اتهم فيها شركات مغربية بتبييض أموال الحشيش في أفريقيا، وذلك خلال مداخلة بالعاصمة الجزائرية في منتدى جامعي عن تزايد الاستثمارات المغربية في أفريقيا.

محطة جديدة من محطات الخلافات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر كان أبرزها الخلافات الحدودية والخلاف على دعم جبهة البوليساريو.

سقطة دبلوماسية أم اختلاق مشكلة

منذ عام 1994 والحدود المغربية الجزائرية مغلقة، فتور في العلاقات الدبلوماسية جعل البلدين يدفعا فاتورة اقتصادية باهظة جراء التوتر بين المغرب والجزائر، وآخر مسلسل هذا الخلاف جسده تصريح وزير الخارجية المغربي الذي اعتبر أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى نفق مسدود.

ما دعا البعض إلى التساؤل هل تصريحات الوزير الجزائري “المحنك” سقطة دبلوماسية أم أنها تعبر عن الموقف الرسمي للجزائر، التي تعاني مشكلات داخلية غير خافية على أحد.

الكاتب الجزائري “عبد الله بن” كتب في صحيفة “البلاد” مقالاً حمل عنوان “عندما يعلّق المخزن ‘أموّال الحشیش’ على شماعة مساھل” التى رأى أن تصريحات مساهل لا تعدو أن تكون سوى “تعلیقات شخصیة” و “دردشة عامة” مع مجموعة من رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات ولا ترقى أبداً لموقف رسمي أو خطاب رسمي يمثل الدولة.

نفق مسدود

المغرب وعلى لسان وزير خارجيتها “ناصر بوريطة” أعلنت أن العلاقة الثنائية بين البلدين وصلت إلى نفق مسدود على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية وأن التنسيق وصل لدرجة الصفر رداً على تصريحات الوزير الجزائري التي اعتبرتها مسيئة للمملكة.

المشكلات الداخلية للجزائر وكما يراها الكاتب المغربي “عمر كود” السبب وراء الهجوم المتواصل على المغرب خاصة بعد فشل السلطات الجزائرية في تحقيق الوعود البراقة حول الازدهار والتنمية والاشتراكية والحرية والعدالة.

كود كتب ساخراً “المغرب سبب كل شيء يصيب الجزائر كل شيء كل شيء حتى الدابة التي أضاعت طريقها في قرية وسط الجبال وبحث عنھا الراعي و لم يجدها حتى ھي مدفوعة من جھات خارجية تبيع الحشيش”.

فاتورة اقتصادية باهظة

منذ تأسيس اتحاد المغرب العربي بمراكش عام 1989 والذي كانت أهم أهدافه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية بين دول الاتحاد، إلا أنها ظلت حبراً على ورق وتم تجميد مؤسسات الاتحاد أنذاك بسبب احتجاج المغرب على السياسات الجزائرية المناوئة لمصالحها بالصحراء الغربية.

تؤكد العديد من الدراسات الاقتصادية أن ضعف نشاط اتحاد المغرب العربي يكلف خسائر تجارية تقدر بأكثر من 6 مليار دولار، وأن قيمة المبادلات التجارية لا تتعدى 3% من قيمة معاملاتها الخارجية وهو الرقم الأضعف في العالم.

الخلافات السياسية بين البلدين المغاربيين ألقت بظلالها على التعاون التجاري بينهما وعلى العلاقات الاقتصادية، لبلدين تربطهما علاقات تاريخية معقدة جداً باتت يهدد حلم الشعوب المغاربية.

ربما يعجبك أيضا