المركز الأوروبي يستشرف ما بعد توسع الصين وروسيا في إفريقيا

يوسف بنده

حالة استقطاب غير مسبوقة يمر بها العالم في الوقت الراهن، ما أدى لتعزيز الصين وروسيا تحالفهما معاً ونشر نفوذهما في مناطق جديدة بالعالم في مقدمتها القارة الإفريقية.


يعد تكتل بريكس من أبرز مظاهر تعزيز النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، خاصة وأن المجموعة تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل، وأيضا جنوب إفريقيا.

وحسب تقرير من المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الاستخبارات، تسعى موسكو وبكين، كلٌّ على حدة، لتشكيل تحالفات جديدة داخل إفريقيا، بتوطيد العلاقات مع حكومات الدول، والتوسع في الاستثمارات.

اقرأ أيضًا: المركز الأوروبي يناقش التقارب بين روسيا والصين بفعل الحرب الأوكرانية

135968 660 African Union AU

قمة أفريقية

قمة إفريقية

تبحث الصين وروسيا معًا مواجهة التحالف الغربي بتشكيل تحالف موازٍ، لإحداث تغييرات جيوسياسية، والتصدي للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، لذا تستعد روسيا للقمة الروسية الإفريقية الثانية المقرر انعقادها في نهاية يوليو 2023، لمناقشة التداعيات الاقتصادية للحرب، وجائحة كورونا، والتغير المناخي.

وتشبه هذه القمة قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، التي انعقدت في 3 سبتمبر 2018، وكانت البداية الحقيقية لأن تصبح الصين شريكًا تجاريًّا وإنمائيًّا للقارة الإفريقية، وربما أثارت هذه الخطوة انتباه موسكو وقتها إلى هذه المنطقة، فأرسلت مستشارين عسكريين لدول إفريقيا الوسطى رغم الوجود الفرنسي هناك آنذاك.

اقرأ أيضًا: «فاروس» يناقش «إفريقيا والنظام الدولي بين الأحادية القطبية والقوى المتنافسة»

dd129a2b 3a98 4f66 9191 75de21e7485a

أمريكا وروسيا والصين

نظام عالمي جديد

تجد بكين وموسكو أن الفرصة سانحة الآن لإعادة تشكيل النظام العالمي، خاصة بعد دخول الصين منافسًا رئيسًا للولايات المتحدة في قطاعات التكنولوجيا وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مجال الفضاء، ما انعكس بالإيجاب على وضعها الاقتصادي عالميًّا.

وبالمثل تطمح روسيا إلى إعادة تشكيل النظام الدولي وجعله متعدد الأقطاب، بالتركيز على التحالفات الجديدة والتوسع في التسلح التقليدي والنووي، لذا تتوافق المصالح بين الجانبين الروسي والصيني لمواجهة الجانب الأمريكي.

اقرأ أيضًا: المركز الأوروبي يناقش استراتيجية الاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي

Russian and US fighting over Middle East

أمريكا وروسيا

الاتجاه نحو الشرق

تستغل الصين وروسيا ظهور توجه إفريقي في توطيد العلاقة مع الشرق بدلًا من الغرب، وتدعمان ضم دول إفريقية جديدة إلى بريكس. وتتوسع استثمارات الصين بإفريقيا عبر مشروعات البنية التحتية وبناء القدرات، ومبادرات التنمية العالمية، والحزام والطريق، والأمن العالمي، والمشاركة الأمنية الإقليمية لنشر نموذج الحوكمة الصيني بالجزء الجنوبي للعالم.

ودعت روسيا مؤخرًا إلى إصدار عملة موحدة لمجموعة بريكس، من أجل مواجهة هيمنة الدولار عالميًّا، بالتزامن مع دعوة دول أخرى إلى الانضمام إلى المجموعة، في ضوء بحثها عن داعمين أمام العقوبات الغربية، خاصة بعد طرح خطة ”بريكس بلس” في قمة بريكس 2017 التي تستهدف ضم أعضاء جدد من القارة الإفريقية.

اقرأ أيضًا: «الأوروبي لمكافحة الإرهاب» يناقش انعكاسات الوضع بالسودان إقليميًّا ودوليًّا

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا