الوجوه التي ينتجها الذكاء الاصطناعي أكثر واقعية من البشرية.. لماذا؟

وجد علماء أستراليون أن الوجوه البيضاء التي ينتجها الذكاء الاصطناعي لديها تصور أكثر واقعية من وجوه البشر الفعليين.

ويثير الاكتشاف المذهل مخاوف بشأن التعزيز المحتمل للتحيزات العنصرية عبر الإنترنت، فالوجوه التي أنشأها الذكاء الاصطناعي للأشخاص الملونين لم تحصل على نفس المستوى من الاعتراف.

تحيزات عنصرية

حذرت كبيرة مؤلفي الدراسة والباحثة في الجامعة الوطنية الأسترالية، الدكتورة إيمي داويل، من أن يكون لواقعية الوجوه البيضاء التي ينشئها الذكاء الاصطناعي آثارًا خطيرة على الأشخاص الملونين من خلال تعزيز التحيزات العنصرية عبر الإنترنت في النهاية.

وأضافت في مقال نشره موقع Study Finds، الثلاثاء 14 نوفمبر 2023، أن هذه المشكلة واضحة بالفعل في تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية التي يتم استخدامها لإنشاء صور ذات مظهر احترافي. وعندما يُستخدم مع الأشخاص ذوي البشرة الملونة، فإنه يغير لون بشرتهم وأعينهم ليتوافق مع لون الأشخاص البيض.

وقالت إن ميل الذكاء الاصطناعي إلى تشويه مظهر الأشخاص ذوي البشرة الملونة يسلط الضوء بشكل أكبر على العواقب المحتملة لهذه الظاهرة، لافتة إلى مصدر قلق إضافي يتمثل في ميل الأفراد إلى الانخداع بوجوه “واقعية للغاية” يولدها الذكاء الاصطناعي دون أن يدركوا ذلك.

صور أنشأها الذكاء الاصطناعي وليس بها أي شخصيات حقيقية

سهولة الانخداع

من جانبها، أوضحت باحثة الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية، إليزابيث ميلر، أن الأشخاص الذين اعتقدوا أن وجوه الذكاء الاصطناعي كانت حقيقية كانوا الأكثر ثقة في صحة أحكامهم، ما يعني أن الأشخاص الذين يخطئون في فهم المحتالين باستخدام الذكاء الاصطناعي على أنهم أناس حقيقيون، لا يعرفون أنهم يتعرضون للخداع.

وأشارت إلى وجود اختلافات جسدية بين الذكاء الاصطناعي والوجوه البشرية، ويميل الناس إلى إساءة تفسيرها، فعلى سبيل المثال، تميل وجوه الذكاء الاصطناعي البيضاء إلى أن تكون أكثر تناسقًا، ويخطئ الناس في اعتبار ذلك علامة على الإنسانية.

وأفادت بأن التداعيات المحتملة لهذا الاتجاه تؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة وسرقة الهوية، ما دفع الباحثون إلى الدعوة إلى اتخاذ إجراءات، فيما شددت الدكتور داول على الحاجة إلى قدر أكبر من الشفافية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.