اليازجي.. سبيل أثري يئن تحت وطأة التعديات والإهمال

عاطف عبداللطيف

كتب – هدى إسماعيل وعاطف عبداللطيف

الاهتمام بالماضي العريق والعناية بالآثار والتراث يشكلان نقطة انطلاق قوية لكل دولة أو حضارة ترغب في استعادة المجد والعودة إلى ركاب التحضر والتقدم.

ولكن للأسف الشديد، تعاني الكثير من الآثار المصرية إهمال وتعديات لا حصر لها في غياب واسع لدور وزارة الآثار وتأخير في إنقاذ تلك التحف الفنية والمعمارية والتي تحكي تاريخًا طويلًا، وتمثل شاهدًا دامغًا على حضارة مصرية عظيمة.

سؤال محير

وعندما تدخل شارع الأشرف خليل من ناحية مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة التاريخية، تقع عينيك عليه.
وتسأل نفسك.

ما هذا يا ترى؟

أهو مجرد مبنى سكني قديم من طابق واحد؟

فتحتار في تحديد هويته وتنقذك لافتتان كبيرتان؛ الأولى لجمعية الحفاظ على التراث والأثر المصري، والتي تؤكد أن المكان عبارة عن سبيل وصاحبه أحمد أفندي اليازجي، والأخرى لا يعرف من كتبها على شاهد من الرخام وعلقها عاليًا وينسبه لسيدة تدعى نبيلة فؤاد بنت نظيمة!

اليازجي ونبيلة

سبيل اليازجي، المكون من طابق واحد وغرفة واحدة ذات 3 نواصي ومكان استراتيجي وتطل على ميدان السيدة نفيسة الشهير، والسبيل له شباكان للتسبيل و4 فتحات لخروج الماء للعطشانين تم غلقها منذ سنوات.  

ويعود تاريخ إنشائه لعهد أسرة محمد علي باشا، وبناه أحمد أفندي اليازجي عام 1897م و1309هـ، بحسب بيانات جمعية الحفاظ على التراث المصري وجمعية الأثر لنا، فيما ينسب أخرون المكان -في تعد وتحد صارخ- لسيدة تدعى نبيلة فؤاد بنت نظيمة ويعتبرونها من العارفات بالله وأنها قرشية من الهاشميين دون سند أثري أو دليل تاريخي.  

تعديات كبيرة

السبيل الأثري الكائن على رأس ناصيتين لشارعي السيدة نفيسة والأشرف بالقاهرة، احتله أحد العابثين منذ زمن ويتخذه مسكنًا له وعلق على شبابيكه مناشر لتجفيف الملابس، كما احتل حرمه من الخارج مقهى شعبي، وافترشوا الأرض حوله بالكراسي والطرابيزات كما احتلها أحد بائعي الفول بعربته؛ فضلًا عن تضرر جدران الأثر المتهالكة منذرة بسقوطه ويتضح تسريب الماء إليه ما يعجل بزواله قريبًا ما لم تمتد إليه يد المنقذين. 

الكارثة الأكبر وجود منشر غسيل كبير منصوب على جدران الأثر الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من مئة وعشرين عامًا فضلًا عن ستائر تدل على تحويله إلى سكن فقير متواضع وقد عمته الإضاءة ليلًا من خلال “لمبة نيون”، مما يرجح كونه مأهولًا بالسكان، في تحد واضح لقيمة المكان وأثريته.

فهل من منقذِ للتاريخ من الإهمال والتعديات أم يظل نهبًا للعابثين والمهملين؟

ربما يعجبك أيضا