اليمن.. انتصارات متتالية لـ”الشرعية” في مأرب والجوف

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

منذ نحو شهر تشهد جبهات مأرب والجوف وحتى صنعاء معارك هي الأعنف منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام، ففي هجمة حوثية هي الأعنف والأخطر، تشن مليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لعلي خامنئي هجوما ضاريا على مأرب معقل قوات الشرعية التي يمثلها الجيش اليمني والقبائل المساندة.

معركة الجوف ومأرب، معركة وجود وليست كأي معارك أخرى في اليمن، فسقوط مأرب سيعني بشكل كبير سيطرة مليشيا الحوثي على كامل الشمال اليمني، وهو ما يعني انتهاء قوات الشرعية بشكل كبير، فالمعركة مصيرية، ولا شك أن إيران وقادة الحرس الثوري الإيراني هم من خططوا لهذا المعركة، خصوصا أنها تأتي ضمن مخططات إيران التوسعية في المنطقة، والتي جاهرت بها طهران، وكذلك لأن محافظة مأرب تضم أكثر منابع النفط في اليمن، والسيطرة عليها تعني أن مليشيا عبدالملك الحوثي أصبح لها قوة اقتصادية ليست بالهينة.

صحيح أن المليشيات الحوثية لم تنجح في احتلال مأرب طوال 5 سنوات أو تحييد قبائلها أو استمالتهم، وبالتالي فما لم تنجح فيه المليشيا وهي في أوج قوتها، من المفترض أنها لن تحققه بعدما أصبحت ضعيفة وهزيلة وخسرت الآلاف من عناصرها، إلا أنها أخيرا أعلنت ما يسمى “النكف القبلي”، ودفعت بآلاف البسطاء والأطفال بصورة إجبارية لمحاور القتال.

مأرب كذلك هي بوابة صنعاء الاستراتيجية وهي الأمل الوحيد لتحرير صنعاء، ومأرب حصن الجمهوريين في اليمن في مواجهة الكهنوت الإمامي الجارودي، ودعم ثبات وصمود مأرب في مواجهة الهجمة الحوثية الوحشية، يعني كسر تلك المليشيا وتفكيك مفاصلها، فعبدالملك الحوثي، ومن خلفه إيران، يعتبرون معركة مأرب معركة “حياة أو موت”، والتضحيات التي تقدمها وقدمتها قوات الشرعية في مأرب ستسطر في صفحات من نور عبر الأجيال.

خسائر حوثية

بدوره قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن “ميليشيا الحوثي تتعرض لأكبر موجة من الخسائر البشرية منذ انقلابها على الدولة في العام 2014″، حيث أكد سقوط عشرات القيادات الحوثية “العقائدية” التي “تلقت التدريب على يد مليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني”، وذلك في المعارك الدائرة بالجوف ومأرب والبيضاء.

وأضاف الإرياني: “تصلنا يومياً عشرات من مقاطع الفيديو والصور التي تكشف حجم المحارق التي يسوق الحوثي عناصره إليها في معارك مكشوفة بصحراء الجوف ومأرب والبيضاء، ونتردد عن نشرها التزاما بمعايير النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ومشاعر ذوي المغرر بهم ممن يلقي بهم الحوثي قرابين لمخططات أسياده في طهران”، حسب تعبيره.

انتصارات الجوف

استعاد الجيش اليمني عددا من المناطق بمحافظة الجوف، شمالي البلاد، وفي مقدمتها منطقة المحازيم وتبة الصليحي بالإضافة إلى منطقة “الصبائغ” التي تم استعادتها بالكامل في وقت سابق وعدد من المواقع المحيطة بها، و”قرون الهنادية، وجبال “عرفّان” والكدادي ومختم الجبيل وجبل حويشيان الاستراتيجي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش العميد الركن عبده مجلي، إن قوات الجيش استعادت منطقة “المحازيم” و”تبة الصليحي” بالإضافة إلى منطقة “الصبائغ” التي تم استعادتها بالكامل في وقت سابق، وعدد من المواقع المحيطة بها.

وأوضح أنه بتحرير تلك المناطق تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، من قطع خطوط إمداد مليشيات الحوثي وإحكام الحصار عليها وتحقيق التقدم على مواقع كانت تتمركز فيها المليشيا، وأشار إلى أن “قوات الجيش حققت تقدمات ميدانية في جبهات مديرية نهم بمنطقة نجد العتق، وقانية، وهيلان، وصرواح، والمخدرة”، وقال إن مليشيا الحوثي تتعرض لحالة استنزاف متواصل في الجبهات، مشيدا، بدور قبائل اليمن في إسناد الجيش الوطني وفي مقدمتهم قبائل مأرب والجوف.. لافتا إلى أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من الانتصارات.

صمود مأرب

مليشيا الحوثي زجت كذلك بالآلاف من المقاتلين في هجومها على مأرب ورغم هزائم الجماعة والفاتورة الثقيلة التي تكبدتها في الأرواح والعتاد، إلا أنها استمرت في الهجوم وللأسف نجحت في تحقيق اختراقات، بل قامت بتفجير منازل معارضيها في منطقة “وادي الضيق” غربي مديرية صرواح بمحافظة مارب، إلا أن الجيش اليمني والقبائل المساندة والمقاومة الشعبية نجحوا في استعادة زمام المبادرة.

كما أعلن الجيش اليمني،، مقتل 25 من العناصر المسلحة التابعة لجماعة “الحوثي”، في كمين لقواته، بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، وأوضح المركز الإعلامي للجيش، في بيان، أن “قوات الجيش نفذت كمينا، استهدف عناصر حوثية، في مديرية ماهلية بمأرب، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحا”، وأضاف البيان أن “مدفعية الجيش أحرقت طقمين للمليشيات الحوثية، كانت تحمل الأسلحة والذخائر في الجبهة ذاتها”، ولفت إلى أن “‏طيران التحالف العربي، استهدف بغارة جوية، عربة bmb (مدرعة روسية) وثلاثة أطقم لمليشيات الحوثي، في الجبهة نفسها، ما أسفر عن مصرع من كانوا على متنها”، دون تحديد لعددهم، كما نفذت مقاتلات التحالف، هجمات جوية مركزة على مواقع المليشيا وتعزيزاتها، في محافظات الجوف ومأرب وصنعاء، وكانت قوات الشرعية، قد شنت هجوماً نوعياً تمكنت خلاله من تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية في جبهة المخدرة شمال محافظة مأرب.

ربما يعجبك أيضا