بالطين والورق.. أطفال جوبا يصنعون البهجة في مخيمات اللجوء

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

جيل حاضره مليء بالحروب والنزاعات ومستقبل لا تتضح معالمه، لكن زورق الحياة لا يعرف اليأس، جملة أكدها أطفال جنوب السودان النازحين في أوغندا، الذين استغلو كل ما يتوافر لهم من إمكانيات لابتكار ألعاب خاصة بهم والحصول على بعض من الترفيه حتى في أصعب الظروف.

في أوغندا.. لا أحد يستطيع كبح خيال الأطفال، فباستخدام الطين والورق والبلاستيك، ابتكر الأطفال في مخيم “بيدي بيدي” ألعابهم، فينطلقون على التلال ويعودون بسرعة مع ألعاب تم تشكيلها على هيئة سيارات أو عرائس أو أشكال أخرى، فيما يصنع أطفال آخرون ألعابهم من الشاحنات من أوراق صناديق برنامج الأغذية العالمي، والزجاجات البلاستيكية.

كان هؤلاء الأطفال هم أول جيل نشأ في جنوب السودان المستقل، لكن بعد اندلاع النزاع عام 2013 بين الرئيس سلفاكير ونائبه ريك مشار، فر أكثر من مليون طفل من جوبا، إلى أوغندا والدول المجاورة هربًا من العنف وأصبحوا لاجئين في المخيمات.

وفي مخيم “بيدي بيدي”، يعيش ما يقرب من مليون لاجئ من جنوب السودان 200.000 منهم أطفال، وإذا سألت سكان بيدي بيدي عما أخذوه عندما غادروا جنوب السودان، يقول معظمهم إنهم ألقوا بعض الممتلكات في ملاءة سرير، وأغلقوا منازلهم، وبدأوا في السير باتجاه أوغندا، لكن الأطفال كانوا يعانون بسبب الإرهاق وسوء التغذية، بحسب “ناشيونال جيوجرافيك”.

في أوغندا، وعلى عكس معظم لاجئي العالم، يحق للمواطنين المؤقتين العمل والحصول على التعليم، وبسبب سياسة اللاجئين التقدمية هذه، فإن المخيم لا يبدو مثل خيام المدن الأخرى، حيث تعيش العائلات في أكواخ بسيطة بُنيت بمواد تقليدية.

أما النساء فهن يعملن على صناعة ملاءات السرير المزخرفة، وتعلمن هذه الحرفة من أمهاتهن وجداتهن لتزيين المنازل.

لذا فإن اللاجئين في “بيدي بيدي” يعيشون في أمان، ولكن الفقر يملأ المكان حيث تتكون منازلهم من مراتب إسفنجية، وكراسي بلاستيكية، ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، وليس هناك ما يمكن شراؤه وكل شيء مصنوع يدويًا.

وبحكمة يبدو أن الإنسان يفقدها كلما كبر يدرك هؤلاء الأطفال أن لحظات من الفرح لا تعوض، فيمرحون ويصرخون، فيما لا يزال البعض يضع اللمسات الأخيرة على إبداعاتهم، منهم من يشكل رجل من الطين ويدفع عربة يدوية بمقابض مسواك، ومنهم من يشكل دمية ذات شعر أسود شائك، وآخر يصنع خوذة صغيرة جدا لراكب على دراجة نارية مع العجلات.

ربما يعجبك أيضا