بحثًا عن مصالحه «أردوغان» يدير ظهره للإخوان.. إلى أين يهرب مذيعو الجماعة؟

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

“تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”، هكذا يبدو حال أعضاء جماعة الإخوان الهاربين (مرتزقة الإعلام وأبواق التضليل) التي اتخذت من أراضي تركيا مأوى ووجدت فيها متسعًا لتوجيه سهام الكيد والكذب وتشويه الحقائق وحبك الدسائس والأباطيل ضد مصر قيادة وشعبًا على مدار سنوات، ومع اتجاه الدولة التركية لبذل كل جهدها لإعادة العلاقات مع مصر بما يخدم مصالحها بالتقارب مع القاهرة في الفترة المقبلة، حالة رعب حقيقية يعيشها عناصر جماعة الإخوان في تركيا والعناصر التابعة لها المدانة بأحكام قضائية من حالة التودد التركي سعيًا للتقارب والتصالح مع مصر، يأتي ذلك رغم حديث سامح شكري وزير الخارجية المصري، عن عدم وجود موعد محدد لاستئناف الحوار مع مسؤولين أتراك.

وأقدمت حكومة رجب أردوغان على التخلي عن منابر الإعلام الإخواني التي تبث من أراضيها ووجهت بوقف البرامج التي تسيء لمصر ودول الخليج، وكانت أنقرة طلبت في مارس الماضي تقييد فضائيات الإخوان، التي تبث من إسطنبول ومنع انتقادها لمصر، على خلفية مساعي التقارب مع القاهرة، كما أعلنت استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر.

وبات السؤال: إلى أين يتجه مذيعو الإخوان بعد أن تخلت عن تركيا، وما مصير قنوات الجماعة ومنصاتها الإعلامية والصحفية؟

فرار وغضب

حالة من الغضب الشديد سيطرت على مذيعي الجماعة وأبواقها الإعلامية التي تبارت في الكيد لمصر ودول الخليج طوال سنوات، بعد القرار التركي بوقف البرامج، وسارعو في التفكير للرحيل خشية أن يكونوا جزءا من الإذعان التركي لاشتراطات مصر لإعادة العلاقات مع أنقرة، فيما وبخ قيادي تركي من حزب العدالة والتنمية الحاكم المذيع الإخواني بفضائية مكملين حمزة زوبع بعد انتقاده تركيا بشكل مبطن في حلقة أخيرة من برنامجه واتهامه لها بخيانة الوعود والعهود، غضب آخر واتهامات أخرى عبرت عنه زوجة الممثل هشام عبدالله عبر مواقع التواصل من القرار التركي الأخير بوقف برامج لزوجها ومذيعين آخرين يساندون أفكار جماعة الإخوان.

وبحسب مصادر لـ”العربية.نت” قررت الجماعة نقل فضائياتها إلى خارج تركيا خلال مدة لا تتجاوز 3 أشهر، حيث تعتزم البدء بنقل فضائية “وطن” المملوكة كليًا لها خارج البلاد، ودمجها مع فضائية “الحوار” التي يديرها الإخواني الفلسطيني عزام التميمي من لندن، كما أضافت المصادر أن فضائية “الشرق” تعتزم الانتقال أيضًا ولكن حتى تنفيذ قرار النقل، قررت الالتزام بتعليمات السلطات التركية بوقف برامجها التحريضية ضد مصر ودول الخليج، ومنع بث أي محتوى يخالف التعليمات التركية.

إلى ذلك، أشارت إلى أن إدارة القناة قررت تحويل أغلب البرامج إلى المنوعات مع استمرار برنامج سينما الشرق للمخرج عز الدين دويدار، والاكتفاء ببرنامج “توك شو” وحيد يديره الحقوقي أحمد سميح المقرب من المصري أيمن نور مدير القناة والذي استعان به مؤخرًا لتقديم البرنامج الرئيسي بدلًا من معتز مطر.

البلقان أو الحوثي

رغم حديث تقارير صحفية عن فرار فضائيات الإخوان ومذيعيها إلى دول البلقان أو إلى أحضان جماعة الحوثي في اليمن والنظام الإيراني في طهران، حسمت جماعة الإخوان بشكل نهائي مصير فضائياتها في تركيا، وذلك بعد قرار أنقرة وقف نشاط الجماعة الإعلامي على أراضيها.

وبعد ما حسمت تركيا أمرها وبدأت التضييق على عناصر الإخوان الموجودين على أراضيها من أجل تحسين العلاقة مع مصر ودول الخليج، بات عناصر الإخوان يبحثون عن ملاذ جديد، يبدو أنهم وجدوه لدى إيران والموالين لها. وقال القيادي في ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من طهران، محمد علي الحوثي عن إن جماعته على استعداد لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية الفارة من مصر إلى تركيا.

9d20bf5c 8e6a 4086 b95a 36cc59bb7120 16x9 1200x676

وعلى حسابه على موقع التواصل “تويتر”، رحب الحوثي، وهو عضو فيما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، بمحمد ناصر ومعتز مطر، مبديًا استعداده تقديم الحماية لهما بعد أن بدأت أنقرة تضيق الخناق عليهما لتحسين فرصتها في مفاوضات إعادة العلاقات مع مصر.

فساد حتى النخاع

تعاني فضائية “وطن” الإخوانية من أزمات مالية حادة خاصة بعد اكتشاف اختلاسات ومخالفات مالية تورط فيها المدير الإداري لها، وهو الإخواني علي سعد طه اللبان ومجموعة من العاملين معه، الجماعة وبعد اتخاذها قرار دمج الفضائية مع فضائية “الحوار” ستقوم بنقل مذيعيها إلى لندن، كما قررت نقل الصحافيين الذين لن تتاح لهم فرص عمل فيها إلى أحد المواقع الإخوانية في هولندا، والتي يشرف عليها قيادات سورية.

1742e8f6 d382 4ef8 9cff 9b5f2e4462e3

أما في فضائية “مكملين” فقد قرر ممولها عبدالرحمن أبوديه -وفق ما أكدت مصادر للعربية نت- تحويلها إلى قناة منوعات، ويبحث حاليًا إسناد الإشراف على هذه البرامج إلى مطرب شهير لحين ترتيب عملية النقل إلى لندن.

كارت محروق

ويقول الكاتب الصحفي بالأهرام والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، هشام النجار: ورقة الإعلاميين الإخوان هي أسهل ورقة وأهونها بيد رجب أردوغان والنظام التركي الحالي وهي لا تفيد كثيرًا في تحريك مسار المصالحة المفترضة للأمام ما دامت الملفات الكبيرة عالقة وهناك تباينات واسعة بشأن تصورات القاهرة وأنقرة في أسلوب التعاطي معها وحلها بالنظر لتناقض مصالح الطرفين.

وأضاف النجار في تصريحات خاصة: لذلك أرى أنه مهما حدث في ملف من يُطلقون عليهم إعلاميين- وهم مرتزقة بأجر- فلن يؤخر أو يقدم وتظل مسائل مثل إلى أي وجهة يذهبون؟ أو من يتبناهم ويمولهم. وهل سيواصلون نشاطهم التحريضي من خارج تركيا؟، تفاصيل هامشية بلا قيمة حيث ظلت ورقة منفردة لوح بها الأتراك دون أن تكون مصحوبة بتحركات ومواقف إيجابية في الملفات المهمة والكبيرة.

وقف الإعلام الإخواني

وبعد ساعات من إعلان المذيع الإخواني معتز مطر وقف أنشطته الإعلامية على منصات التواصل، وكذلك على قناته على “يوتيوب” بطلب رسمي من السلطات التركية، أعلن مذيعون آخرون هم محمد ناصر وحمزة زوبع والممثل هشام عبدالله وقف برامجهم أيضًا.

الرسالة التركية كانت واضحة، وتم إبلاغها أيضًا لقيادات الإخوان ومسؤولي الفضائيات التابعة للجماعة في إسطنبول وهي “وطن” و”الشرق” و”مكملين”، ومفادها: “لا تقفوا ضد مصالحنا أو ارحلوا بعيدًا”.

في الوقت ذاته طلبت السلطات التركية مراقبة المحتوى الإعلامي الذي يقدمه 10 إعلاميين آخرين تابعين ومحسوبين على الجماعة، وتهديدهم بنفس مصير الأربعة السابقين، خاصة أن صفحاتهم على وسائل التواصل وقنواتهم على اليوتيوب تبث خطابات تحريضية ضد مصر.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر أن الرسائل المصرية لتركيا شددت على أنها لن تتنازل عن تسليم عناصر مطلوبة أمنيًا، ولن تسمح باستمرار تجاوزات بعض المسؤولين الأتراك، ومنهم ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان. وأوضحت أن القاهرة علقت الاجتماعات بين الطرفين حتى إشعار آخر، رغم البرقيات التركية العاجلة المطالبة بإجراء اجتماعات تشاورية جديدة.

كان وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، قد أجرى، في مايو الماضي، أول زيارة من نوعها منذ 2013، إلى القاهرة لإجراء محادثات “استكشافية” مع مسؤولين مصريين، ترأسهم نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا، فيما كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل أيام توقف المباحثات في الوقت الحالي، وعدم تحديد أي موعد لاستئناف تلك اللقاءات الاستكشافية من أجل إعادة العلاقات المتبادلة.

ربما يعجبك أيضا