برونسون.. ورقة ضغط تركية تنتظر العقوبات الأمريكية

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد احتجاز ما يقرب من 21 شهرًا ورفض الطعن المُقدم لرفع الإقامة الجبرية عنه، القس أندرو برونسون يزيد الخلاف بين واشنطن وأنقرة، بعد فشل عدة محاولات إطلاق سراحه وسط إصرار تركي على مبادلته مع الداعية التركي عبدالله غولن، وتهديد أمريكي بفرض العقوبات على أنقرة، فهل تشهد الأيام القادمة ضغوطات أمريكية لإجبار تركيا على الإفراج عن القس المُعتقل لديها؟

برونسون يشعل الخلاف

يواجه القس الأمريكي، أندرو برونسون المقيم في تركيا منذ أكثر من 20 عامًا، عقوبة السجن لمدة قد تصل لـ35 عامًا، في تهم تتعلق بالتجسس ودعم أنشطة جماعة الداعية التركي عبدالله غولن، وحزب العمال الكردستاني المحظورين في تركيا.

كانت السلطات التركية، قد اعتقلت برونسون في أكتوبر 2016 واحتجزته لأكثر من 21 شهرًا لتورطه في أنشطة جماعة الداعية غولن المُتهم بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في تركيا 2016.

وبعد عدة جلسات من المحاكمة أمام القضاء التركي، صدر القرار بإخلاء سبيله ووضعه تحت الإقامة الجبرية لحين انتهاء محاكمته، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لإطلاق سراحه، واليوم رفض القضاء التركي الطعن المقدم حول وضعه قيد الإقامة الجبرية.

تأتي قضية برونسون تزامنًا مع توتر الخلافات بين البلدين بسبب دعم الولايات المتحدة لقوات كردية مُسلحة في سوريا تعتبرها تركيا جماعة إرهابية، فضلًا عن رفض واشنطن تسليم الداعية التركي عبدالله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا 2016.

صفقات ومحاولات

وفي إطار سعيها لإعادة برونسون إلى وطنه، أسقطت السلطات الأمريكية جميع الاتهامات التي وجهتها إلى 11 حارسًا من الحراس الشخصيين للرئيس التركي اتهموا بمهاجمة محتجين خلال زيارة أردوغان لواشنطن العام الماضي.

ولم تفلح تلك المحاولة في إطلاق سراح برونسون، إلا أن تدخلها الأخير لإفراج إسرائيل عن الفتاة التركية “إبرو أزكان” التي تم اعتقالها في القدس، تزامن مع إصدار القضاء التركي قرارًا بإخلاء سبيل القس الأمريكي ولكنها وضعته تحت الإقامة الجبرية.

وبحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لـ”السي إن إن”، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المساعدة في الإفراج عن برونسون.

على الجانب الآخر، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكرة مبادلة القس الأمريكي بتسليم واشنطن للداعية التركي عبدالله غولن، الأمر الذي رفضته واشنطن بشدة .

تهديدات متبادلة

ومع الرفض الأمريكي لصفقة أردوغان، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات شديدة على أنقرة، ليعزز ما جاء على لسان نائبه مايك بنس الذي توعد هو الأخر أنقرة بعقوبات شديدة إذا لم تتخذ التدابير الفورية للإفراج عن برونسون.

بالمقابل، أوضح أردوغان أنه لم يضع مسألة برونسون على طاولة المفاوضات، منتقدًا توجه الولايات المتحدة للحديث عن العقوبات بدلا من احترام القضاء التركي.

وردًا على التهديدات الأمريكية، هدد المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالرد على أية عقوبات أمريكية فيما يتعلق بمحاكمة القس الأمريكي أندرو برونسون، بعد رفض الطعن المُقدم حول وضعه قيد الإقامة الجبرية.

وبحسب الخبراء، فإن السلطات التركية ستفرج عن القس برونسون عاجلًا أو آجلًا، لإنه قضاء مُسيس يتحرك بأوامر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاسيما وأن احتجاز رجل دين مسيحي بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة دينية مسلمة أمر ينافي العقل.

ويتوقع الخبراء استمرار احتجاز القس إندرو برونسون لأطول فترة ممكنة لتحقيق أقصى استفادة ، حيث يسعى أردوغان لاستخدامه كورقة ضغط ليس فقط لتسلم عبدالله غولن ولكن من أجل استعادة التوازن الاستراتيجي في العلاقة مع واشنطن.

وفي حالة الرفض التركي لتسليم القس برونسون، فإن الولايات المتحدة قادرة على فرض عدة عقوبات ومنها، المماطلة أو منع تسليم طائرات “إف-35” التي اشترتها تركيا منها، وتجميد مشاركة أنقرة في تصنيعها، ومنع أمريكا لرعاياها من الذهاب لتركيا وتقليص العلاقات التجارية بين البلدين وجميعها عقوبات قد تُجبر أنقرة على الرضوخ للمطالب الأمريكي بالإفراج عن القس المُعتقل لديها، بحسب المُحللين.

ربما يعجبك أيضا