حذر علماء المناخ من أن الحرارة الشديدة الناجمة عن الاحتباس الحراري العالمي ستؤدي إلى مضاعفة الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في غضون الـ50 سنة المقبلة.
وتوقع العلماء أنه إذا فشلت جهود الحد من الانبعاثات، ستشهد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، المتأثرة بالحرارة، زيادة تصل إلى 233 % خلال الـ 13 إلى 47 سنة القادمة.
سياسات حاسمة للحد من الانبعاثات
قال موقع Study Finds إن فريق بحث في جمعية القلب الأمريكية سلط الضوء على زيادة معدل الوفيات بين كبار السن، ووجد أن أكثر من ضعف معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية الحالية في جميع أنحاء الولايات المتحدة يمكن أن تعزى إلى درجات الحرارة المرتفعة.
وأضاف، في تقرير نشره اليوم الاثنين 30 أكتوبر 2023، أن الدراسة شددت على ضرورة تبني سياسات أكثر حسمًا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ما يمكن أن يقلل من عدد الوفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشهد حاليًا حالة وفاة واحدة كل 33 ثانية بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الحرارة
أوضحت الدراسة أن مسار انبعاثات غازات الدفيئة في العقود المقبلة سيؤدي دورًا حاسمًا في التأثير على ظروف الحرارة الشديدة، وبالتالي على الصحة العامة، لافتة إلى أن ظروف الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة، بين عامي 2008 و2019، أظهرت ارتباطًا بـ 1651 حالة وفاة إضافية بأمراض القلب والأوعية الدموية كل صيف.
وقام فريق البحث، من جامعة بنسلفانيا، بتحليل بيانات كل مقاطعة على حدة في الولايات المتحدة من عام 2008 إلى عام 2017. ووجدوا صلة واضحة بين زيادة عدد أيام الحرارة الشديدة وارتفاع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأِشارت إلى أن هذه البيانات السابقة كانت بمثابة معيار أساسي للدراسة الجديدة، التي استخدمت نماذج لتوقع انبعاثات الغازات الدفيئة المستقبلية، بالإضافة إلى الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المستقبلية لسكان الولايات المتحدة للأعوام من 2036 إلى 2065.
تفاقم الفوارق الصحية
أفادت الدراسة بأن الزيادات المتوقعة في الوفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة لم تظهر اختلافات فارقة بين البالغين في المجموعات العرقية أو بين الجنسين، مشددة على أن تغير المناخ يتعلق بالمساواة في مجال الصحة، لأنه سيؤثر على الأفراد والسكان بدرجة غير متناسبة، ما يؤدي إلى تفاقم الفوارق الصحية في أمريكا.
وأثارت الدراسة تساؤلات حول ما إذا كانت تدخلات البنية التحتية، مثل زيادة الغطاء الشجري في أحياء معينة، يمكن أن تخفف من تأثير الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة، موضحةً أن للظروف المعيشية دورا من حيث العزلة الاجتماعية، التي يعاني منها بعض كبار السن، والتي ارتبطت باحتمالية أعلى للوفاة بسبب الحرارة الشديدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1657329