بسبب ترامب.. القوات الفيدرالية في مواجهة الشعب

هدى اسماعيل

كتب – هدى إسماعيل

منذ مقتل الأمريكي الأفريقي “جورج فلويد” اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 مايو الماضي، وما أعقبه من احتجاجات واسعة منددة بالعنصرية وعنف الشرطة، سعى ترامب لتصوير المتظاهرين على أنهم من اليساريين العازمين على تدمير البلاد ، وأمام معركة انتخابية صعبة في نوفمبر المقبل يواجه فيها منافسه الديمقراطي جو بايدن، يستخدم ترامب، بحسب خصومه الديمقراطيين، الاحتجاجات لحشد تأييد قاعدته المحافظة ، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل مع تفشي كورونا انهارت ملايين العائلات الأمريكية أمام ترامب دون أن يحرك ساكناً.

واليوم أعلنت الشرطة الأمريكية اعتقال عشرات وإصابة العديد من رجالها في اشتباكات خلال أكبر احتجاج لحركة (حياة السود مهمة) في مدينة سياتل منذ أسابيع، على أثر اشتباكات عنيفة بين ناشطين وضباط اتحاديين في مدينة بورتلاند المجاورة بولاية أوريجون.

وقالت الشرطة، إن أفرادها استخدموا أسلحة غير مميتة في محاولات لتفريق آلاف المتظاهرين مساء أمس السبت بعد أن أضرم بعض المتظاهرين النار في موقع بناء.

وكتبت شرطة سياتل -في منشور على تويتر- أنها حتى العاشرة مساء “ألقت القبض على 45 شخصا فيما يتصل بأعمال الشغب اليوم في المنطقة الشرقية”.

وأضافت، “21 فردا من الشرطة أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة وقذائف ومتفجرات أخرى، تمكن معظم الأفراد من العودة إلى العمل، وعولج أحدهم في مستشفى من إصابة في الركبة”.

قانون الأبطال

دعي آلاف العمال، غالبيتهم من السود أو من أصول لاتينية، إلى التظاهر في نحو 20 مدينة أمريكية احتجاجاً على عدم المساواة العرقية وللمطالبة باعتماد قانون فدرالي يدعمهم مالياً.

ففي نيويورك، تظاهر المئات أمام فندق ترامب الدولي، وهو واحد من الفنادق التي يملكها الرئيس دونالد ترامب قرب حديقة “سنترال بارك”، للمطالبة باعتماد “قانون الأبطال” وهذا القانون، بحسب تقرير لوكالة “فرانس برس”، عبارة عن خطة مساعدة ضخمة تنص على تقديم مبالغ مالية إضافية وبشكل مباشر للعائلات الأمريكية التي تواجه صعوبات بسبب الوباء.

وجرى التصويت لمصلحة مشروع القانون هذا منتصف مايو الماضي في مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية، ولكن الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ عرقلت إقراره.

وبين المتظاهرين في نيويورك، ممرضون وحراس وعمال أمن ونظافة، وهي مهن تعد أساسية خلال فترة تفشي الوباء، إذ واصل هؤلاء العمل رغم القيود وخطر تعرضهم للإصابة.

عملية الأسطورة

في إطار ما يعرف بـ”عملية الأسطورة” أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعزيز القوات الفيدرالية في عدد من المدن، وتعاني بعض الولايات من ارتفاع معدلات العنف على غرار شيكاغو. وكانت العملية قد أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر في مدينة كنساس بولاية ميزوري.

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزيد من القوات الفيدرالية في المناطق التي تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة ومن بينها شيكاغو، ثالث أكبر مدينة في البلاد والتي تشهد تصاعدا في العنف.

وبحضور وزير العدل وليام بار ومسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” ووزارة الأمن الداخلي، قال ترامب في البيت الأبيض: “أعلن زيادة القوات الفيدرالية في المجتمعات التي تعاني من الجرائم العنيفة”.

وتابع أن وزارة العدل “ستزيد في الحال عديد القوات الفيدرالية في مدينة شيكاغو”، في الوقت الذي يسعى فيه إلى جعل فرض القانون والنظام عنوانا لحملة انتخابه لفترة رئاسية ثانية.

وقال بار: إن “عملية الأسطورة” ستشهد إرسال نحو 200 عميل فيدرالي إلى شيكاغو و30 آخرين إلى ألباكيركي، بعد إطلاق العملية في وقت سابق من هذا الشهر في مدينة كنساس بولاية ميزوري حيث يوجد 200 رجل أمن فيدرالي.

وإعلان “عملية الأسطورة” يشمل نشر عملاء فيدراليين يشاركون مع سلطات فرض القانون المحلية وليس قوات مكافحة الشغب كما حدث في بورتلاند.

وقال رؤساء بلديات ست مدن رئيسية هي أتلانتا وواشنطن وسياتل وشيكاغو وبورتلاند وكانساس سيتي في رسالة إلى بار ووزير الأمن الداخلي بالوكالة “تشاد وولف”، إن عمليات نشر القوات الفيدرالية بدون دعوة انتهاك للدستور.

نيويورك تقاضي ترامب

هدد رئيس بلدية نيويورك الديمقراطي بيل دي بلاسيو، الإدارة الأمريكية بأنه سيقاضيها إذا أرسلت عناصر أمن فيدراليين إلى مدينته لإخماد تظاهرات منددة بالعنصرية.

وقال دي بلاسيو، خلال مؤتمر صحفي، إنه إذا أرسل ترامب عملاء فيدراليين إلى نيويورك، فإن هذا الأمر “لن يؤدي سوى إلى زيادة المشاكل”، و”سنقاضيه على الفور أمام القضاء لوقف هذا الأمر”.

وأضاف رئيس بلدية العاصمة المالية للولايات المتحدة أن هذه الخطوة “ستكون مثالاً آخر على الإجراءات غير القانونية وغير الدستورية التي اتّخذها الرئيس”.

وتابع: “تعيّن علينا مراراً أن نواجهه في المحكمة، وبشكل عام فزنا. لذلك نأمل ألا نضطر إلى ذلك، ولكن إذا لزم الأمر، سنفعل ذلك”، مذكّراً بأن تهديدات ترامب غالباً ما تكون فارغة المضمون.

الأرض تنهار 

تحت عنوان “الأرض تنهار تحت قدمي ترامب بعد أن ضرب فيروس كورونا قاعدة شعبيته”، نشرت مجلة واشنطن مانتثلي الأمريكية مقالا للكاتب “مارتن لونجمان” حول تأثير كوفيد-19 على مستقبل الرئيس الأمريكي المثير للجدل ، حيث يسعى ترامب للفوز بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر المقبل في مواجهة مرشح المعسكر الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن.

وأضاف الكاتب: “طالما ذكرت أن التعاطف الفطري للجمهوريين تجاه ترامب سوف يتضاءل إذا عانوا  بشكل مباشر من مشكلات اجتماعية تدفعهم لتأييد مبادئ رئيسية مثل القيم والأمان الاجتماعي أو أهمية البحوث الطبية”.

وأردف: “شاهدنا هذا يحدث في أزمة كورونا حيث استهدف الفيروس في البداية المراكز الحضرية والمناطق الساحلية أكثر مما فعل في معاقل الجمهوريين.

ولم يأخذ حكام الولايات الجمهورية جائحة كورونا مأخذ الجد باستثناءت قليلة وأولوا الكثير من الاهتمام نحو إعادة فتح الاقتصاد لكنهم الآن يعانون من عواقب ذلك وبدأ الناخبون ينقلبون عليهم وعلى الرئيس ترامب وفقا للمقال.

وكشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب الأمريكية للبحوث انخفاض نسبة تأييد ترامب بين صفوف الشعب الأمريكي إلى 38%.

وعلاوة على ذلك، كشف استطلاع مؤسسة “بيو ريسيرش” الأمريكية انخفاض شعبية ترامب في 500 مقاطعة تتجاوز فيها معدل وفيات فيروس كورونا 28 لكل 100 ألف شخص.

واستطلعت بيو آراء الناخبين بشأن ترامب في أواخر مارس وعادت لتأخذ آراءهم مجددا في يونيو.

وخلصت النتائج إلى أن 17% من الذين أيدوا ترامب في استطلاع مارس تخلوا عنه في استطلاع يونيو.

ربما يعجبك أيضا