بعد جفاء طويل.. العلاقات السودانية – الأمريكية “تزدهر”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تشهد العلاقات بين أمريكا والسودان تطورا ملحوظا بعد مقاطعة لنحو عقدين على خلفية استضافة حكومة الرئيس السابق عمر البشير زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ولكن أمام التنازلات التي تقدمها الحكومة السودانية بقيادة عبدالله حمدوك والمجلس السيادي في السودان، وتلويحهم بالتطبيع، بدأت الولايات المتحدة تقوي علاقاتها بالسودان، وباتت تقدم الوعود تلو الوعود برفع الخرطوم من قوائم الدول الداعمة للإرهاب.  

ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، زيارة للسودان في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي إلى الخرطوم منذ ٢٠٠٤، منذ زيارة كوندليزا رايس، التي شملت الخرطوم وفاشر في دارفور، وتأتي الزيارة في وقت تشهد العلاقات الأمريكية السودانية تطورًا ملحوظا، وتهدف الزيارة لإجراء مباحثات مع السلطة الانتقالية، تشمل ملفي رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعلاقات مع إسرائيل.

وسيجري بومبيو، مباحثات خلال زيارته مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان وعبدالله حمدوك، وكان بومبيو وصل اليوم الإثنين، إلى تل ابيب، في جولة شرق أوسطية تشمل السودان والبحرين والإمارات.

الموقف الأمريكي

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بومبيو يناقش خلال زيارته للسودان، استمرار الدعم الأمريكي للحكومة الانتقالية، التي يقودها المدنيون، التي تتوقع أن إزالة اسم بلادها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، فالسودان مُدرج على القائمة الأمريكية منذ عام 1993، وفُرضت عليه عقوبات اقتصادية منذ عام 1997، وهو الملف الذي قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إنه ضمن أولويات حكومته، متوقعًا قرب إزالة بلاده من تلك القائمة.

وكانت قد وقعت الحكومة السودانية، في فبراير الماضي اتفاق تسوية مع أسر ضحايا حادثة تفجير المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول”، التي تم تفجيرها في هجوم انتحاري تبنته القاعدة في 2000, وذلك في إطار جهود الحكومة لإزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب.

وفي مايو الماضي، تلقت وزارة الخارجية السودانية موافقة الحكومة الأمريكية، على ترشيح الدكتور نور الدين ساتي، سفيرًا فوق العادة ومفوضًا للسودان لدى واشنطن، في إطار تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وترفيعها إلى مستوى السفراء، بعد أن كانت منحصرة على مستوى القائمين بالأعمال لأكثر من ربع قرن، وذلك بعد إعلان البلدين أواخر العام الماضي أنهما قررتا العودة إلى تبادل السفراء.

في سياق متصل، ذكرت وكالة السودان للأنباء أن المباحثات تتعلق بدعم أمريكا للانتقال الديمقراطي في السودان، وتسريع رفع اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم السلام في السودان، والعلاقات مع إسرائيل.

التطبيع مع “إسرائيل”

وذكر بيان الخارجية الأمريكية أن الزيارة تأتي للتأكيد على دعم أمريكا لتعميق العلاقات الإسرائيلية السودانية، وياتي ذلك مع تأكيد وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، أن هناك مباحثات بين بلاده والسودان، وإشارته الصريحة إلى أن إسرائيل “تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام”، فيما كشف وزير خارجية السودان المكلف، عمر قمر الدين، أن حكومة بلاده لم تناقش في أية لحظة الموقف من إسرائيل، وأنه شخصيًا لم يتلق من رئاسة الوزراء أي توجيه يتعلق بالتطبيع.

وشدد وزير الخارجية السوداني المكلف، في حوار مع التلفزيون السوداني، على أنه منذ تكليفه بتولي وزارة الخارجية في يوليو الماضي، “لم تتصل إسرائيل بالسودان”.

والتقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبدالفتاح البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا مطلع العام الجاري، فيما رجح مسؤولون إسرائيليون أن توقع الخرطوم وتل أبيب معاهدة سلام قبل نهاية العام.

ربما يعجبك أيضا