بعد زيارة حمدوك.. دارفور يحلم بالسلام

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

16 عاما على أزمة الحرب في إقليم دارفور، ورغم ذلك لا تزال على رأس القضايا السودانية العالقة لكونها من أكثر الأزمات الإنسانية في العقد الماضي.

وتسعى الحكومة السودانية الحالية إلى معالجة أزمة دارفور من جذورها عبر إشراك أصحاب المصلحة وأخذ رؤاهم وتصوراتهم في عملية السلام، ويمكن القول إنه ما زال هناك بصيص أمل يلوح في الأفق لإنهاء معاناة أهالي الإقليم.   

حمدوك يــــــــزور دارفور

بدأ رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الإثنين الماضي، أول زيارة داخلية له إلى ولايات دارفور، لبحث عملية السلام والوقوف على أوضاع المتأثرين بالحرب.

وتهدف زيارة حمدوك إلى دعم وتعزيز السلام الاجتماعي في دارفور، والوقوف على مجمل الأوضاع الأمنية والمعيشية، وكيفية معالجة قضايا النازحين بالمعسكرات.

ويرى مراقبون أن الزيارة مكسب كبير خلال المرحلة الانتقالية للحكومة التي أكدت أنها ستعمل على تكوين آلية لإشراك النازحين واللاجئين في مفاوضات السلام، بجانب منظمات المجتمع المدني والمرأة في كل مراحل التفاوض المقبلة.

زيارة لمعسكرات النازحين

وامتدت زيارة حمدوك إلى معسكرات النازحين بدارفور للوقوف على أوضاعهم الأمنية والإنسانية واستطلاع رؤاهم ومقترحاتهم حول عملية السلام ومعالجة أزمة الحرب من جذورها.

وتعد زيارة حمدوك، التي استغرقت يوما واحدا أول زيارة له كرئيس للوزراء إلى المنطقة المدمرة، والأولى لمسؤول رفيع بالدولة السودانية لتلك المعسكرات منذ اندلاع الحرب في عام 2003.

وتقع دارفور في غربي السودان ويرجع سبب تسمية المنطقة بهذا الاسم إلى قبيلة “الفور” التي تسكنها، ولذا أُطلق عليها اسم دار الفور أو دارفور، وهو الاسم الذي تُعرف به الآن.

ضحايا الحرب في الفاشـــر

والتقى حمدوك ضحايا الحرب في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تضم عدة مخيمات مترامية الأطراف يعيش بها عشرات الآلاف من النازحين منذ سنوات.

وهتف الحشد الذي التقى بحمدوك أثناء زيارته لمخيمات الفاشر “نريد العدالة.. أرسلوا جميع مجرمي دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاع أودى بحياة قرابة 300 ألف شخص فيما تم تشريد 2.5 مليون آخرين.

إحلال الســــلام في دارفور

رئيس الوزراء السوداني، أكد على الجهود الذي تبذلها حكومته من أجل إحلال السلام في إقليم دارفور، الذي مزقته الحرب، حيث التقى بمئات من ضحايا الصراع، الذين طالبوا بتحقيق العدالة السريعة.

حمدوك وفي حديثه لأهالي دارفور قال “أعرف مطالبكم حتى قبل أن تقولوها ونعرف المجازر التي وقعت وسنعمل جميعاً لتحقيق مطالبكم وضمان عودة الحياة الطبيعية إلى دارفور”.

واندلع النزاع في دارفور عندما حمل متمردو الأقلية العرقية السلاح ضد حكومة الرئيس السابق عمر البشير، متهمين الحكومة بتهميش المنطقة اقتصاديًا وسياسيًا.

بدايـــــة الأزمـة في دارفور

تعود الأزمة في دارفور إلى عام 2003 عندما أعلنت حركتان مسلحتان، هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، تمردهما على السلطة المركزية في الخرطوم، متهمتين إياها بتهميش إقليمهما.

واندلعت مواجهات مسلحة بين حكومة عمر البشير والمتمردين، ووقتها كانت أخبار الحرب في الإقليم تتصدر نشرات الأخبار في كبريات وسائل الإعلام الغربية.

في 2004 مع الضغوط الدولية والمطالبة بنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين في دارفور، قبلت الخرطوم بنشر قوات تابعة للاتحاد الأفريقي فقط، لكن ذلك لم يمنع استمرار النزاع.

الأمم المتحدة، التي نشرت الآلاف من قوات حفظ السلام في عام 2007 كجزء من مهمة مشتركة مع الاتحاد الأفريقي، تقول إن الصراع خلّف أكثر من 300 ألف قتيل وأكثر من 2.5 مليون مشرد، وهي أرقام رفضتها الحكومة السودانية حينذاك.

لكن التحول الكبير في هذه الملف جاء في 4 مارس 2009 عندما أصدر لويس مورانو أوكامبو، المدعي السابق للمحكمة الجنائية الدولية، مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم، واتهمته المحكمة في العام التالي بالإبادة الجماعية.

ربما يعجبك أيضا