بعد محاولة اغتياله.. عمران خان متهم بإثارة الفوضى والفتنة في باكستان

آية سيد
عمران خان متهم بإثارة الفوضى في باكستان

حذر محللون من الغضب الشعبي من حادثة إطلاق النار على رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، واللهجة السامة للخطاب العام.


شهدت باكستان في الأيام الماضية تصاعدًا لاحتجاجات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الحالية، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق، عمران خان.

وأغلقت الاحتجاجات الطرق السريعة في العاصمة، إسلام آباد، وخاصة المؤدية إلى المطار، ما أدى إلى إغلاق المدارس وتأجيل الامتحانات، وفق ما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أمس الثلاثاء 8 نوفمبر 2022.

محاولة اغتيال عمران خان

احتج المئات من أنصار حزب “حركة الإنصاف” الذي يتزعمه لاعب الكريكيت السابق، عمران خان، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بسبب ما اعتبروه إحجام المسؤولين عن التحقيق في اتهام خان لرئيس الوزراء الحالي، شهباز شريف، ومسؤولين مدنيين وعسكريين رفيعي المستوى بالتآمر لاغتياله.

وفي مسيرة مناهضة للحكومة في مدينة، وزير آباد، قادها خان، يوم الخميس الماضي 3 نوفمبر، تعرض لإطلاق النار عدة مرات، ما أسفر عن إصابته في ساقه، حسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”، وأصيب في الهجوم العشرات من قيادات حزب “حركة الإنصاف”، وقُتل أحد أنصار خان.

رئيس وزراء باكستان السابق، عمران خان

رئيس وزراء باكستان السابق، عمران خان

مؤامرة ثلاثية

بعد يوم من حادثة إطلاق النار، زعم خان أنه تلقى معلومات تفيد بأن رئيس الوزراء الحالي، شهباز شريف، ووزير الداخلية، رانا ثناء الله، والجنرال البارز في جهاز الاستخبارات الباكستاني، فيصل ناصر، كانوا وراء الهجوم. إلا أن ثلاثتهم نفوا الاتهامات، التي لم يقدم خان أي دليل عليها، وفق “فاينانشيال تايمز”.

وعقب الحادثة، نشرت الشرطة الباكستانية اعترافًا مسجلًا بالفيديو لرجل اعتقلته بتهمة محاولة قتل خان، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وقال الرجل عن سبب إطلاقه النار: “كان يضلل الشعب. لقد أردت قتله”. لكن المتحدث باسم خان رفض ما ورد في الفيديو، واتهم الحكومة بـ”التورط المباشر في محاولة تصفية خان”.

إثارة الفوضى

دعا حزب “حركة الإنصاف” أنصاره لاستئناف مسيرة خان المصاب من دونه، يوم غد الخميس، من نفس المكان الذي وقع فيه الهجوم، إلى حين استقالة المسؤولين الـ3، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ووفي المقابل اتهم مسؤولون حكوميون الحزب بتعمد عرقلة حياة العامة من خلال إغلاق الطرق، وفق “فاينانشيال تايمز”.

وبينما قال زعيم حزب “الرابطة الإسلامية الباكستانية” الحاكم، حمزة شهباز شريف، نجل رئيس الوزراء، إن “عمران خان يريد الفوضى والفتنة في باكستان”، حذر محللون من وصول الغضب الشعبي والخطاب السام إلى مستويات مقلقة، وتوقع المحلل السياسي، حسن عسكري ريزفي “فوضى وعدم ترابط في السياسة الباكستانية”.

عمران خان متهم بإثارة الفوضى في باكستان

الاحتجاجات في باكستان

حجب الثقة

في إبريل الماضي، عزل البرلمان عمران خان عن منصبه بعد تصويت على حجب الثقة على خلفية الأزمة الاقتصادية، والتضخم غير المسبوق، ورضوخه للجماعات الإسلامية المسلحة، وارتفاع العنف الديني في أثناء حكمه، ومحاولته انتهاك الدستور، ومنذ ذلك الحين تصاعدت التوترات بين خان وحكومة شهباز شريف.

وزعم خان وجود مؤامرة تحيكها الولايات المتحدة ضده بالعمل مع الجيش الباكستاني، وهو ما نفته واشنطن والجيش الباكستاني. ونظم خان العديد من الاحتجاجات في أنحاء البلاد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، لكن الحكومة قالت إنها ستجري الانتخابات في موعدها المقرر في أكتوبر أو نوفمبر العام المقبل، حسب وكالة أنباء “رويترز“.

الاستبعاد من الانتخابات

وفق “رويترز”، أعلنت لجنة الانتخابات الباكستانية، في أكتوبر الماضي، استبعاد عمران خان من الترشح للانتخابات وتجريده من مقعده في البرلمان، عللاتهامه باستغلال منصبه بين 2018 و2022 في بيع هدايا مملوكة للدولة حصل عليها من الزيارات الخارجية، وتتجاوز قيمتها 140 مليون روبية باكستانية، أي 634 ألفًا و920 دولارًا أمريكيًّا.

ومن جهته، نفى خان الاتهامات ووصف قرار اللجنة بأنه “متحيز وذو دوافع سياسية”، وأعلن عن تنظيم مسيرة احتجاجية مع أنصاره، يوم الجمعة 28 أكتوبر 2022، تبدأ من مدينة لاهور، شرقي باكستان، وتصل إلى العاصمة إسلام آباد، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.

ونقلت “رويترز” وقتها عن خان قوله إن “هذه المسيرة تهدف إلى الضغط على الحكومة لإعلان الانتخابات فورًا”، مطالبًا أنصاره وأعضاء حزبه بتجنب العنف. ووفق “فاينانشيال تايمز”، يرى الكثير من المحللين أن عمران خان هو المرشح الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات الباكستانية المقبلة.

ربما يعجبك أيضا