بعد مقتل سليماني بأرضهم.. العراقيون يرفعون سقف المطالب والمشهد يزداد تعقيدًا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

منذ نحو 3 أشهر تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات في العراق، ففي العاصمة العراقية بغداد نصب المعتصمون عشرات الخيام، فهم لم يعودوا يبارحون ساحة التحرير التي تحولت إلى أيقونة نقلت شرارة الاحتجاجات إلى العديد من المدن العراقية في الوسط والجنوب.

شعارات المتظاهرين تلخصت في المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي، فهم يرون أن الحكومة العراقية فشلت في بناء نظام سياسي واقتصادي وإداري يضمن للعراقيين حياة كريمة.

في مطلع شهر يناير الجاري نفذت طائرات أمريكية داخل محيط بغداد الدولي عملية البرق الأزرق التي أدوت بحياة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، فاشتعلت المنطقة وباتت على شفا حفرة حرب ضروس بين واشنطن وطهران، خصوصا عقب الرد الإيراني الذي انتهى بإطلاق عدد من الصواريخ على قاعدتين للجيش الأمريكي في العراق، لكن وعلى حين غرة توقف كل شيء وأصبح صوت الحوار والتفاوض وعدم التصعيد والتهدئة هو الغالب.

لا مكان في العراق لأي قوة أجنبية 

في ساحة الاعتصام لم ينته الأمر، وإنما أسهم في رفع سقف المطالب، وأضاف إليها إخراج القوات الأجنبية من البلاد دون استثناء ولا مكان في العراق لأي قوة أجنبية سواء أكانت قادمة من دولة جارة أو من وراء البحار، رافضين تدخل أمريكا وتحويل بلادهم إلى ساحة للصراع الإيراني – الأمريكي، وذلك دعما لقرار البرلمان العراقي الذي طالب الحكومة العراقية بالعمل على رحيل القوات الأجنبية.

ورفع عشرات الآلاف من المحتجين في ساحة التحرير العلم العراقي بحجم كبير وهتفوا ضد التدخلات الأمريكية والإيرانية في البلاد، تلبية لدعوة قبل أيام تحت شعار “المليونية”.

المشهد العراقي أكثر ضبابية

مطالب الثوار العراقيين تدخل الحكومة في إشكالية أخرى، مفادها أنها مجرد حكومة تصريف أعمال فكيف لها أن تأخذ قرار من شأنه تغيير ملامح العراق، وهكذا أصبح المشهد العراقي أكثر ضبابية، خصوصًا العثور على رجل يتسلم منصب رئاسة الحكومة العراقية ويكون مقبولا لدى السياسيين والأحزاب العراقية أيضا، لم يتحقق حتى باتت حكومة عبدالمهدي مستقلة تتصرف وكأنها ليست مجرد حكومة تصريف أعمال.

المتظاهرون العراقيون زينوا خيام الاحتجاج في ساحة التحرير بالكثير من الصور للمتظاهرين الذين غابوا أو غيبهم الموت خلال 100 يوم من الاحتجاجات، فوسط الساحة تستوقف الزائرين خيمة اكتظت بصور الضحايا والمصابين والتي تكشف عن فاتورة مكلفة دفعها الحراك الشعبي منذ اكتوبر.

استهداف النشطاء 

وقتل مئات العراقيين وأصيب عشرات الآلاف بجروح جراء استخدام القوات الأمنية ومسلحين تابعين للميليشيات الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فيما استهدفت الميليشيات الموالية لإيران الناشطين بالقتل والخطف.

واستمرت موجة الاغتيالات في صفوف الناشطين العراقيين، على يد مسلحين مجهولين، وآخرهم كان اليوم، حيث اغتال مسلحون مجهولون بالرصاص، ناشطا مدنيا في محافظة ذي قار جنوبي العراق، يدعى حسن هادي مهلهل، قتل إثر إطلاق 4 أعيرة نارية عليه في منطقة سوق الشيوخ بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار.

ويأتي هذا الاغتيال بعد 3 أيام على قتل صحفيين كانا يغطيان تظاهرات مدينة البصرة المجاورة، حيث اغتال مسلحون مجهولون، مراسل قناة “دجلة” الإخبارية في البصرة أحمد عبد الصمد (37 عاماً) وزميله المصور صفاء غالي (26 عاماً).

ورفع محتجون في ساحة التحرير لافتات يدعون فيها إلى إحضار “خوذ الرأس، وقناني البيبسي، والماء”، لأنهم وفقًا لما كتبوه يتوقعون “التعرض لاعتداءات من قبل القوات الحكومية العراقية”.

وحمّل مدافعون عن حرية الصحافة مسؤولية الاغتيال لـ”ميليشيات موالية لإيران”.

تعطيل الدراسة 

كذلك أغلق بعض الطلاب أبواب جامعاتهم مطالبين بتنفيذ مطالبهم قبل العودة إلى مقاعد التدريس، وذلك احتجاجا على قرار هيئة الرأي في وزارة التعليم العراقية باستئناف الدراسة في الجامعات التي انقطع طلبتها عن ارتيادها خلال الفترة السابقة.

وأقدم طلاب جامعيون في محافظة بغداد على نصب خيم أمام مبنى وزارة التعليم العالي، رفضا للقرار، فضلا عن إغلاق أبواب الجامعة في البصرة بالخيام، وفي باب الزبير تم إغلاق بوابة مجمع الكليات، في حين اقتصرت الدراسة في مدينة الكوت على المراحل الابتدائية فقط، وذلك بعد إصدار نقابة المعلمين بيانا دعت فيه الأساتذة والطلاب للعودة إلى المدارس، وفي المثنى قام الطلاب بإجراء استفتاء لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء.


 

ربما يعجبك أيضا