بــ”طلقات الكارلو”.. شبح المقاومة يفزع الشارع الصهيوني

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

سلاح الكارلو من جديد يثبت أنه السلاح المفضل لدى الأبطال منفذي العمليات الفدائية في فلسطين المحتلة؛ فرغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي وضع الحواجز والعراقيل أمام الفلسطينيين في مدينة القدس، وكل محاولاته الفاشلة لفرض الحصار واستمرار التهويد، إلا أن هناك مدافعون عن المدينة بأرواحهم وسلاحهم.

ومساء الجمعة الماضية ( 16 يونيو 2017) شهدت مدينة القدس المحتلة عملية طعن وإطلاق نار أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين من عناصر الشرطة، واستشهاد ثلاثة فلسطينيين نفذوا العملية في منطقة باب العامود.

شهداء عملية القدس

العديد من النشطاء على شبكات التواصل الإجتماعى اطلقوا هاشتاج #كارلو_القدس على عملية القدس الفدائية؛ وأعربوا عن فرحة كبيرة بهذه العملية التي أدت إلى ارتقاء الشهداء الثلاث وهم  الشهيد “براء صالح 18 عاماً” من دير أبو مشعل و الشهيد “عادل عنكوش 18 عاماً” من البيرة والشهيد “عامر بدوي 31 عاماً” من الخليل، ومقتل المجندة “هداس مولخو 23 عاما”.

عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق عقّب على العملية بالقول: “الشهداء الثلاثة أبطال عملية القدس لا علاقة لهم بداعش، وهم ينتمون للجبهة الشعبية وحماس، وتبني داعش تقف وراءه مخابرات العدو بهدف خلط الأوراق”.

تخطيط جيد للعملية

لا تزال شرطة ومخابرات الاحتلال، تبحث عن التساؤل المطروح منذ مساء الجمعة حول كيفية تسلل المنفذين الثلاثة للعملية الفدائية أمام باب العامود بالقدس القديمة، وقتل مجندة وإصابة جنديين آخرين بجيش الاحتلال.

وتشير التحقيقات الأولية لشرطة الاحتلال تشير إلى أن العملية كان مخطط لها بشكل جيد، وفي نفس المكان الذي نفذت فيه، وأن الشبان أجروا عمليات مسح أولية لمكان العملية عدة مرات لاستطلاع نقاط الضعف، منذ يوم الخميس الماضي وربما قبل ذلك، دون أن يشك بهم أحد.

وبحسب القناة الثانية الإسرائيلية فإن تحقيق شرطة الاحتلال يشمل أيضا كيف أدت العملية لنتائج مأساوية، مشيرة إلى أن جميع ترجيحات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تؤكد إلى أن المنفذين لم يتلقوا تعليمات من تنظيم بعينه على الرغم من وجود خلفيات سياسية لهم، وأن العملية نفذت من تلقاء أنفسهم ومن تخطيطهم الشخصي، وأن العملية ليست وليدة اللحظة.

فصائل المقاومة تبارك

وباركت الفصائل الفلسطينية العملية الفدائية، وأكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أن دماء الشهداء على بوابات الأقصى رسالة واضحة بأن الانتفاضة مستمرة وأن الشعب لن يستسلم، فإرادته حية وعزيمته ماضية.

من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن العملية الفدائية في القدس هي دليل متجدد على أن شعبنا الفلسطيني يواصل ثورته في وجه المحتل الغاصب ، وأن انتفاضته الباسلة مستمرة حتى الحرية الكاملة.

وثمنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب الشهيد أبو على مصطفى العملية، وأعلنت أن اثنين من الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا فى عملية القدس أعضاء فى الجبهة.

واعتبرت العملية ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا، ورسالة لقادة الاحتلال أن المقاومة والانتفاضة مستمرة ومتنوعة ومتجددة ، ولن تردعها كافة ممارساتهم القمعية والتهويدية الإجرامية.

الكارلو الفلسطيني

رشاش قصير وخفيف محلي الصنع.. سهل الاستخدام والتصنيع.. وقاتل في المسافات القريبة..لا يوجد اي علاقة تربطه بالسويدي كارلوجوستاف سوى بعض الشبه البسيط في الشكل.. كل ما يلزم لتصنيعه انبوب ونابض (زنبرك) ومخرطة ومكبس لتشكيل الأجزاء الداخلية (منظومة الزناد)، واستخدم بكثرة خلال الفترة الماضية بعدة عمليات فدائية.

وأثبت الكارلوا الفلسطيني نجاحة في عدة عمليات نوعية مثل عملية “ديزنجوف” التي نفذها الشهيد نشأت ملحم، وعملية القدس التي نفذها الشهيد فؤاد أبو رجب التميمي، وعملية الخليل التي نفذها الشهيدان قاسم فريد جابر وأمير فؤاد الجنيدي، وعملية “باب العامود” التي نفذها الشبان الثلاثة أحمد ناجح أبو الرب ومحمد أحمد محمد كميل وأحمد زكارنة.

الكاتب الإسرائيلي غودا آري غروس يقول في تقرير نشره عبر صحيفة تايمز أوف إسرائيل: “في حين أن بنادق وأسلحة أكثر تطورا تتطلب أدوات خاصة، حافظت “كارلو” على نجاحها لأنها لا تتطلب الكثير من المعرفة في الماكينات والتقنيات لإنتاجها.

نتنياهو يشتاط غيظا

وردا على بيان حركة فتح الذي نعت فيه الفلسطينيين الثلاثة الذين نفذوا عملية القدس، هاجم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشدة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بشكل شخصي، متهما إياه بـ “تشجيع الإرهاب والتحريض ضد إسرائيل”.

ودعا نتنياهو دول العالم للتنديد بالعملية الفلسطينية التي قتلت فيها مجندة إسرائيلية والضغط على الرئيس الفلسطيني لإصدار بيان شجب وتنديد.

كما جدد رئيس وزراء الاحتلال مطالبة حكومته للسلطة الفلسطينية بـ “الكف فورا” عن دفع المخصصات المالية الشهرية للأسرى ولعائلات الفلسطينيين الذين استشهدوا اثناء تنفيذهم العملية.

ربما يعجبك أيضا