بلا مأوى بلا وطن.. فرار 13 ألف لاجئ من أكبر مخيمات اليونان

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

دمر حريق مخيم “موريا” وهو أكبر مخيم للاجئين في اليونان، تاركا أكثر من 13 ألف لاجئ دون مأوى، فيما شارك حوالي 40 رجل إطفاء في إخماد الحريق. وأصيب بعض اللاجئين بالاختناق نتيجة استنشاق الدخان.

وأعلنت اليونان حالة طوارئ في الجزيرة وأغلقت الشرطة الطرقات قرب المخيم لمنع اللاجئين من الوصول إلى البلدات المجاورة.

لا تزال تداعيات الحريق الذي طال أكبر مخيم للاجئين في اليونان تؤثر على آلاف المهاجرين الذين باتوا بدون مأوى بسبب الحريق. وأمام هذا الوضع المأساوي أعلن وزير التنمية الألماني اعتزام بلاده إيواء 200 مهاجر من مخيم موريا. 

وبات آلاف المهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية بلا مأوى الأربعاء (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2020)  جراء حريق ضخم اندلع في مخيم “موريا” الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في اليونان والذي يأوي أكثر من 12 ألف مهاجر. ورجّح وزير يوناني أن يكون قد تسبب طالبو لجوء بهذا الحريق.

وبحسب مصور وكالة “فرانس برس” في المكان فإن “النيران مشتعلة في كل المخيم تقريبا، في داخله وفي الخيم الموجودة في الخارج في حقل الزيتون”. وأضاف أن “طالبي اللجوء يفرون من المخيم سيرا على الأقدام في اتجاه مرفأ ميتيلين لكن سيارات قوات الأمن كانت متوقفة هناك”.

وقالت جمعية “ستاند باي ليسفوس” لدعم اللاجئين، على تويتر إنها تلقت تقارير بأن السكان المحليين اليونانيين في الجزيرة منعوا طالبي اللجوء الفارين من التوجه إلى قرية مجاورة. وأضافت “المخيم كله مشتعل، كل شيء يشتعل، والناس يفرون”.

وخرج رجال ونساء وأطفال مذعورون من خيم وحاويات للاحتماء في حقول الزيتون المجاورة في حين كانت السنة اللهب تلتهم كل شيء في المخيم المكتظ. وقال مساعد وزير الهجرة جورج كوموتساكوس خلال مؤتمر صحافي إن الحريق أتى على “الجزء الرئيسي من مركز التسجيل وبات الكثير من الأشخاص من دون مأوى”.

 وإلى جانب هذا الجزء الرئيسي من المخيم، الذي يؤوي نحو أربعة آلاف شخص ويضم المكاتب الإدارية، يمتد المخيم في بساتين الزيتون المجاورة حيث يقيم نحو ثمانية آلاف شخص آخرين في خيم تعرضت أيضا لأضرار كثيرة. وجلس غالبية اللاجئين والمهاجرين عصر الأربعاء على قارعة الطريق الذي يربط المخيم بمرفأ ميتيليني مشكلين طوابير تمتد على ثلاثة كيلومترات.

وذكرت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية أن النيران قد تكون اشتعلت إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم بعدما تبينت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية، لكن لم تؤكد السلطات حتى اللحظة ما إذا كان الحريق بفعل فاعل أم لا. وتحدث بعض سكان المخيم عن حريق متعمد من قبل سكان الجزيرة، بينما ذكرت تقارير أخرى أن المهاجرين أشعلوا الحرائق بأنفسهم ثم عرقلوا عمل إدارة الإطفاء.

وقالت وزارة الهجرة اليونانية أول أمس الثلاثاء إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في المخيم ارتفعت منذ الإثنين إلى 35 حالة مؤكدة. وفرضت السلطات اليونانية الحجر الصحي على المخيم الأسبوع الماضي بعد أن أكدت الاختبارات إيجابية إصابة طالب لجوء (40 عاما) بفيروس كورونا.

وأجرت السلطات الصحية 2000 فحص إجمالا في موريا من بينها 100 فحص للعاملين في المخيم الذين ثبتت سلبية إصابتهم. وتم نقل جميع المصابين وهم مهاجرون إلى مكان منعزل.

ومنذ الأول من مارس/ آذار تم فرض الحجر الصحي على جميع المهاجرين الذين وصلوا إلى ليسبوس بعيدا عن المخيمات الموجودة في الجزيرة.

وكثيرا ما انتقدت جماعات الإغاثة الإنسانية الظروف المعيشية في مخيم موريا الذي يقيم فيه أكثر من 12000 مهاجر يمثلون أكثر من أربعة أمثال طاقة المخيم.

وطالبت ألمانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي بالتقدم “بشكل عاجل” باتجاه اعتماد سياسة هجرة مشتركة. وفي هذا السياق أعلن وزير التنمية الألماني جيرد مولر اعتزام بلاده إيواء 200 مهاجر من مخيم موريا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي)، قال الوزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، مساء الأربعاء، إن ألمانيا ينبغي أن تبعث ” بإشارة مناسبة للإنسانية”. وأضاف مولر: “أنا شخصيا أرى أن علينا أن نقبل بالعروض المقدمة من الولايات الألمانية”.

وكانت عدة ولايات ألمانية أبدت استعدادها لإيواء أعداد إضافية محددة من المهاجرين، وطالبت الحكومة الاتحادية بالموافقة على ذلك وتحمل الجزء الأكبر من التكاليف. وطالب مولر دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي بإعلان استعدادها لإيواء مهاجرين وقال إن “ثماني دول قوية يمكنها أن تحل هذه المشكلة الآن، وأنا أطالب فرنسا ودولا أخرى وأقول: لا يمكننا أن ننتظر حتى النهاية، فلا يوجد إجماع في هذا الشأن”، مشيرا إلى أنه لا يمكن ترك الناس ليخيموا في الغابة”.

من جهتها أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستتكفل نقل 400 طفل ومراهق فورا إلى مناطق يونانية أخرى. وقالت النرويج إنها ستستقبل 50 من المقيمين في المخيم مع إعطاء الأولوية “لعائلات من سوريا”.

ربما يعجبك أيضا