بيئته تتغير.. البعثات تتسبب في إحداث حقبة جديدة في تاريخ القمر

دراسة تحذر: النشاطات البشرية على القمر تؤدي إلى تغييرات جذرية في بيئته

بسام عباس
القمر

قال علماء الفضاء إن القمر في منتصف حقبة جيولوجية جديدة، وذلك بسبب النشاطات الفضائية البشرية التي أدى إلى تغيير بيئته بشكل جذري.

وأوضح علماء أنثروبولوجيا وجيولوجيون من جامعة كانساس أن هذه النشاطات أعادت تشكيل بيئة القمر بإعلان حقبة جيولوجية جديدة، بدأت منذ عام 1959.

تأثير بشري سلبي

قال موقع Study Finds، في تقرير نشره الجمعة 8 ديسمبر 2023، إن النشاط البشري على القمر بدأ منذ هبوط المركبة الفضائية غير المأهولة التابعة للاتحاد السوفييتي، “لونا 2″، في عام 1959، ومنذ ذلك الحين هبطت أكثر من 100 مركبة فضائية، مأهولة وغير مأهولة، القمر، معدلةً بيئته بطرق مختلفة.

وأضاف أن فكرة الدراسة الجديدة تشبه مناقشة الأنثروبوسين على الأرض، واستكشاف مدى تأثير البشر على كوكب الأرض، لافتًا إلى أن الأنثروبوسين القمري بدأ بالفعل، وأن فريق البحث يهدف إلى منع حدوث أضرار جسيمة حتى يتمكن علماء الفضاء من قياس الهالة القمرية الكبيرة الناجمة عن الأنشطة البشرية.

وذكر أن الدراسة تهدف إلى التحذير من التأثير البشري الضار الذي يلحق بالقمر، ويؤثر على بيئته بشكل جذري، وبعيدًا عن التأكيد على التأثير البيئي السلبي للبشرية، يؤكد الباحثون ضعف المواقع القمرية ذات الأهمية التاريخية والأنثروبولوجية، التي تفتقر إلى الحماية القانونية أو السياسية ضد الاضطرابات.

Crater formed by impact of USA’s Ranger 6 lunar probe in 1964

التغييرات التي تشكلت على سطح القمر نتيجة البعثات البشرية منذ عام 1964

مشهد قمري مختلف

حذرت الدراسة من تأثير المركبات الجوالة ومركبات الهبوط والحركة البشرية، على جيولوجيا القمر، وفي سباق الفضاء الجديد، سيكون المشهد القمري مختلفًا تمامًا خلال 50 عامًا، ما سيؤدي إلى العديد من التحديات، لافتة إلى تأثير التدخلات البشرية المستمرة على بيئة القمر.

ويسلط فريق البحث الضوء على غياب مبادئ “لا تترك أي أثر” على القمر، مشيرًا إلى وجود مكونات مركبة فضائية مهملة، ونفايات بشرية، وأعلام، وغيرها من الأشياء التي خلفتها البعثات، محذرًا من التأثير المحتمل على الغلاف الخارجي للقمر الدقيق، وداعيًا إلى إرسال بعثات مستقبلية للتخفيف من الآثار الضارة على البيئة القمرية.

U.S. astronaut Buzz Aldrin erects solar wind experiment

رائد الفضاء الأمريكي باز ألدرين يجري تجربة الرياح الشمسية على القمر

تراث فضائي!

قال مؤلف الدراسة والباحث في هيئة المسح الجيولوجي بجامعة كانساس، جوستين هولكومب: “إن أهمية المواد القمرية وآثار الأقدام على القمر هي “تراث فضائي” ينبغي الحفاظ عليه، ويهدف مفهوم الأنثروبوسين القمري إلى زيادة الوعي والتأمل في تأثير البشر على سطح القمر، وضرورة الحفاظ على القطع الأثرية التاريخية عليه.

ويخلص هولكومب إلى أنه “باعتبارنا علماء آثار، فإننا نعتبر آثار الأقدام على القمر بمثابة امتداد لرحلة البشرية خارج إفريقيا، وهي معلم محوري في وجود جنسنا البشري.. وتتشابك هذه البصمات مع السرد الشامل للتطور.

ربما يعجبك أيضا