بيلاروسيا.. زعيمة المعارضة مستعدة لـ”القيادة و”لوكاشينكو”: نعم لتقاسم السلطة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

منذ أن أغلقت صناديق الاقتراع في بيلاروسيا أبوابها قبل أسبوع، والشارع يغلي احتجاجًا على نتائج الانتخابات التي أفرزت فوز الرئيس المنتهية ولايته لوكاشينكو الذي يحكم بيلاروسيا منذ 26 عامًا، والمدعوم من روسيا والصين، يبدو أنه يتشبث بالحكم إذ اتهم قوى أجنبية بالتحكم في المتظاهرين.

ويواجه الرئيس البيلاروسي الذي يحكم الجمهورية السوفياتية السابقة منذ العام 1994، احتجاجاتِ غير مسبوقة ازدادت حِدّة على خلفيةِ قمعِ الشرطة للمعارضين.

احتجاجات متواصلة وبوادر عصيان

لليوم الثامن على التوالي تتواصل الاحتجاجات الرافضة لبقاء لوكاشينكو في الحكم لولاية سادسة بعد أن اتهموه بتزوير نتائج الانتخابات الأخيرة التي أظهرت فوزه بـ 80 % من الأصوات.

مرشحة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، أعلنت، الإثنين، أنها مستعدة لقيادة البلاد، قائلة عبر فيديو من ليتوانيا حيث لجأت، “أنا مستعدة لتولي مسؤولياتي والعمل كزعيمة وطنية”. 

وفيما عدّه مراقبون دعوة إلى عصيان مدني، نظم مجموعة من موظفي شركة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في العاصمة “مينسك” إضرابا عن العمل؛ حيث تجمعوا بالقرب من مدخل مبنى المركز التلفزيوني مطالبين بالتحدث مع الإدارة حول سياسة الشركة في تغطية الأحداث في البلاد.

لوكاشينكو.. تراجع أم مراوغة

تحت ضغط الشارع المتواصل، ذكرت وكالة بلتا للأنباء أن  لوكاشينكو قال إنه مستعد لتقاسم السلطة وتعديل الدستور، ونقلت الوكالة عن لوكاشينكو قوله إن العمل جار على تعديلات دستورية محتملة يمكن أن تعيد توزيع السلطة.

ونسبت الوكالة إلى لوكاشينكو قوله أيضا إنه لن يتم إجراء انتخابات رئاسية جديدة برغم الدعوات من المعارضة والاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد.

وقال “لا تتوقعوا مني أن أفعل شيئا تحت ضغط… هذه (الانتخابات الجديدة) لن تحدث”.

حلف موسكو – بكين في مواجهة أوروبا

بيد أن المشهد البيلاروسي، لا يبدو أنه يدار فحسب من الداخل، فالتجاذبات الإقليمية والدولية، تلعب دورا كبيرا، إذ انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاتحاد الأوروبي مواصلة دعمه الفعال للمشاركين في التظاهرات في العاصمة البيلاروسية مينسك ومدن أخرى.

 وتساءلت زاخاروفا – حسبما أفادت قناة “روسيا اليوم” ما إذا كان الرئيس الفرنسي قد طالب الاتحاد الأوروبي بدعم مئات الآلاف من السترات الصفراء الذين يتظاهرون في باريس، مضيفة “متى سيتوقف الاتحاد الأوروبي عن انتظار طلبات رؤساء الدول الأعضاء ويبدأ في التحرك بشكل استباقي لدعم الاحتجاجات في مجالاته؟”.

روسيا الحليف الأقوى للوكاشينكو أعلنت دعمها ومساندتها، إذ أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره البيلاروسي استعداد موسكو تقديم المساعدة طبقا لاتفاق عسكري إذا لزم الأمر.

مصير مجهول ينتظر الحراك في روسيا البيضاء في غياب معارضة قادرة على قيادته وأيضا مع غياب موقف دولي حقيقي يرقى إلى دعمه، فيما تتسلح السلطات الحاكمة بجهاز أمني قمعي وقبضة حديدية فضلا عن دعم موسكو وبكين لـ”لوكاسينكو”.

ربما يعجبك أيضا