بينما ينهار الاقتصاد في إيران .. الملالي مشغولون بمعركة الحجاب في العالم الافتراضي!

يوسف بنده

رؤية

تطرق مدير تحرير صحيفة “سازندكي”، محمد عطریانفر، في مقال له، إلى موضوع الحجاب الإجباري في إيران، وانتقد أنصار الحجاب الإجباري في البلاد وأكد أن جانبا كبيرا من أحكام الدين تتبع العرف السائد في المجتمعات، موضحا أن المجتمع الإيراني في الوقت الراهن لا يقبل موضوع الحجاب باعتباره موضوعًا عقائديًا.

وطالب محمد عطریانفر الحكومة بعدم فرض أحكام الحجاب بالقهر والإجبار على المجتمع، وبدل ذلك نصح بأن يتم الاهتمام بموضوع أكثر أهمية وهو نشر العفاف العمومي وتهذيب الأخلاق.

ومع ذلك فإن عطريانفر لم يدع إلى إلغاء قانون الحجاب، بل دعا فقط إلى تقليل نسبة الحساسية تجاه الموضوع، وأن يتم “إهمال الموضوع”، حسب تعبيره.

معركة الحجاب

وقد أفاد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بأن مديرات ومعلمات بعض مدارس الفتيات ضغطن على طالباتهم لاستخدام صور “بالحجاب” على حساباتهن في مجموعات تعليمية افتراضية بسبب كورونا.

وحسب تقرير قناة إيران إنترنشنال، في الأسابيع الأخيرة، مع بداية العام الدراسي الجديد، وبالتزامن مع إطلاق نظام التعليم عبر الإنترنت من قبل وزارة التعليم الإيرانية، شكلت المدارس مجموعات في تطبيقات المراسلة، بما في ذلك “واتساب”، للتواصل المستمر مع الطلاب وعائلاتهم.

إلى ذلك، أعلن بعض أولياء الأمور وأسر الطالبات، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسؤولي المدارس والمعلمين يضغطون عليهم لفرض “الحجاب الإلزامي” على الطالبات.

وعلى الرغم من أن العام الدراسي الجديد بدأ بفصول دراسية بشكل افتراضي، ووجهًا لوجه، لكن وفقًا لنائب وزير الصحة، يرفض الآن أكثر من 90 بالمائة من الطلاب حضور الفصول الدراسية.

یذکر أن من بين الأمور التي تثير امتعاض الوالدين وأفراد أسر الأطفال هو الحجاب الإجباري في بيئة التعليم عن بُعد، وتهديد الطالبات بمراعاة الحجاب في المنزل وأثناء الفصول الافتراضية.

شرطة الفضاء الإلكتروني

مع زيادة مكوث المواطنين في المنازل، عقب انتشار كورونا، حذرت شرطة الجمهورية الإسلامية مرارًا وتكرارًا من عدم ارتداء الحجاب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتزامن مع زيادة البث الحي في تطبيق “إنستجرام”، صرح نائب رئيس الشرطة السيبرانية للشؤون الاجتماعية، محذرُا المستخدمين مؤخرًا من أن “كشف الحجاب” في الفضاء الإلكتروني سيعتبر “شذوذًا”، و”انتهاكًا”.

وفي هذا الصدد، استدعت الشرطة السيبرانية، في الأشهر الأخيرة، مئات الأشخاص، بمن فيهم شخصيات فنية وثقافية بارزة، وأصدرت تحذيرات لهم.

والآن، أثار انتشار الضغط على الطالبات في المنزل وأثناء الدراسة، إلى جانب ضغط “دوريات الإرشاد” في الشوارع، أثار مخاوف بشأن تكثيف التطفل على خصوصية المواطنين.

وقد أفاد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي عن زيادة رقابة شرطة الإنترنت (فتا) على هذه الوسائل، والتضييق على عمل هؤلاء النشطاء، تزامنًا مع أزمة كورونا وزيادة دور العالم الافتراضي في الأعمال والوظائف.

وازدادت في الشهور الأخيرة رقابة شرطة الإنترنت في إيران على عمل القنوات التي تنشط في مجال الأزياء والصور والفن في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تم استدعاء عشرات الأشخاص الذين يشرفون على هذه القنوات إلى القضاء بعد توجيه تهم لهم مثل نشر محتوى “يخالف العفة العامة، وغير أخلاقي، ومبتذل”.

وتقوم الشرطة الإيرانية بالتزامن مع ظهور جائحة كورونا وتزايد الحاجة إلى العمل في وسائل التواصل الاجتماعي، بتكثيف ضغوطها على الناشطين والفاعلين في هذه المواقع وكذلك تستدعي شخصيات فنية مرموقة بسبب منشورات لهم في العالم الافتراضي.

ومن بين المضامين التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة نلاحظ مواضيع مثل الاحتجاجات وإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري، وإعدام السجناء السياسيين، وزيادة التضخم، وارتفاع الأسعار. وتظهر شرطة الإنترنت حساسية على المنشورات التي تتضمن مواضيع من هذا القبيل.

وازدادت المخاوف في الآونة الأخيرة من إمكانية وصول السلطات الأمنية والشرطية إلى حسابات المواطنين بعد زيادة استثمار الحكومة على مشروع “الإنترنت الوطني” ووضع قيود على الإنترنت.

وكان وزير التكنولوجيا والاتصالات قد قال مؤخرًا إن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لها دور في مشروع تطوير التطبيقات المحلية في وسائل التواصل الاجتماعي.

ربما يعجبك أيضا