بين القومية والمحافظة.. ما أبرز مكونات البرلمان التركي الجديد؟

محمد النحاس

لم يتسلط الضوء بنحوٍ كاف على الانتخابات البرلمانية في تركيا.. فكيف يمكن أن نفهم خريطة البرلمان التركي الجديد؟


على مدار الأسابيع الماضية شغلت الانتخابات الرئاسية التركية وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، وجاءت نتائجها كذلك مثيرة للاهتمام والجدل.

ومع هذا الانشغال، لم يتسلّط الضوء بقدر كافٍ على الانتخابات البرلمانية، التي لها أيضًا أهمية خاصة، وتحمل الكثير من الدلالات بخصوص توجهات الناخبين.. فما الذي تخبرنا به نتائج الانتخابات البرلمانية التركية؟

برلمان متنوع؟

في مقال له بموقع المونيتور، يوضح الصحفي وكاتب الرأي التركي فهيم تستكين، أن البرلمان الذي انتخبه الأتراك في 14 مايو 2023، قد يبدو للوهلة الأولى أنه يحوي قدرًا كبيرًا من التنوع، لأنه يضم أعضاء من 18 حزبًا.

لكن الأمر ليس كذلك على وجه الدقة، فكما يقول تستكين، كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية عن صعود بعض الأحزاب التي -رغم كثرة أعدادها- يجمعها كونها إما ذات توجه قومي وإما ذات نهج محافظ.

لماذا تفوّق أردوغان؟

يشير المقال قبل أن يعرج على تفاصيل الانتخابات البرلمانية في تركيا، إلى أن الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، عمد إلى جملة من الوسائل مكنته من الفوز، من بينها اللعب على سرديات الأمن القومي، وإخافة الناخبين من المعارضة “المقربة من الإرهابيين”.

وشدد أردوغان في خطاباته كثيرًا على خطورة “التدخل الخارجي”، وأقرنه عادةً بـ”المعارضة”، وفقًا للكاتب.

تحالف الجمهور

حال نجاح أردوغان في الجولة الثانية، سيعتمد على الأغلبية التي حققها تحالف الجمهور، والتي بلغت 322 مقعدًا من 600، وفق المقال. ومع ذلك انخفضت مقاعد حزب العدالة والتنمية الذي تراجع بذلك عن النسبة التي حققها في 2018 من 295 إلى 267 مقعدًا.

لكن حصل حليفه حزب الحركة القومية، على 50 مقعدًا، وحصل حزب الرفاه الجديد، إسلامي التوجه، على 5 مقاعد. ونال حزب هدى بار الكردي الإسلامي 3 مقاعد.

ماذا عن المعارضة؟

أما تحالف الأمة، المكوّن من 6 أحزاب، والذي كان يأمل الإطاحة بأردوغان، فحاز على 213 مقعدًا، نال منها حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيس في البلاد 169 مقعدًا، ونال حزب الجيد 44 مقعدًا، وهي نتائج لم تكن مرضية للتحالف واسع الأطياف.

وبالنسبة إلى تحالف العمل والحرية، الذي يقوده الكرد، فقد حصل على 66 مقعدًا. ومنضويًا تحت عباءته خاض حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الانتخابات، في إجراء احترازي لحله لأنه متهم بوجود صلات له بالمسلحين الكرد.

ما الذي تقوله النتائج؟

إجمالًا، أفضت الانتخابات إلى تشكيل برلمان ينزع أكثر من أي وقت مضى تجاه القومية والمحافظة. ويشير المقال في هذا الصدد إلى  صعود مجموعات مناهضة للأقليات ولحقوق المرأة علانية، وكان من اللافت أيضًا صعود سنان أوغان الذي اعتبره البعض غيضًا من فيض المد القومي.

ويلفت المقال كذلك إلى صعود حزب هدى بار، المنبثق عن مجموعة كردية متشددة كانت نشطة في التسعينات وتسمى حزب الله (لا علاقة لها بحزب الله في لبنان)، مضيفًا أن الحزب يتبنى مجموعة من الأفكار المتشددة والمثيرة للجدل.

النزعة القومية

حسب المقال، سيكون صعود النزعة القومية عاملًا أكثر ترجيحًا لأحد أطراف السباق الرئاسي، ما يجعل كلًّا منهما يتعرض لضغوط لتقديم الوعود القومية، خلال الحملة. وفي هذا الصدد أقدم مرشح الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، بعناية شديدة، على موازنة خطابه في محاولة للحفاظ على استبقاء القوميين الذين دعموه، واجتذاب من لم يحسموا مواقفهم بعد، دون تنفير الكرد.

وباتت النزعة القومية قوية وحاضرة على نحو لافت، حتى في البرلمان، وأصبح أصحاب هذا التوجه شركاء أساسيين لكل من طرفي السباق الرئاسي، أردوغان وكليتشدار أوغلو.

وفي تغريدة على تويتر، عبّر السياسي القومي الذي انضم عام 2015 إلى حزب العدالة والتنمية توغرول توركيس، عن ذلك قائلًا إن “الفائز الحقيقي والوحيد في الانتخابات، القومية التركية”، وتابع بأنه إذا اجتمعت الجماعات القومية المتفرقة يمكن أن تصبح أكبر قوة سياسية في البلاد في الانتخابات المقبلة.

اقرأ أيضًا| مشاركة تاريخية في الانتخابات التركية.. وأردوغان يتصدر

اقرأ أيضًا| بعد انتهاء التصويت.. كيف سار الاستحقاق الانتخابي في تركيا؟

ربما يعجبك أيضا