تاريخ أحمر الشفاه ورعب أدوات التجميل

رقية كامل

كتبت – رقية كامل

من الصعب تحديد تاريخ بداية استخدام أدوات ومستحضرات التجميل في العالم، ولكن يقول المؤرخون أن أقرب تاريخ تم الرجوع إليه هو 3100 قبل الميلاد في الحقبة الفرعونية، وكان الدليل بعض الآثار التي كانت عبارة عن لوحة خشبية يتم خلط الألوان عليها لصنع أدوات التجميل، حيث وجد منقبي الآثار بعض الأدوات التي ترجع لعام 1500 قبل الميلاد وبعض الفرش الصغيرة لخلط الزيوت وأستخدامها في ما يشبه المكحلة لتزيين العيون والجفون.

وأكد المؤرخون أن الفراعنة اعتقدوا أن تزيين العيون بالألوان الداكنة واللون الأخضر يحمي من الحسد، بجانب أن رسم العيون على شكل اللوز باستخدام الكحل كان تمجيد للإله “حورس”، ومن هنا كانت البداية.

وعلى مر التاريخ، صُنع أحمر الشفاه من خلال خلط مستحضرات مختلفة وغريبة، مثل مسحوق الأحجار الكريمة ومسحوق الخنافس وقشور الأسماك، وأيضا في عصور أخرى صٌنع من خلال خلاصة شحم الغزال، وشمع العسل، وزيت الخروع.

رعب أدوات التجميل

ولم يكن ربط الكنيسة في العصور الوسطى بين أحمر الشفاه وتمجيد الشيطان أمرا غريبا، ففي بداية الستينات بدأ المخرج الأمريكي “فورست أكرمان” في صناعة أفلام الرعب بمساعدة صديقه “ديك سميث” خبير التجميل، الذي بدأ في استخدام أدوات التجميل في أفلامه بشكل مختف تماما عن الاستخدام الحقيقي لها، وكتب سميث عن تجربته كتاب “أصنع الوحش بنفسك”، من خلال خطوات بسيطة بأدوات التجميل.

تاريخ ملون من أدوات التجميل

وبينما اخترع الفراعنة أدوات التجميل، طورها الرومان وأصبحت جزء من الحكم على طبقة المرأة وعلى جمالها، فغرقت الرومانيات في الزيوت والكحل والألوان والمساحيق المبيضة التي صنعت من الطباشير لتبيض الوجه،والتي كانت محببة في هذه الحقبة.

وسن الرومان قوانين تقنن من استخدام أدوات التجميل في عام 189 قبل الميلاد، فأصبح من غير المقبول اجتماعيا وضع ألوان مختلفة من أدوات التجميل في وقت واحد.

وعبر العصور استمرت أدوات التجميل في التطور واستخدمت في تعريف طبقات البشر، ففي العصور الوسطى في أوروبا، عرفت الطبقات العليا الثرية ببياض البشرة الشديد، واتخذت المرأة الأوروبية تدابير صارمة حتى وصل الأمر لجرح أجسادهم وسحب وتقطير الدماء، للوصول للون الشديد البياض والشحوب.

وعلى العكس عُرفت العاهرات بالدموية الشديدة في الوجه، ومن هنا بدأت عاهرات أسبانيا في  استخدام اللون الأحمر لصبغ الوجه والتعريف عن أنفسهن.

ولأحمر الشفاه قصة أخرى، فلم يكن عبر العصور حكرا على النساء بل أن أول من استخدمه كان الرجل.

أحمر الشفاه.. تاريخ اللون الأحمر

يقول المؤرخين أن في العام 5000 قبل الميلاد بدأ الصيادين في استخدام أحمر الشفاه خلال رحلات الصيد، لأسباب غير معروفة، واستخدمه الكهنة لأغراض دينية، بينما بدأت السيدات في مشاركة الرجال في استخدام أحمر الشفاه في الفترة بين العام 2500 و1000 قبل الميلاد.

 بعد ذلك عرفت النساء أحمر الشفاه بشكل طبيعي، وتم صنعه من مسحوق الخنافس ذات اللون القرمزي أو مادة بيرليسينت المستخرجة من قشور الأسماك.

ولكن لم يستمر اللون الأحمر في رسم البسمة على شفاه السيدات والرجال لوقت طويل، ففي العصور الوسطى ارتبط تلوين الشفاه بالطقوس الشيطانية، واعتبرت الكنيسة أن وضع أحمر الشفاه هو تمجيد للشيطان بشكل واضح.

وأكدت الكنيسة أن وضع أدوات التجميل، وأحمر الشفاه بشكل خاص، هو تغيير للخلق، وتحدي للخالق، ومن هنا جاء الربط بينه وبين تمجيد الشيطان.

ولكن عاد أحمر الشفاه للموضة بعد أن عرف عن الملكة أليزيبث الأولى استخدامه، فأصبح علامة على الملكية والشأن الرفيع، وبالغ البعض حتى تم الربط بين أحمر الشفاه والإمداد بالحياة.

ربما يعجبك أيضا