تتكرر كل 400 عام وتهدد بغياب الصيف.. ماذا تعرف عن “السبات الشمسي”؟

حسام السبكي

حسام السبكي

رغم إقرارنا بأن الظواهر الطبيعية والفلكية، وحتى أحوال الطقس، إنما هي من تدابير الخالق، وتدخل في باب القضاء والقدر، إلا أن شهود السنة الكبيسة في 2020، يبدو على موعد مع ظاهرة فلكية جديدة، تنذر بكارثة، قد تتبعها نكبات أخرى، يُعرفها العلماء بظاهرة “السبات الشمسي”.

السبات الشمسي

وفقًا لتقارير إعلامية، فقد تم رصد عدم ظهور أي بقع شمسية كما المُعتاد منذ 100 يوم تقريبًا، خلال العام الجاري 2020، وهو ما يحذر منه العلماء، كون الأرض مقبلة على أعمق فترة من “تراجع أشعة الشمس”، والتي يطلق عليها “السبات الشمسي”.

وبشرح مبسط للظاهرة، فالشمس لديها دورة تستمر في المتوسط ​​11 عامًا، ونحن الآن في ذروة تلك الدورة.

في هذا السياق، يقول عميد بيسنيل من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا في جرينبيلت، في منشور مدونة ناسا لعام 2017: “كل 11 عامًا أو نحو ذلك، تتلاشى البقع الشمسية، وتجلب فترة من الهدوء النسبي، وهذا ما يسمى الحد الأدنى للطاقة الشمسية، وهو جزء منتظم من دورة البقع الشمسية”.

أضاف: “في حين أن النشاط المكثف مثل البقع الشمسية والتوهجات الشمسية تهدأ خلال الحد الأدنى من الطاقة الشمسية، فإن هذا لا يعني أن الشمس تصبح في سبات، النشاط الشمسي يتغير ببساطة، على سبيل المثال خلال الحد الأدنى للطاقة الشمسية يمكننا أن نرى تطور حياة طويلة ثقوب تاجية”.

من جانبه، قال عالم الفلك الدكتور توني فيليبس لصحيفة ذا صن: “الحد الأدنى من الطاقة الشمسية جار وهو عميق، والمجال المغناطيسي للشمس أصبح ضعيفًا، مما سمح بأشعة كونية إضافية في النظام الشمسي”.

وتوقعت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ناسا أن تدخل الشمس الحد الأدنى للطاقة الشمسية في عام 2017.

وذكرت الإدارة في مدونة أن: “الشمس تتجه نحو الحد الأدنى للطاقة الشمسية الآن”، وكانت أعداد البقع الشمسية عالية نسبيًا في عام 2014، وهي الآن تنزلق نحو نقطة منخفضة متوقعة في 2019-2020.

وبشكلٍ عام، تتحدث المراجع والمدونات العلمية، حول كون “السُبات الشمسي”، ظاهرة تتكرر مرة كل 400 عام، يصبح معها المجال المغناطيسي للشمس في أقصي مراحل ضعفه، مما يتسبب في دخول أشعة كونية إضافية في النظام الشمسي، والتي تؤثر على الكيمياء الكهربائية للغلاف الجوي الخاص بكوكب الأرض، مما يؤدي إلى تجمد الطقس وحدوث الكوارث الطبيعية.

تاريخ مأساوي

ليس ببعيد عن ظاهرة “السبات الشمسي”، وفي محاولة لمعرفة أكثر دقة عن توابع تلك الظاهرة، تعيدنا الأحداث إلى بين عامي 1790 و1831 ميلاديًا، حيث تم رصد انخفاض نشاط الشمس بشكل ملحوظ، من خلال الكيميائي البريطاني وعالم الأرصاد الجوية جون دالتون، وسميت الظاهرة باسم مكتشفها “ديلتون مينيمام”.

بالعودة إلى المصادر التاريخية في هذا الشأن، فقد تسببت الظاهرة في انخفاض شديد في درجة حرارة الأرض، حتي وصلت إلى 2 درجة مئوية، والتي تسببت بدورها في أن تعيش الأرض بجميع سكانها في عصر جليد مصغر، حيث دمرت المحاصيل، وفجرت البراكين.

ففي عام 1815 مرت الأرض بأكبر ثوران بركاني لم يحدث منذ 2000 عام، والذي أسفر حينها عن مقتل 71 ألف شخص بجبل تامبورا في إندونيسيا.

ووصف عام 1816 بـ “عام بلا صيف”، ويرجع سبب تسميته بذلك إلى سقوط الثلوج في يوليو، وقد صرح عالم الفلك الدكتور توني فيليبس أن “تشكل الأشعة الكونية الزائدة خطرًا صحيًا على رواد الفضاء وعلى المسافرين في الجو، وتؤثر على الكيمياء الكهربائية في الغلاف الجوي العلوي للأرض، وقد تساعد في إحداث البرق”.

أخبار مطمئنة

في أولى التعليقات حول ما يتداول بوسائل التواصل الاجتماعي حول ظاهرة “السبات الشمسي”، تحدث الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، قائلًا أن السبات الشمسي يُعد مصطلح مدلوله أن هناك فترة هدوء للنشاط الشمسي.

وأضاف “القاضي”، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحكاية”، مع الإعلامي عمرو أديب، على شاشة “MBC مصر”،أننا نبعد عن الشمس 150 مليون كيلو متر، وهناك دورة للنشاط الشمسي متوسط تلك الدورة حوالي 11 عامًا، وفي نهاية 2019 بدأنا في الدورة الـ 25 للنشاط الشمسي، مستطردًا: “دورة شمسية يعني يكون فيه عدد من الانفجارات أو البقع الشمسية على سطح الشمس اللي هي بتمد الكون كله بدرجات الحرارة والطاقة، ودي ناتجه عن الانفجارات الهيدروجينية”.

وأشار رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية إلى أن الطاقة الشمسية التي تمد الأرض بالشمس، ناتجة عن الانفجارات الموجودة على سطح الشمس: “فيه عدد من المكونات والانشطة الشمسية، فيه حاجة اسمها رياح شمسية، فيه انفجارات شمسية و فيه بقع شمسية”، موضحًا أنه بداية كل دورة شمسية التي متوسطها 11 سنة يكون فيه فترة من الهدوء الشمسي، “مش بيكون فيه عدد كبير من الانفجارات الشمسية”.

وتابع: “دي مش مرتبطة بفيروس كورونا زي ما السوشيال ميديا ما بيقول، أكتر فترة كان فيها هدوء الشمسي كانت الستينات ومشوفناش عصر جليدي ولا أي حاجة”.
https://www.youtube.com/watch?v=kBKJkU06ICQ
https://www.youtube.com/watch?v=Kw263x26Zx4

ربما يعجبك أيضا