ترامب يضغط على إيران .. للخروج بأي مكسب قبل الانتخابات الأمريكية

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسعى للتفاوض مع إيران، أو الخروج بأي مكسب من الضغوط على إيران قبل موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا، المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 القادم.

فقد أشار الرئيس دونالد ترامب، الجمعة، إلى أن إيران وفنزويلا تريدان التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، لكنه قال إنه سينتظر إلى انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد هذه الانتخابات ستصبح شروط التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول أكثر صعوبة.

وأضاف دونالد ترامب، في خطاب انتخابي في دورال بولاية فلوريدا، أن “إيران وفنزويلا تريدان التفاوض (مع الولايات المتحدة)، الكل يريد التفاوض، لكنني سأنتظر حتى بعد الانتخابات”.

وقال “ترامب”: “قبل عام قلت لكم إن أمامكم خياراً. إما الدخول في مفاوضات الآن أو بعد الانتخابات. ولكن سيكون الاتفاق أكثر صعوبة بعد الانتخابات”.

وأضاف “ترامب”، حينها، أن الوضع الاقتصادي الإيراني قد تدهور، وأن الإيرانيين لن يدخلوا في اتفاق قبل الانتخابات، لأنهم “يأملون في التوصل إلى اتفاق أفضل مع جو النعسان (جو بايدن، المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية)”.

وفي غضون ذلك، قال المرشح الديمقراطي جو بايدن في تقرير صدر في 13 سبتمبر، إن نهج دونالد ترامب تجاه إيران يضر بمصالح الولايات المتحدة. وأضاف “هناك طريقة ذكية للضغط علی إيران”، وأنه من خلال العودة إلى الاتفاق النووي، يمكن للولايات المتحدة أن تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات مع إيران.

الدفع لفوز ترامب

وفي إطار الدفع لفوز الرئيس الحالي، ترامب، بفترة ولاية ثانية، تحاول الإدارة الأمريكية الاستفادة من الملف الإيراني من أجل كسب أصوات الناخب الأمريكي.

فقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، “إن الولايات المتحدة تمكنت من منع النظام الإيراني من الحصول على 70 مليار دولار، من خلال سياسة الضغط الأقصى، للحد من قدرة إيران على “صنع أسلحة نووية ودعم الإرهاب”.

وأضاف بومبيو، في مقابلة إذاعية، أول من، أمس الأربعاء: “منعنا نظام اللصوص الديني، الذي يدير إيران اليوم، من الحصول على نحو 70 مليار دولار”.

واعتبر بومبيو أن سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني “ناجحة للغاية”، قائلاً إن هذا النهج استنفد إلى حد كبير الموارد المالية للنظام “لصنع أسلحة نووية ودعم الإرهاب”.

وانتقد بومبيو الأوروبيين لالتزامهم بالاتفاق النووي، معربًا عن أمله في أن ينضموا إلى الولايات المتحدة.

وتصريحات بمبيو تهدف إلى التأكيد على نجاح السياسة الأمريكية تجاه إيران. وكذلك تسعى إلى إبعاد الأوروبيين عن الاتفاق النووي؛ من أجل الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات.

رفض وشروط إيرانية

في حين كرر دونالد ترامب استعداد النظام الإيراني للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، إلا أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، رفض المحادثات مع الولايات المتحدة في 31 يوليو/ تموز، متهمًا دونالد ترامب بأنه يريد الانتفاع الشخصي من عرض التفاوض علی إيران.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أيضًا، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة لا يمكنها “فرض” المفاوضات على إیران.

وفي رسالة غير مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقابلة مع “بي بي سي” البريطانية، قال مجيد تخت روانجي، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، إذا فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، وأرادت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي، فإن الجمهورية الإسلامية سيكون لديها شروط خاصة للعودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وهي: على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تتعهد بعدم تكرار الانسحاب من الاتفاق النووي، كما يتعين عليها تعويض إيران عن إعادة العقوبات.

وفي الوقت نفسه، أدلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بتصريحات مماثلة، حيث قال لموقع “سبوتنيك” الروسي، إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فسيتعين عليها إصلاح الضرر الذي ألحقته بإيران، وكذلك التعويض عن الخطوات التي اتخذتها لتقويض الاتفاق النووي، وأن تتعهد بأن لا تفعل ذلك مرة أخرى.

وفي وقت سابق، قال توني بلينكين، مستشار السياسة الخارجية لجو بايدن، إنه إذا فاز وعادت إيران إلى التزاماتها النووية، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي.

مفاوضات سرية مباشرة

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية في تقرير خاص نقلًا عن مصادر إيرانية، أن هناك اتصالات تمت بين مندوبين من إدارة ترامب وأحد كبار الشخصيات المحافظة الرفيعة في طهران، موضحاً أنه تم على أثرها ترتيب اجتماع سري بين الجانبين الأسبوع الماضي في سلطنة عُمان.

وأوضح المصدر، وهو أيضاً أحد كبار مسؤولي التيار المحافظ، أن مندوبي ترامب عرضوا، خلال الاجتماع، الاتفاق على صيغة للتعاون للوصول إلى اتفاق مشترك بين الحكومة الأمريكية المقبلة، والرئيس الإيراني المقبل، لا الحالي حسن روحاني.

وقال إن “مندوبي ترامب أكدوا أنه سيفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، وهم لا يريدون الجلوس على طاولة المفاوضات مع حكومة روحاني؛ لأنها ليس لديها أي قدرة على تنفيذ تعهداتها، وتتحجج بأن الحرس الثوري أخلّ بالاتفاق مع واشنطن، وذلك خارج عن سيطرتها”.

وحسب تقرير الصحيفة فقد أشار المصدر، إلى أن الجانب الأمريكي أبلغ المحافظين أن جميع تقديرات استخباراته تؤكد أن تيارهم سيسيطر على الحكومة الإيرانية المقبلة، ولدى هذا التيار القدرة على ضبط كل القوى المؤثرة في الداخل، ولهذا فإنهم يفضلون الوصول إلى تفاهم معه، والانتهاء من الخلافات بين طهران وواشنطن بشكل نهائي.

وأكد أن “مندوبي ترامب عرضوا على التيار المحافظ أن يستمروا في الاتصالات فيما بينهم خلف الكواليس، دون أي ضجة إعلامية، إلا بعد الوصول إلى تفاهمات حول المواضيع العالقة كالبرنامج النووي، والبرامج الدفاعية، ونفوذ إيران في المنطقة.

ووفق المصدر، فإن الرئيس الأمريكي لا يصرّ على إيقاف جميع البرامج الإيرانية، ويتفهم تخوفات طهران، لكن يريد أن يتفهم الإيرانيون أيضاً مخاوفه على مصالح واشنطن بالمنطقة، وموضوع أمن إسرائيل، مبيناً أنه في حال تم التوصل إلى صيغة اتفاقيات في هذا المجال يبقى فقط التوقيع عليها بين ترامب والرئيس الإيراني المقبل، وإذا استطاع الأصوليون إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي بهذا الاتفاق فإن ترامب مستعد لتوقيعه معه شخصياً، حتى لو اضطر للسفر لإيران، مع ضمان رفع العقوبات، وتعليق تنفيذ عقوبات الكونجرس مادامت إيران ستنفذ تعهداتها.

وبحسب المصدر، فإن الجانب الأمريكي غير مُصرّ على أن تكون جميع البنود المتفق عليها في إطار الاتفاق المحتمل مع إيران معلنة، ويمكن أن يتم التوقيع على اتفاقين؛ أحدهما علني، والآخر سري، لافتاً إلى أن مندوبي التيار المحافظ نقلوا تقريراً عن لقائهم هذا لمكتب المرشد، وينتظرون رده.

هذا، ولم تكن إشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش رعايته مراسم توقيع اتفاق السلام التاريخي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، إلى “صفقة عظيمة مع إيران بعد انتخابات نوفمبر”، عبثية، لكنها نابعة عن ثقة أثبتتها معطيات إيجابية، وتواصل مباشر مع الطرف القوي في الجمهورية الإسلامية، ممثلاً بالتيار المحافظ، الذي يهيمن على البرلمان، والقيادة العسكرية، وغالبية مفاصل الدولة.

تبادل سجناء

كذلك، جدد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الخميس، استعداد إيران لتبادل جميع السجناء مع الولايات المتحدة، ممن يحملون الجنسية المزدوجة الإيرانية والأمريكية.

وقال ظريف الذي يزور موسكو في مقابلة مع وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية: “لسنا مستعدين للتفاوض مع الحكومة الأمريكية، نحن نستخدم الحكومة السويسرية كإجراء وقائي، أو الحكومات الأخرى التي ترغب في لعب دور إيجابي في هذا الصدد”، في إشارة إلى عملية تبادل السجناء.

وشدد على أنه لا يوجد حاليا مواطنون أمريكيون مسجونون في إيران، سوى عدد من السجناء من “مزدوجي الجنسية”.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، في لقاء عبر الإنترنت مع مركز الأبحاث الأمريكي “مجلس العلاقات الخارجية”، الأحد الماضي، أن طهران مستعدة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة.

وقبل نحو ثلاثة أشهر، جرت عملية تبادل للسجناء بين طهران وواشنطن، حيث جرى الإفراج عن مايك وايت، العضو السابق في البحرية الأمريكية، فيما أفرجت أمريكا عن الباحث الإيراني سيروس عسكري.

واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق سراح مايكل وايت، علامة على إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين.

كما دعا مايك بومبيو، طهران، إلى إطلاق سراح 3 مواطنين أمريكيين مسجونين في إيران.

وتعتقل إيران ومنذ سنوات، كلا من سياماك وباقر نمازي ومراد طاهباز، وهم 3 مواطنين أمريكيين من أصل إيراني، كما تعتقل نازانين زغاري، وهي مواطنة بريطانية من أصل إيراني، وفاريبا عادل خواه، وهي أستاذة جامعية إيرانية فرنسية.

وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، قد استدعت الثلاثاء الماضي، السفراء الإيرانيين؛ للاحتجاج على وضع السجناء السياسيين، واحتجاز الحكومة الإيرانية لمزدوجي الجنسية.

ربما يعجبك أيضا