ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.. هل تقلق إيران؟

إيران تراقب عن كثب ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا

يوسف بنده

اتفقت أرمينيا مع أذربيجان على ترسيم الحدود عند أربع قرى حدودية، طبقا للحدود الموجودة المعتمدة قانونيًا بين الجمهوريتين عند سقوط الاتحاد السوفييتي.


توصلت كل من أرمينيا وأذربيجان الدولتين المتصارعتين في منطقة جنوب القوقاز إلى اتفاق مبدئي على ترسيم الحدود المشتركة، ما يمهد لإحلال السلام بين البلدين.

ويثير هذا الاتفاق مخاوف لدى إيران الجارة الجنوبية لكلا البلدين، التي تقلق من أي تغييرات حدودية قد تقع بين البلدين بما يعزل إيران عن مكانتها الجيوسياسية في منطقة جنوب القوقاز.

اقرأ أيضًا: إيران تقاتل شمالًا للحفاظ على جغرافيتها السياسية.. ما القصة؟

حدود ارمينيا واذربيجان

رفض أي تغيير حدودي

ترفض إيران أي تغييرات في الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، حيث تسعى الأخيرة إلى ربط أراضيها عبر مشروع ممر زنكه زور، بما يعزل إيران عن أرمينيا، لذلك لطالما تشدد على طهران أهمية الحفاظ على حدود المنطقة وجيوسياستها.

وقد طرحت طهران ممر آرس بديلًا للربط بين أراضي أذربيجان عبر الأراضي الإيراني بدلًا من الأراضي الأرمينية، وذلك ضمانة لإيران ألا يتم عزلها عن حركة التجارة والترانزيت بين شرق وغرب جنوب القوقاز، وكذلك التجارة العابرة من أسيا الوسطى نحو تركيا.

اقرأ أيضًا: تقارب أرمينيا من القوى الغربية يثير قلق دول جوارها

وحسب وكالة أذر تاج الأذربيجانية، السبت 20 أبريل، فقد اتفق الطرفان، في المرحلة الأولى من عملية الترسيم، على رسم أجزاء مباشرة من خط الحدود بين قريتي باغانس (أرمينيا) وباغانس ايريم (أذربيجان) وبين قريتي فوسكيبار (أرمينيا) وآشاغي اسكيبارا (أذربيجان) وبين قريتي كيرانتس (أرمينيا) وخيريملي (أذربيجان) وبين قريتي بيركابير (أرمينيا) وقيزيل حاجيلي (أذربيجان).

وذلك طبقًا للحدود الموجودة المعتمدة قانونيًا بين الجمهوريتين عند سقوط الاتحاد السوفييتي، أي لا تغيير في الحدود الجغرافية بين البلدين، وإنما العودة لخرائط ما قبل سيطرة أرمينيا على مناطق إقليم ناغورني قره باغ.

اقرأ أيضًا: الصراع المكتوم في القوقاز.. إيران تغري تركيا بمكاسب تجارية

حدود إيران الشمالية-الغربية مع أذربيجان وأرمينيا

حدود إيران الشمالية-الغربية مع أذربيجان وأرمينيا

تعليق إيراني

في إطار الاطمئنان لخطوة ترسيم الحدود بين يريفان وباكو، وحسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، أمس السبت، خرج سفير إيران في أرمينيا، مهدي سبحاني، يقول: إن “السلطات الأرمنية أطلعت إيران على مجريات المحادثات المتعلقة بلجنة ترسيم الحدود واتفاقية تسليم بعض القرى من أرمينيا إلى أذربيجان، وأوضح أن السلطات الأرمينية أكّدت أنّ الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها تأتي في إطار إعلان ألماتي، أي على أساس الحدود الدولية”.

وفي إشارة إلى استمرار معارضة طهران لأية تغييرات حدودية، أضاف سبحاني: “نحن ندعم سيادة أرمينيا ووحدة أراضيها، ونُعارض أيّ تغيير في الحدود الدولية.. من الطبيعي أن نعارض أي إجراء يهدد أمننا القومي ومصالحنا الوطنية للخطر وألا نتسامح معه”.

اقرأ أيضًارائحة حرب في القوقاز.. مدافع أذربيجان نحو سيونيك الأرمينية؟

22061101000359 org

ممر شمال-جنوب

ممر شمال-جنوب

يبدو أن إيران لديها قلق على مستقبل ممر شمال-جنوب الذي يربط موانئها الجنوبية بمنطقة القوقاز وأوراسيا، ولذلك تقلق من أي تغيير في الحدود الأرمينية لصالح أذربيجان، بما يقضي على إمكانية وصول إيران إلى تلك الحدود، حيث منها تصل إلى جورجيا، ومن هناك إلى روسيا وأوروبا الشرقية.

لذلك، يبدو أن طهران مطلعة بشكل جيد على الاتفاق بين البلدين، فقد قال السفير الإيراني “لقد اطّلعتُ على أن المناطق التي يمرّ بها الطريق (طريق أرمينيا إلى جورجيا) ليست مشمولة في هذه الاتفاقيات”.

اقرأ أيضًا: اتفاقية أمنية مع أذربيجان.. إيران لن تذهب إلى الحرب في القوقاز

9ecde8eedcbac330c494b8ed35296685b5fa98ed

الصراع بين أذربيجان وأرمينيا

رفض الحضور الغربي

تقلق طهران من تقارب يريفان من القوى الغربية في ظل حكومة رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، ولذلك تصر على حل أزمات منطقة جنوب القوقاز في إطار صيغة 3+3 الإقليمية (روسيا وإيران وتركيا+أذربيجان وأرمينيا وجورجيا).

لذلك، قال السفير سبحاني: “إنّنا ندعو إلى عدم تدخّل الدول من خارج المنطقة لأنّ هذه الدول ليست لها حدود مشتركة ولا تُعاني من تبعات هذه الأحداث.. من الطبيعيّ أن تسعى الدول إلى تحقيق مصالحها، لكنّنا نُؤمن أنّ الحوار والتعاون هما أفضل السبل لتقريب وجهات النظر بين الدول”.

اقرأ أيضًا: تنويع العلاقات.. أرمينيا تستعد لفرض معادلة جديدة مع أذربيجان وتركيا

وحسب وكالة أرمن برس، أمس السبت، فقد أكد الاتحاد الأوروبي، على لسان الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز، تويفو كلار، تأييداً كاملاً لعملية المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان بهدف التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة.

وعلى حسابه على منصة إكس، أمس السبت، فقد رحب وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بليكن بالاتفاق بين يريفان وباكو، قائلًا: “نرحب بإعلان أرمينيا وأذربيجان عن موافقتهما على بدء ترسيم الحدود بينهما على أساس إعلان ألمآتي لعام 1991، وهذا خطوة مهمة في سبيل إبرام اتفاقية سلام دائم”.

ربما يعجبك أيضا