تغيير ديموغرافي.. ما مصير اللاجئين السوريين في المنطقة الآمنة المزعومة؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

منطقة بعمق 30 كم بامتداد 400 كم على الحدود الشمالية السورية؛ وتقيم تركيا الحرب من خلالها بزعم عودة اللاجئين السوريين في بلادها وتسكينهم بتلك المنطقة الممتدة على حدودها شرقي نهر الفرات. وبالتالي، شنت عملية عسكرية للقضاء على قوات الوحدات الكردية المتمركزة هناك.

واتفقت أمريكا وتركيا على تعليق هذا الهجوم، بينما اكتنفه الغموض بشأن تحديد تلك المنطقة وموقف الأكراد، وكيفية إدارة تلك المنطقة، ناهيك عن مصير اللاجئيين السوريين.

 

اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة على عقد هدنة لمدة 120 ساعة، أي خمسة أيام، لوقف إطلاق النار في شمال سوريا ضد القوات الكردية مقابل انسحاب الوحدات لحدود المنطقة الآمنة،.
وتسعى أنقرة لتوطين اللاجئين في المنطقة التي تخليها الوحدات، وقال أردوغان: إن مليوني لاجئ يمكن توطينهم في “المنطقة الآمنة” إذا شملت مدينتي دير الزور والرقة، وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب المستمرة منذ ما يربو على ثماني سنوات في سوريا.

 
كيف ترى أنقرة المنطقة الآمنة
 
قال أردوغان: “عدد السوريين العائدين إلى المناطق التي وفرنا أمنها وصل حتى الآن إلى 360 ألفاً”، وتابع: “السبب الوحيد لوجودنا في سوريا هو التهديدات الإرهابية على حدودنا وتحولها إلى حاجز يمنع عودة السوريين الموجودين في بلدنا”.

وأوضح أردوغان، أن المنطقة الآمنة في سوريا ستمتد على طول الحدود مع سوريا بنحو 440 كيلومترا وبعمق 32 كيلومترا، موضحا أن ذلك ما تم الاتفاق بشأنه مع الولايات المتحدة، وأضاف الرئيس التركي أن التدخل التركي في شمال شرق سوريا سيمكن من “تأمين عودة مليون إلى مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة” في شمال سوريا خاصة إذا تم إضافة كل من الرقة ودير الزور إليها “.
 
وقال أردوغان: إن تركيا تهدف إلى إنشاء 12 مركز مراقبة في ما يسمى بالمنطقة الآمنة في شمال سوريا، مضيفًا أن أنقرة سترد إذا ارتكبت الحكومة السورية “خطأ” في المنطقة. بحسب يورو نيوز.
 
حسب صحيفة تركية،، فإنه “سيجري توطين مليون سوري في 200 ألف مسكن، سيتم إنشاؤها في المنطقة الآمنة”. وتتضمن الخطة، وفق الصحيفة، إنشاء 10 بلدات مركزية بتعداد سكاني يصل إلى 30 ألف نسمة لكل منها، وبناء مناطق صناعية فيها، بالإضافة إلى 140 قرية بطاقة استيعابية تصل إلى 5 آلاف نسمة لكل منها.

أما بالنسبة لكيفية توطين اللاجئين السوريين في المنطقة، فقد أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن “عودة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة ستكون طوعية”، مشيراً إلى أن تهيئة البنى التحتية في المنطقة ستشجع الناس على العودة.

غموض يكتنف الاتفاق

عقب الاتفاق، والذي  من المفترض أن يكون بالتشاور وقوات مشاركة بين تركيا وأمريكا، ولكن واشنطن أعلنت أنها لن تشارك في إقامة المنطقة الآمنة، ولكنها ستكتفي المراقبة الجوية، وسيت تنفيذ الاتفاق بين الأكراد والأتراك، وهذا محل شك وغموض ينبأ عن عدم الجدية في تنفيذ الاتفاق، وحتى الآن لم يتم تدارك مشكلة الأكراد وتحديد أماكن انسحابهم، وهل يتم الالتزام بالمنطقة الآمنة التركية، أم تختلف الرؤية الأمريكية عن نظيرتها التركية؟.

قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الجمعة، إن الولايات المتحدة تواصل انسحابها من شمالي سوريا ولن يساعد أي جندي أمريكي في إقامة “المنطقة الآمنة” بين القوات الكردية وتركيا.

وأوضح إسبر، أن القوات الأمريكية ستظل على اتصال بتركيا وقوات سوريا الديموقراطية التي دعمتها واشنطن في التصدي لتنظيم داعش. 

ومن المقرر إقامة منطقة آمنة بين تركيا والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا وفق اتفاق أعلنه الخميس نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وافقت بموجبه أنقرة على تعليق توغّلها في شمال سوريا لخمسة أيام.
 
تغيير ديمغرافي؟

لا يهم تركيا حياة ومأزق اللاجئيين، بالطبع أكثر من 3 ملايين لاجئ يؤثر على خدماتها وبنيتها التحتية، بينما ترى تركيا أن ورقة اللاجئين هي الوحيدة القادرة على تنفيذ مخططها، وهو إبعاد وحدات الحماية الكردية من على حدودها، وإحلالهم باللاجئيين، وتعلن أنقرة أنها تسعى فقط لتأمين حدودها من قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني، ولكنها تتخوف من وجود الأكراد، مثلما فعلته في منطقة عفرين من تهجير الأسر الكردية وتمكين وحدات المعارضة السورية.
 

وأعلن المبعوث الأمريكي، جيمس جيفري، أن تركيا تعهدت بأنها تسعى فقط لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب فحسب، وليس السكان الأكراد جميعاً.
وأضاف جيفري: “نأمل ألا يكون هناك نقل جماعي للسكان”، وشدد: “لقد كنا متصلبين جداً وبغاية الإصرار حول هذا الأمر”. وقد أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني بعد الاتفاق على ضرورة “عدم تغيير ديمغرافية المنطقة وإعادة جميع المدنيين إلى ديارهم مرة أخرى”.

 

ربما يعجبك أيضا